روما - ليليان ضاهر
ينبغي إلى زوار كنيسة البندقية دي سانتا ماريا غلوريوسا دي فراري، الالتفات إلى مصلى سانت أمبروز خارج حدودها، وعبور السور الحديد الذي يحرس هذا القسم من المبنى وسترى داخل الأرض لوحة مستطيلة عادية التي كان الورود الأبيض مبعثرًا حولها، فبعض الزهور كانت ذات ملاحظات مرفقة، أحدها مكتوب عليها "من معجبك المخلص"،
ويرقد في القبر الملحن الكبير كلاوديو مونتيفيردي "1567-1643"، الذي عاش وتوفي في البندقية وكان أول رائد حقيقي للأوبرا كشكل فني، كما كان فنانا، مثل شكسبير المعاصر، حيث يضع البشر والمواضيع العلمانية في قلب دراماته، وليس فقط الأبطال والآلهة، ولم يذكر قبله على الجولة التي تحصل عليها مقابل تذكرة دخولك، ولكن الزهور هي دليل على شعبية الملحن الدائمة ونفوذه.
ويدشّن هذا الصيف، في مهرجان موسيقي بينالي 57، أعظم مهرجان في عالم الفن المعاصر، وسوف يقام في البندقية بمناسبة الذكرى 450 لوفاة مونتيفيردي مع برنامج حفلات موسيقية وفرصة لسماع ثلاثيته الأوبرالية الكاملة، وسوف يتم تنفيذها من 16 إلى 21 يونيو/حزيران من قبل مونتيفيردي تشوير وأوركسترا ومقرها لندن ويقودها السير جون إليوت غاردينر، وسيتم تنظيم الاحتفالات ذات الصلة في جميع أنحاء المدينة، وليس أقلها فندق سان كليمنتي باليس، الذي يديره فندق كمبينسكي في جزيرة خاصة على بعد 15 دقيقة بالقارب من سان ماركو، وتأتي الملكية كاملة مع الكنيسة الخاصة بها، والتي يوجد فيها نسخة طبق الأصل معاصرة من عصر مونتيفيردي في البندقية، من بيت المقدس لوريتو في جنوب إيطاليا، الذي قيل أنه كان منزل العذراء مريم، التي جلبتها الملائكة إلى إيطاليا لحفظها في مكان آمن، "يحتوي سان كليمنتي أيضًا على نسخته خاصة للكهف في لورد".
ويقدّم الفندق مجموعة من العروض ذات الصلة، من تذاكر لحضور ندوة لمدة يومين عن الملحن، وهناك جولة مصمّمة خصيصًا في بندقية مونتيفيردي، وتوفر هذه الجولة إمكانية الوصول إلى الأماكن التي كان مرتبطا بها، ويكون الدخول إلى البازيليكا البيزنطية العظيمة من خلال باب جانبي خاص إذ تتدفق أشعة الشمس في أعلى الباب الغربي، في حين تفرغ الكنيسة تدريجيا من السياح، وإذا كنت محظوظًا كفاية سيتم دعوتك لتتخطى الحبال المخملية من أجل أن ترى الخلفية المرصعة بالجواهر من الشاشة الذهبية التي ترتفع وراء المذبح، إلى جانب أن تأخذ جولة في الكنيسة للاستمتاع بالأبواب المزخرفة، وتصل إلى متاهة الممرات المرتفعة تحت القباب المتألقة، وتشاهد الفسيفساء الذهبية الرائعة للقديسين.
أرسل تعليقك