إنستغرام يجعل مِن قرية جبيلة صغيرة مكانًا عالميًّ شهيرًا
آخر تحديث GMT02:14:31
 العرب اليوم -

تخلط المدينة بين سحر العمارة المغربي والأندلسي

"إنستغرام" يجعل مِن قرية جبيلة صغيرة مكانًا عالميًّ شهيرًا

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - "إنستغرام" يجعل مِن قرية جبيلة صغيرة مكانًا عالميًّ شهيرًا

قرية جبيلة صغيرة
واشنطن ـ يوسف مكي

روى هاريسون جاكبوس، محرر صحيفة "بيزنس إنسايدر" الأميركية، رحلته إلى مدينة شفشاون المغربية التي كانت في البداية مغمورة وفقيرة ومن ثمّ أصبحت وجهة سياحية، إذ قال: "في مساء هادئ في يناير/ كانون الثاني، قمت بتوسيع طريق ترابي محاط بقمم الحجر الجيري ل جبال الريف في المغرب، وبينما كنت أمشي، قامت امرأة عجوز بسحب الماء من بئر من الصبار، في حين كان مراهقا يطارد بعض الماعز أسفل الجبل الصخري، وفي القمة، جلس السياح والعائلات المحلية تحت أنقاض مسجد، وشاهدوا غروب الشمس فوق شفشاون".

وأضاف: "وإذا كنت قضيت أي وقت طويل على شبكة الإنترنت في نصف العقد الأخير، فبالتأكيد رأيت شفشاون، رغم أنها تبعد مسافة يوم واحد بالسيارة من محاور سياحية مثل فاس و مراكش، فقد اشتهرت، وذلك بسبب الألوان الزرقاء مختلفة الدرجات في المدينة"، وأشار: "وأصبحت المدينة وجهة سياحية عبر تطبيق "إنستغرام"، يذهب كل الرفاق إلى هناك لالتقاط الصور. ويقدم مدونو السفر العديد من الخرائط عبر "إنستغرام" للسياح فقد أصبحت هذه المدينة الأكثر زيارة عبر تطبيق التواصل الاجتماعي، ووصل عدد الصور الخاصة بالمدينة إلى 445 ألف صورة في أبريل/ نيسان".

وأوضح: "بالحديث إلى السكان المحللين، كما فعلت في الشهر الماضي، ستسمع قصصا مختلفة، حيث هؤلاء الذين يعيشون في المدينة المطلية باللون الأزرق، فقد تغيرت حياتهم بعد شهرة المدينة، وتحولت من الفقر المدقع وافتقار الوظائف إلى مكان سياحي يجلب الأموال"، وذكر: "وشاهدت غروب الشمس من هناك، وحينها تحدثت معي فتاة مغربية تدعى سكينة، في العشرينات من عمرها تعمل معلمة لغة فرنسية، وهي متطوعة من المدينة، كانت تجمع آراء السياح حول المدينة، وحين سألتني عن المدينة قلت لها عن "إنستغرام" والمكانة التي تحتلها المدينة هناك، وبعدها ضحكت، وقالت إن "إنستغرام" ووسائل التواصل الاجتماعي لديهم طريقة للمبالغة في كل شيء. هنا الهدوء وهنا كل شيء مختلف، هنا ما يسمى بالؤلؤة الزرقاء، وإنها فعلا كذلك".
وأضاف: "شفشاون ربما تبدو ظاهرة جديدة، لكن لدى المدينة تاريخ عريق يعود لأكثر من 500 عام، حيث أسست في عام 1471 من قبل مولاي علي بن موسى بن راشيد العامي، وكانت تعرف باسم شوشان، وهي كلة بربرية تعني القرون أو القمم، بسبب جبال الريف، وتم تغيير الاسم إلى شفشاون في عام 1975 ويعني المنظر على القمم".

