فاس ـ منير الوسيمي
كشفت محررة صحيفة "الغارديان" البريطانية إيما كوك، عن أهم ملامح رحلتها إلى إحدى المدن المغربية، وهي مدينة فاس ثاني أكبر مدن المغرب بعد الدار البيضاء وهي عاصمة المغرب الاقتصادية، وكانت توجد المحررة في أحد الاستوديوهات لتعلم صناعة الجلود مع ابنتها، وبعد قضاء يوم طويل في تعلم كيفية صناعة مجلد يدوي من الجلد في الاستوديو الذي يقع في مدينة فاس المترامية الأطراف، وفي غضون دقائق من مغادرة الاستوديو الذي يقع في علية أحد البيوت، وجدت إيما نفسها تائهة وسط سوق أو زقاق كما أسمته يمتلئ ببائعي التوابل، والتين الطازج مع أكوام من الفواكه المجففة والكسكس، وأقفاص من الدجاج الحي والسجاد والفوانيس الملونة بالألوان، والفخار وألواح النحاس المضروبة.
وتخطو ابنة المحررة، في يسر بين البائعين والمتسوقين، في السوق التي تمتلئ بالسلع مع ابتسامة على وجهها، متحررة من حقيقة أن هذه هي المرة الأولى التي يقيمون فيها داخل المدينة القديمة دون دليل، متحولين عبر الممرات المظلمة الضيقة، والجدران الزرقاء الملطخة التي ليست لها نوافذ، بجوار أبواب البلوط الثقيلة التي فتحت أحدها ليظهر فناء داخلي مظلل بأشجار التين ومرصع بالفسيفساء المعقدة التي تعود إلى قرون، وما يجعل مدينة فاس مدينة فريدة من نوعها ليس فقط حجمها الكبير لكنها تعد أيضًا واحدة من أكبر المناطق الخالية من السيارات في العالم.
اقرأ ايضًا:
رانيا المشاط تُعلن عن "حزمة برامج" لزيادة السياحة العربية الوافدة إلى مصر
بُنيت فاس في القرن التاسع، واعتمد تصميمها على خمسة عناصر في كل منطقة: مسجد وغرفة بخار أو سونا ومدرسة لتعليم القرآن ونافورة وفرن الخبز، ولكن ما جعل إيما وابنتها تواجهان صعوبة في العودة إلى الفندق أنه لا توجد في الطرق علامات أو أسماء لشوارع ولا خرائط ولا إشارة ملاحية، فقط 9 آلاف زقاق دون هوية والآلاف من الطرق المسدودة، لكن الرائحة قد كانت وسيلة جيدة لمعرفة الطريق، وكانت الرئحة تأتي من أحد المدابغ في المدينة، والتي تعد واحدة من أكثر المشاهد لا تُنسى في المدينة.
وجهت الرائحة إيما وابنتها إلى فندقهما الذي يقع في مكان قريب، وفي المدبغة توضع الجلود على الأسطح، لتجف في الشمس وهناك يأتي بعض الرجال لأخذ هذه الجلود إلى الحرفيين لصناعة بعض المنتجات الجلدية، ومع مرور الزمن لم تتغير تقنيات صناعة الجلود في فاس منذ بنائها في القرن السادس عشر كمركز لإنتاج الجلود. وبجانب الدباغين وحرفيي صناعة المنتجات الجلدية، يوجد الخياطون، وصانعو الأحذية، الحدادون والنجارون الذين يصنعون كل شيء من فساتين الزفاف المطرزة إلى الصناديق الجنائزية المنحوتة بشكل مزخرف، هذا يجعل هذه المدينة من أجمل مدن المغرب.
وقد يهمك ايضًا:
استمتع بتجارب غامرة وأجواء نابضة بالفخامة في جزر المالديف
سياح يحلقون بمناطيد ملونة فوق مدينة "هوي" الفيتنامية
أرسل تعليقك