القاهرة - العرب اليوم
فنغ شوي، مُمارسة صينيّة قديمة ذات تاريخ يرجع إلى نحو 960 قبل الميلاد، وهي تطوّرت، ما أثّر بشكل كبير على ميدان التصميم الداخلي الحديث، في أنحاء عدة من العالم. يهدف التصميم الداخلي، بحسب فنغ شوي، إلى جعل التناغم قائمًا بين الأفراد، وبيئاتهم الداخلية، بالاتكاء على عناصر طبيعيّة، مثل: الرياح والمياه، والأرض، والضوء.
تُركّز السطور الآتية على المرايا، التي تعدّ بحسب فنغ شوي، أكثر من مجرد عناصر في الديكور، بل هي أدوات قوية يمكنها التأثير، بشكل كبير، على تدفق الطاقة داخل أي مساحة.
بحسب فنغ شوي، ليست المرايا مُجرّد عناصر زخرفيّة، بل هي تُستخدم لضبط تدفّق الطاقة داخل المساحة، وتحقيق نتائج مُحدّدة، فالمرايا ترمز إلى عنصر الماء، ويُمكن أن تضخّم الطاقة الإيجابية، وتخلق وهمًا بوسع المساحة. طبيعة المرايا العاكسة، تعني أن ما تعكسه، يمكن أن يُعزّز أو يُقلّل من الطاقة، في الغرفة. مثلًا، توضع مرآة لتعكس منظرًا جميلًا، ما يمكن أن يضاعف الطاقة الإيجابية. وعلى النقيض من ذلك، عكس الفوضى أو المناطق القبيحة الظاهرة، من خلال المرآة، يمكن أن يزيد من المشاعر السلبية. لذلك، يستحسن وضع المرايا بشكل مدروس. بحسب اعتقادات فنغ شوي، لا بد من:
وضع المرآة، في غرفة الطعام، حتى تعكس طاولة الطعام، ما يرمز إلى مضاعفة وفرة الطعام، وبالتالي الثروة، والرفاهية. لكن، إذا كانت المرآة تعكس كومة من الفواتير أو مطبخًا فوضويًا، فقد يؤدي ذلك عن غير قصد إلى تضخيم التوتر أو المخاوف المالية.
ترتيب المرآة، في المدخل، وتحديدًا على حائط جانبي، يوزع الطاقة في أنحاء المنزل. مع ذلك، يجب تجنب وضع المرآة، في مواجهة الباب الأمامي مباشرة، حيث يمكن أن يدفع هذا الطاقة الواردة للخارج.
في إطار ديكورات غرف النوم، يتطلّب توزيع المرايا تفكيرًا دقيقًا، وذلك لأن الطاقة الهادئة، ضرورية في غرف النوم. بالمقابل، المرايا التي تعكس السرير يمكن أن تخلق الكثير من طاقة اليانغ (النشطة)، ما قد يؤدي إلى الأرق. في حال الرغبة بحلول المرايا، في الحيز المذكور، يجب أن لا تواجه الأسرّة، مباشرة.
يمكن للمرايا أيضًا أن تًنشّط المساحات الخارجية، بشكل فعّال، فحضور المرايا في حديقة المنزل، يجلب طاقة الطبيعة إلى الداخل، ما يُعزّز الشعور بالهدوء، والسلام، في منزلك.
من الضرورة أيضًا الحفاظ على المرايا، في حال جيدة. تضمن المرآة الشفافة الخالية من العيوب انعكاسًا واضحًا وإيجابيًا. بالمقابل، يمكن أن تؤدي المرايا المتشققة أو المشوهة إلى تصور مشوه للذات وبيئتك.
يقوم شكل المرايا أيضًا بدور بحسب فنغ شوي؛ إذ ترمز المرايا المستديرة، والبضوية، إلى الاستمرارية، وهي تجلب شعورًا بالهدوء، والاكتمال. تُمثّل المرايا المستطيلة النمو والتوسع، ما يجعلها مناسبة لمساحات المعيشة. لكن، يجب تجنّب استخدام المرايا ذات الأشكال غير المنتظمة، لأنها قد تشوّه تدفق الطاقة.
يجب أن يكون حجم المرآة، مُتناسبًا مع المساحة، والأشياء المحيطة بها، إذ يمكن للمرآة، التي تكون كبيرة للغاية، أو صغيرة للغاية، نسبة إلى المساحة التي تحضر فيها، أن تعطل توازن الطاقة.
يمكن أن يؤدي وجود مرآتين متقابلتين إلى خلق طاقة مُربكة، ومُزعجة، حيث تنعكس الطاقة، ذهابًا وإيابًا، بسرعة كبيرة.
يمكن للمرايا أن تحدث فرقًا كبيرًا في ديكور أي غرفة تحلّ فيها، فهي تُضخّم الضوء، وتجعل المساحات الداخلية تبدو أكبر، إلا أن هناك أماكن لا ينبغي تعليق المرايا فيها، بحسب فنغ شوي، لا سيما حيث تعكس مناطق سلبية أو فوضوية، مثل: سلة المهملات أو الزاويا غير المرتبة، إذ يمكن أن يضاعف ذلك الطاقة السلبية، ويخلق شعورًا بالفوضى في المساحة.
لذلك، لا يجب أن تعلق المرآة، في:
غرفة تعرف الفوضى كثيرًا، وبصورة مُستمرّة، مثل: غرفة الغسيل، حيث تتراكم الملابس الموسخة، أو غرفة لعب الأطفال، التي تكون في حال من الفوضى، في غالبية الأوقات، أو أي منطقة منزلية تتراكم فيها الحاجيات... لأن المرآة تضاعف الضوء، هي ستضاعف الفوضى في منزلك، إذا حلت في أي مكان معرض "للكراكيب".
فوق السرير (أو الأريكة) أو في مقابله، إذ تجعل المرء يتشتّت. بخلاف فنغ شوي، هناك سبب عملي، مُتمثّل في أنه يصعب النوم عندما يرتد الضوء على المرآة.
في المطبخ، لا سيما في مقابل فرن الطهي، أو في أي مكان معروف بإصدار الأبخرة، والدخان.
أمام الباب الأمامي. بحسب فنغ شوي؛ إذا كان لديك مرآة أمام بابك الأمامي، مباشرة في المدخل، فقد ترتد الطاقة الجيدة إلى الخارج.
في الخلاصة، وفي حين تكون المرايا، مفيدة، بحسب فنغ شوي، إلّا أن الإفراط في استخدامها يمكن أن يؤدي إلى اختلال توازن الطاقة، وشعور بالارتباك، وتضخيم القلق، أو التوتر. لذلك، التوازن هو المفتاح.
قد يهمك أيضــــاً:
مرآة الحائط الكبيرة تُعزّز المظهر الجمالي للمساحة الداخلية للمنزل
ديكور لفواصل المنزل بديلة من الخشب والمرايا
أرسل تعليقك