وقال: "وأشهر مباني المدينة ليس أزرق اللون، فهو مسجد بناه العامي ليواجه التدخل البرتغالي في البلاد، وكان أول مبنى في المنطقة. ويعد منظر الجبال حول المدينة فاتنا، ففي الصباح الباكر يأتي الهواء من جبال الريف المحيطة بالمدينة، وسط نسمات الشاي بالنعناع الذي يصنعه السكان المحليون في الصباح"، وأشار: "وبدأت المدينة في كسب شكلها الأيقوني من خلال المنازل البيضاء وأسطحها النظيفة، حين نزح اللاجئون اليهود والمسلمون إلى المدينة هربا من إسبانيا في عام 1494"، ولفت: "وبينما لا يوجد سبب محدد لمعرفة سبب تحويل لون المدينة إلى الأزرق، تقول أسطورة مشتركة إن اليوهود صلوا في القرن الخامس عشر وطلوا الجزء الخاص بهم باللون الأزرق، افتخارا بالرب، ويقول البعض إن اللاجئين اليهود في ثلاثينات القرن الماضي طلوا المدينة باللون الأزرق، وقبلها كانت المدينة مطلية باللون الأخضر".

وذكر: "وتم بناء المدينة القديمة وسط جبل، ولذلك دائما ما تسير عبر ممرات صعودا وهبوطا، وتخلط المدينة بين سحر العمارة المغربي والأندلسي، بما في ذلك الأسطح حمراء اللون، والخشب"، وأوضح: "حجزت شقة مع يوسف خان، والذي يدير مكانا صغيرا للنوم وتقديم الإفطار مع عائلته، خلال فترة زيارتي كانت لدى خان اختبارت ليتخرج ويحصل على شهادة في قانون حقوق الإنسان، من جامعة عبدالملك اسعادي، وتربى خان في شفشان، وشاهد السياح الأوروبيون يزورون المدينة، وشهد التغير الذي طرأ عليها، ومعظم السياح يأتون في رحلات اليوم الواحد".

وقال: "لا تشبه هذه المدينة طنجة أو مراكش، فهي تحافظ على طابع المدينة الصغيرة، بغض النظر عن زيارة السياح لها"، وذكر: "التقيت عبدالخالق بن ميمون، وهو مؤرخ غير رسمي يعمل في مكتبة في المدينة، وقبل أن أطرح سؤالا، كان يتتبع معي أصله إلى 500 عام، وهو سليل الفقيه علي بن ميمون، الكاتب الذي كان راعيه هو مؤسس المدينة. تمت مقابلة بن ميمون مرات عديدة من قبل الصحافيين الباحثين عن المدينة".

واختتم بقوله: "تعد آخر موجة من السياح تأتي من "إنستغرام"، أما أنا كنت أتجول حول المدينة التي تتميز بسكانها المرحبين بالسياح الذين يقبلون الأشخاص المختلفين عنهم من كل الأنواع".

وقد يهمك ايضَا:

 

أفضل المطاعم التي يمكنك زيارتها في جزيرة جيرزسي

تعرّف على أفضل أماكن السفر العالمية للسيّاح المنفردين

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إنستغرام يجعل مِن قرية جبيلة صغيرة مكانًا عالميًّ شهيرًا إنستغرام يجعل مِن قرية جبيلة صغيرة مكانًا عالميًّ شهيرًا



الأسود يُهيمن على إطلالات ياسمين صبري في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 15:26 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

أحمد مكي يخلع عباءة الكوميديا في رمضان 2025
 العرب اليوم - أحمد مكي يخلع عباءة الكوميديا في رمضان 2025

GMT 04:11 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف

GMT 16:20 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

ضربات أمريكية لمنشآت بمحافظة عمران اليمنية

GMT 15:00 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

الأهلى القطرى يعلن تجديد عقد الألمانى دراكسلر حتى 2028

GMT 14:49 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

الاحتلال يقتحم عدة بلدات في القدس المحتلة

GMT 02:00 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

حرائق ضخمة في لوس أنجلوس تجبر الآلاف على إخلاء منازلهم

GMT 14:26 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

"الخارجية الفلسطينية" تدين جريمة الاحتلال فى جنوب شرق طوباس

GMT 17:23 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

هيا الشعيبي تسخر من جامعة مصرية والشيخة عفراء آل مكتوم ترد

GMT 10:42 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

رامي صبري يتحدث عن إمكانية تقديمه أغاني خليجية

GMT 23:27 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

زوجة رامي صبري تبدي رأيها في أغنية فعلاً مبيتنسيش
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab