إيطاليا وجهة مثالية تجمع بين الفن والثقافة وجمال الطبيعة
آخر تحديث GMT00:16:06
 العرب اليوم -

إيطاليا وجهة مثالية تجمع بين الفن والثقافة وجمال الطبيعة

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - إيطاليا وجهة مثالية تجمع بين الفن والثقافة وجمال الطبيعة

أجمل مدن إيطاليا
روما ـ العرب اليوم

«كلُّ الطّرق تؤدي إلى روما».. عبارة حفظناها، كما حفظنا أن «طريق الألف ميل يبدأ بخطوة واحدة»، إنه طريق الرحلة والسفر، الذي يشكّل مرجعية ثقافية؛ لهذا كان أدب الرحلة، الذي شكّل - ولايزال - قراءة للمكان بعين صاحبها. فكيف إذا كان الطريق نحو إيطاليا، بلد الفن والموسيقى، والفلسفة والجمال.

هنا تشكّل الطبيعة حضن الجمال، لكن كيف إذا أضيف إليها العمران، والمنحوتات التي تحمل أسماء رواد الحركة التشكيلية العالمية. هنا يعيش الزائر والمقيم ثقافة العين، لغة بصرية تدفعك لتعرف أسماء نحاتين وشعراء وأدباء ومفكرين، وتصبح مشاءً، تريد أن تلفَّ على قدميك، أو على دراجة، وإن كنت بجوار الأنهار والبحار، فمعنى هذا أن تركب قارباً، لتتمتع أكثر، فكل عمارة تحكي تاريخاً.. لهذا ليس غريباً أن يَعْتَبِرَ الشاعرُ الألماني جوته أن تاريخ ولادته بدأ حينما دخل روما؛ لهذا أطلق عليها عاصمة العالم، فتاريخ العالم كلّه يرتبط بمدن إيطاليا، التي تقف بكامل أناقتها، وعطرها، وثمارها.
ندخل إيطاليا من باب السياحة، وندعوكم إلى زيارة بعض مدنها، التي تشكل تحفة عمرانية، وحكاية لمن مروا بها.

ونحن مقبلون على شهر الأعياد، ربما نعيش حالة من الحيرة.. أين سنقضي إجازة الميلاد، ورأس السنة، وأي عيد نعيشه؟!.. نتوقف عند روما، وتحديداً روما القديمة، التي نشم فيها رائحة الحضارات والتاريخ، ولابد من التفكير في مكان الإقامة. هنا يستوقفنا فندق «أنانتارا بالازو نيادي روما»، الذي يقع في قلب روما القديمة، وهذا يكفي لمن يعشقون الأماكن التاريخية، والمدن القديمة. شُيّد هذا الفندق على أطلال حمّامات «ديوكلتيانوس» الحرارية القديمة، التي يعود تاريخها إلى الفترة الممتدة من 298 إلى 306 ميلادية، والتي يمكن رؤية أساساتها وأحواضها وفسيفسائها المحفورة من خلال الطابق الأرضي السفلي؛ ليكون قصراً رخامياً في ساحة «بيازا ديلا ريبوبليكا» المهيبة. إنه ملاذ روماني أصيل بكلّ ما للكلمة من معنى، تعود جذوره إلى القرن التاسع عشر، ويتغنّى بعمارة رخامية تخطف الأنفاس.

يبعد الفندق 35 دقيقة فقط بالسيارة عن مطار «فيوميتشينو» الدولي، ويقع على مرمى حجر من محطات «تيرميني» للسكك الحديدية والمترو، وتفصله مسافة قصيرة سيراً على الأقدام عن أشهر المعالم التاريخية في روما. نذكر منها: مدرج الكولوسيوم، ودار الأوبرا الرئيسية، ونافورة تريفي الرومانسية. ويمكنكم زيارة السلالم الإسبانية، ومدرج الكولوسيوم، ونافورة تريفي، دون أي عناء.
ويحتضن، أيضاً، باقة من الغرف والأجنحة الفاخرة، المصمّمة على الطراز «النيوكلاسيكي»، فضلاً عن نادٍ رياضي وسبا ومسبح مُقام على سطحه؛ ليرحّب بضيوفه أحرّ ترحيب، بعد يوم حافل بالمغامرات الاستكشافية.

