القاهرة ـ العرب اليوم
يرصد خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بمناطق آثار جنوب سيناء ما تم من تغيير خط سير الزيارة ليدخل الزوار حاليًا من مدخل حديث يؤدى إلى باب الحجاج القديم بالجدار الشمالى الشرقى للدير وهو الذى يستقبل زوار دير سانت كاترين من مصر وكل جنسيات العالم لإحياء فكرة الحج القديم إلى الوادى المقدس.
ويوضح الدكتور ريحان أن الحج إلى جبل سيناء بدأ منذ القرن الرابع الميلادى حين جاءت القديسة هيلانة أم الإمبراطور قسطنطين للحج إلى جبل سيناء وبنت كنيسة العذراء مريم فى حضن شجرة العليقة المقدسة عام 336م ليبدأ الحج إلى الجبل المقدس حتى جاء الإمبراطور جستنيان وبنى أشهر أديرة العالم دير طور سيناء فى القرن السادس الميلادى والذى تحول اسمه إلى دير سانت كاترين فى القرن التاسع الميلادى بعد العثور على رفات القديسة كاترين على أحد جبال سيناء الذى حمل اسمها 2246 م فوق مستوى سطح البحر وأدخل كنيسة العذراء مريم داخل سور الدير وأصبح الحجاج يتوجهون إلى جبل موسى ودير سانت كاترين ولهم مسار معروف حيث يصعد الحجاج إلى جبل موسى ثم يهبطون إلى الدير ليدخلوا من باب الحجاج إلى الوادى المقدس ويدخل كل زوار الدير حاليًا من باب الحجاج لإحياء المسار القديم للحج.
ويشير الدكتور ريحان إلى أن الحجاج المسيحيون كان يصعدون إلى جبل موسى ويخترقون بوابتان من صخور الجرانيت تبعدان عن بعضهما البعض 300م، البوابة الأولى تعرف باسم بوابة الاعتراف صممت من أربع مداميك صخرية فى كل جانب وعلى يسار البوابة نقشًا يمثل كفًا بجانبها اسم " اسطفانوس " القديس المهندس الذى بنى تلك البوابات والبوابة الثانية هى بوابة الغفران ثم يهبط الحجاج من الجبل لزيارة دير سانت كاترين عن طريق باب الحجاج بالجدار الشمالى الشرقى للدير.
ويتابع الدكتور ريحان أن هذا الباب يقع ببرج القديس جورج الشهير بالدير سمى بذلك لوجود كنيسة القديس جورج بداخله ويتكون البرج من أربعة مستويات، المستوى الأول وبه مدخل الحجاج المسيحيين حيث كانوا يدخلون منه إلى الدير والمستوى الثانى وبه ما يسمى (سكيفو فيلاكيون) وهو المكان المخصص لحفظ الأغراض الدينية من أيقونات – أوانى مقدسة – ثياب مقدسة ومخطوطات الدير فهو بمثابة متحف الدير القديم و المستوى الثالث وبه الدوفارة وهو الونش الذى يتم عن طريقه سحب المؤن وأحيانًا الأشخاص للدير فى العصور الوسطى والمستوى الرابع وبه كنيسة القديس جورج الذى أعيد بناؤها عام 1803م
ويوضح الدكتور ريحان خط سير الحجاج المسيحيون قديمًا بعد دخولهم من باب الحجاج يتجهون لزيارة شجرة العليقة المقدسة ثم يدخلون إلى كنيسة التجلى ثم يتوجهوا إلى كنيسة العليقة المقدسة داخلها والذى يجب خلع النعلين قبل الهبوط إليها تأسيًا بنبى الله موسى ويمكن للزوار حاليًا اتباع نفس الطريق صعود الجبل ثم زيارة شجرة العليقة وكنيسة التجلى.
قد يهمك أيضا
أرسل تعليقك