هافانا ـ ليليان ضاهر
استفاقت مدينة ساغوا لا غراندي الكوبية المرهقة منذ الحرب العالمية الأولى، لتُعيد سنوات المجد الضائعة وسط ركام الكساد العظيم، فهي المدينة التي كانت يومًا منفذ العالم لصناعة وتصدير السكر، حيث كان الذهب الأبيض لاقتصادها، والآن تدخل عصر التحول ل مدينة سياحية فاخرة تنزع تراب الماضي.
المدينة مرهقة لكن جميلة بها مجموعة من القصص الغريبة وعلى وشك الشهرة وسط بناء الفنادق الجديدة وتجديد أماكن التجمعات
يشبه التجول في المدينة تقليب صفحات في رواية سحرية منسية تخللتها خيوط العنكبوت، يوجد بها كنيستين فخمتين، بورسيما كونسيبكوندي ساغوا لا غراندي 1860، ذات اللوحات الجدارية والزجاج الملون والرخام، وتحيط بها شوارع تنتهي بوجود ميدان يحيط به أشجار صفراء يبلغ عمرها 100 عام، وكنيسة أغلاسيس ديل ساغرادو ورازون دي جيزوس 1908، مقر اليسوعيين المنفيين.
أقرأ ايضًا:
مطعم برتغالي في أبوظبي يقدم أفضل المأكولات البحرية
كانت هذه المستوطنة على بعد 15 ميلا من الساحل الشمالي الشرق لمقاطعة فيلا كلارا الوسطى، وكانت مزدهرة ذات يوم، وبلغت ثروة المدينة ذروتها بين الحرب العالمية الأولى وفترة الكساد العظيم، حيث اقتصادها القوي الذي اعتمد على أسعار السكر، وكان لديها ابن مشهور خلد اسمها، وهو الفنان ويفريدة لام، الذي توفي في باريس عام 1982، وقد ولد لأب صيني وأم كوبية كونغولية، وكانت أشهر لوحاته "ذا جنغل" عام 1943.
انتهت تلك الأيام الذهبية حين سقطت صناعة السكر في منتصف القرن العشرين، وأغلق ميناءها إيزابيلا دي ساغوا، وتفرق شبابها حتى وصلوا إلى الولايات المتحدة، ومع ذلك، وبعد سنوات من التراجع، تتغير الأمور، إذ تسمع ضجيج الحفارات الهوائية وهي تعمل في المناطق الخاضعة لعمليات الإصلاح والترميم، حيث شارع التسوق الرئيسي والمتحف والمعرض الفني والسينما والصالون والمركز الثقافي والمطاعم ومحطة السكك الحديدية، وكازينو إسبانيول.
كما افتتح فندق ساغوا الفخم في عام 1925، وسط ضجة كبيرة وعاش فيه لكاتب الإسباني فيديريكو غارسيا لوركا والشاعرة الشيلية غابرييلا ميسترال، وأعيد افتتاحه في العام الماضي، ويحتوي على 84 غرفة ومطعم وحمام سباحة وبار على السطح.
وفي جولة سيرا على الأقدام في ساغوا، ستمر على قصر أريناس المهجور، وهو مزيج من فن الموريش، أحد عجائب الهندسة المعمارية السبعة في مقاطعة فيلا كلارا، وكان يخص عائلة غنية هاجرت في عام 1966 ولم تعد، ولكن الحكومة الكوبية أعادت ترميمه وحولته إلى فندق مكون من 11 غرفة به فناء ومطعم على الطراز الأصلي القديم.
ويمتد نهر ساغوا لا غراندي إلى ساحل إزابيلا دي ساغوا، حيث وصلت السفن البخارية ذات مرة من لويزيانا وفلوريدا.
وفي هذا المكان، ستتجه إلى زيارة الحقول ومزارع الجاموس، وحقول قصب السكر، والغابات المليئة بأشجار الماهوغوني والأرز التي تقطع وتشحن إلى أوروبا، وفي إيزابيلا، لاتزال الأكواخ الخشبية القديمة موجودة عند الشواطئ، وكان هذا الميناء مقرا لتصدير السكر، وكان يستقبل نحو 40 سفينة يوميا، وقد تعرض هذا المكان إلى إعصار إيرما المميت في عام 2017، وتضررت المنازل في المنطقة بأكثر من 90%، وتبني الحكومة منتجعا فاخرا في هذه المنطقة، ستنتهي منه في عام 2020، وسيكون من فئة الخمس نجوم.
وأثناء وجودك على الشاطئ، استمتع بتناول المأكولات البحرية والمقبلات الكوبية والبليلة وعصير الطماطم، وفي فترة ما بعد الظهيرة، توجه 30 ميلا إلى الجنوب لزيارة متحف "هوستال إلى أرتيستا" المليء بالفن.
وقد يهمك ايضًا:
عشرة وجهات سياحية لن يدخلها سوى الأثرياء فقط خلال 2019
مزيجٌ نادر من جمال الطبيعة والإبداع البشري في جُزر "ماديرا"
أرسل تعليقك