لندن ـ ماريا طبراني
تشهد تصاميم منازل القباب الذكية الحديثة مستويات جديدة وأكثر تطوّرا، وتعدّ الفكرة الرئيسية وراء هذه القباب الصديقة للبيئة هي أنها يمكن بناؤها على الجبال غير المستوية أو بين الأشجار في الغابات، مما يجعلها ملاجئ مثالية للمسافرين والمستكشفين الحريصين على الامتزاج مع الطبيعة، كما أنها يمكن أن تحلّ محلّ غرف الحديقة التقليدية والحظائر أو بيوت الأشجار.
ورغم التصميم المتطوّر فإن القبة الذكية لديها ملامح ملهمة من تصميم القبة الجيوديسية الشهيرة، باستخدام شكل النصف الكرة وكان أول من استخدمه كارل زايس في عام 1926، وتستخدم الهياكل مبدأ "بذل المزيد مع أقل تكلفة"، إذ تضم أكبر مساحة داخلية بأقل مساحة سطحية، أي توفير المواد والتكلفة.
واستخدمت قباب مماثلة لبناء المساكن في وجهات سياحية بما في ذلك إكوكامب في باتاغونيا أميركا الجنوبية، التي صممت مساكن قبيلة كاوسكار القديمة، مع أقبية أقيمت على منصات مرتفعة للحد من اضطراب المناظر الطبيعية.
التصميم يعود إلى الموضة، ويتم تسويق وبيع هياكل القبة من قبل شركات الهندسة في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك "Smart Europe" في المملكة المتحدة و"FUGU" في فرنسا.
كانت واحدة من أحدث التصاميم التي طرحت في السوق، من خلال "Smartdome.si" في سلوفينيا، وهي مصنوعة من إطار خشبي مغلف مقاوم للرطوبة مع مجموعة من الحشيات المطاطية المقاومة للأشعة فوق البنفسجية لمنع التسربات بالإضافة إلى الصلب.
كما أن التصميم البسيط الذي تتمتع به يعني أنها يمكن أن تكون مسبقة الصنع في المصانع لذلك سوف تكون رخيصة نسبيا، وتتراوح بين 17،000 و 31،000 جنيه إسترليني، ويمكن أيضا تكييفها مع أي من التضاريس حيث تختلف أنواعها من "قباب السماء" التي يمكن وضعها على الأرض، و"القباب المائية" يمكن تركيبها فوق الماء، و"قباب الأشجار" يمكن تعليقها في الغابات، في حين أن "قباب الثلج" هي مناسبة لظروف الطقس البارد.
مع مساحة أقل من 25 مترا مربعا، تقدم كل قبة مساحة معيشة كبيرة مثل بعض الشقق الصغيرة في لندن، ويصل ارتفاعها إلى 3.25 مترا في الوسط، تقريبا أعلى من ارتفاع السقف في المنزل البريطاني العادي، لذلك تشعر بأنها أكبر.
كما أنها مناسبة لأولئك الذين يبحثون عن شيء أكثر اتساعا، فتصميم وحدات من خلال شبكة من القباب يمكن تركيبها معا لخلق العديد من الغرف التي تحتاج إليها.
طريقة البناء، جزأين يتم تركيبهما معا دون الحاجة إلى دعم إضافي، وهذا يعني أنها سهلة نسبيا للبناء، ويستغرق الأمر 6 ساعات لتجميع النموذج ويترك الحد الأدنى من الأثر البيئي على المدى الطويل بعد إزالتها.
هيكل نصف الكرة الذي تم إنشاؤه من مثلثات يوفّر قوة لا مثيل لها على ارتفاع 12 مترا، فهو مقاوم لرياح تصل سرعتها إلى 140كم/س حتى الزلازل المتوسطة.
توجد أرضية مزدوجة الطبقات لتعطي مساحة للسباكة وللاستحمام والمراحيض كما أن تصميم الجدار مرن، يتراوح بين شفاف وغير شفاف، لذلك يمكن لكل مالك أن يقرر مقدار الخصوصية التي يريدها. وتعني السطوح العاكسة للقباب أيضا أن المبنى يمزج بشكل جميل مع أي بيئة.
وتحيط كل قبة بمزراب مزدوج يجمع مياه الأمطار التي يمكن استخدامها لتنمو النباتات المائية دون تربة، ولوحات معتمة معزولة وتصميم يخلق دوران الهواء والحد الأدنى من فقدان الحرارة.
أرسل تعليقك