كيب تاون ـ منى المصري
أجرى المرشد السياحي الأفريقي فينسنت نتونجا جولة مع محرر صحيفة "إندبندنت"، إلى بلدة "غوغولثو" في كيب تاون، حيث يقول إن القصص الوحيدة التي تسمعها عنا هي دائما سلبية، لكننا لدينا الكثير من القصص الإيجابية"، فيما يوضح المحرر "نحن نبدأ جولتنا للركض لمسافة 10 كم في صباح يوم السبت مباشرة خارج مطعم مزولي، وهو مطعم مشهور في جنوب أفريقيا يقدم اللحم المشوي".
ويضيف المحرر "قد لا تكون بلدة غوغولثو أول مكان يخطر ببالك عندما تفكر في القيام بجولة في جنوب أفريقيا، ولكن بعد مرور خمس سنوات على إطلاق جولات نتونجا للركض في "Gugs"، كما هو معروف في هذه المنطقة من كيب تاون، قد نما الزوار بوتيرة ثابتة"، ويتابع "تمتع بلدة غوغولثو بمكانة مرموقة في تاريخ جنوب أفريقيا، والتي يحكي عنها نتونجا مع بداية مسيرتنا، بينما ينسج قصته الخاصة الرائعة".
وقد برزت "جولات الركض السياحية"، أو الجولات السياحية في المناطق الحضرية، حول العالم، والمصممة للعدائين الجديين، بالإضافة إلى المتسابقين الترويحيين، وهنا قرر نتونجا، الذي وُلد وترعرع في "Gugs"، إحضار نفس الفكرة إلى بلده، ويقول نتونجا: "ليس من الطبيعي أن نرى أناسًا بيضًا يستيقظون في الصباح ويأتون للركض هنا".
ونشأ نتونجا في منزل مكون من غرفتي نوم مع والديه واثنين من أشقائه الأصغر وجدته وخمسة من أبناء عمومته، عندما كان في الثانية عشرة من عمره، طُعن والده، وهو أحد المسؤولين في مجال البترول ولاعب لكرة القدم، من قبل أحد مشجعي النادي المحلي، وكان نتونجا يركض لمدة عام على الأقل للحفاظ على لياقته، ولكن كان من المتوقع أن يتبع خطى والده ويلعب كرة القدم، نظرا لعدم وجود فرص في اللعبة، تحول إلى كرة السلة بدلا من ذلك، وفي عام 1998 تم اختياره كواحد من أربعة أفارقة فقط للمشاركة في معسكر مايكل غوردان في الولايات المتحدة.
ويقول المحرر: كانت الرحلة أكثر أهمية، حيث عرضتها المؤسسة التي أقيمت في ذكرى الناشطة الأميركية المناهضة للفصل العنصري إيمي بيهل، والتي كانت طالبة بجامعة ويسترن كيب عندما قُتلت على يد حشد في عام 1993، وقد قضى الرجال الأربعة الذين أدينوا بقتلها قرابة خمس سنوات في السجن، قبل أن يتم منحهم العفو عن طريق والدي الضحية ولجنة الحقيقة والمصالحة في جنوب أفريقيا.
ويقول نتونجا "هذا هو المكان الذي لفظت فيه أنفاسها الأخيرة"، مشيرا إلى صليب برونزي كشاهد على وفاة بيهل.
في عام 2013، التقى نتونجا زميلتة الكابتن فيليبا جيفسون، التي زرعت فيه بذور جولاته للركض، والتي كانت تقوم بالفعل في بجولة سياحية في المدينة مع الشركة التي أنشأتها، Run Cape Town، وافتتحا العمل معا واجتذبا سائحهما الدولي الأول من السويد في عام 2013، ومنذ ذلك الحين، كان لديهم أناس "من جميع الفئات" ومن وبلدان لا تعد ولا تحصى، بما في ذلك فرنسا وفنزويلا ونيوزيلندا.
وأصبح نتونجا يحصل على ما يتراوح بين شخص واحد و 30 شخصًا في كل جولة، ويدير رحلات خاصة لأحداث مثل عيد مانديلا السنوي في جنوب أفريقيا.
أرسل تعليقك