لا شك في أن الطعام الإيطالي من ألذ الأطعمة الأوروبية، ولا عجب أن يدعي الإيطاليون أنهم علموا أوروبا كيفية الطهي! ولا توجد طريقة أفضل لإشباع الحواس من تجربة الطعام الإيطالي عند زيارة روما، التي تنبض الحياة في شوارعها الضيقة، وتقودك نحو الفسيفساء الملونة، والرائحة المغرية للقهوة الطازجة، والبيتزا.

في فندق «أنانتارا بالازو نيادي روما»، الذي يتميز بخصوصية المطاعم، وما يقدمه خيرة الطهاة من طعام صحي، تستهلّ يومك ببوفيه فطور لا يُضاهى، تتخلّله محطات طهي حيّ، وعدد لا يُحصى من الأطباق المحلية، وسط مساحة مزدانة بنوافذ كبيرة تطلّ على ساحة «بياتزا ديلا ريبوبليكا»، وديكورات أنيقة تعكس جمال المدينة الخالدة. ولمن يرغب في تجربة النكهات الشهية، والروائح الآسرة والتوابل الاستثنائية، التي اختبرها الشيف هيروس دي أغوستينيس من مناطق عدة حول العالم، ننصح بزيارة مطعم «إنيو ريستورانتي». وبعد قضاء يوم في الاستكشاف، يمكنكم عيش تجربة طعام مميّزة في الهواء الطلق، ضمن أمسية من الاسترخاء على السطح المطل على المدينة الخالدة. حيث تتلاقى الأطباق الشهية مع الإطلالات الآسرة على أفق المدينة.
وفي هذا الفندق، الذي تم بناؤه على أساسات الحمامات الكبرى في الإمبراطورية الرومانية، لابد من الانغماس في تجربة طقوس علاجات العافية الرومانية، التي تم تصميمها من البيئة المحيطة، بعد دراسة تاريخ العافية المائية، ودمجها مع التقاليد الشرقية، التي يتم تقديمها وسط أروع الأماكن المطلة على ساحة «بيازا ديلا ريبوبليكا».

التجول في روما على دراجة «فيسبا»، أو «فيات شينكوشينتو»، له سحره الخاص، فهي رحلة تنطلق فيها عبر الأزقة المرصوفة بالحصى على خُطى أودري هيبورن وغريغوري بيك. وأنت جالس في سيارة جانبية مزدوجة مع مرشد سياحي يقود السيارة، ستستمتع بجولة تستغرق ثلاث ساعات، وتزور أبرز المواقع الرومانسية، مثل: نافورة تريفي، وفيلا بورغيزي، وحديقة البرتقال، والفاتيكان. هنا تجد كل الألوان، كل أطياف البشر، الحالمين، والعاشقين، ويدهشك بساطة الناس وحركاتهم العفوية، التي تشكل إشارة؛ لتفهم ما يتحدثون به، أناقة كبار السن، ومشيهم على الأرصفة، وأيضاً جلوسهم على كراسي الحدائق والطرقات، كأننا نعيش فيلماً سينمائياً.

ستشاهد، كذلك، الكثير من المنحوتات، التي تبرز الشخصيات، أو المخلوقات الميثولوجية، التي تتميز بها القصص الأسطورية، هكذا تفتح روما ذراعيها لكل من يمر بها، ويبقى الأجمل أن تصنع الذكريات الجميلة من خلال التقاط أجمل الصور، وتوثيق اللحظات الرائعة.

السياحة تعني البحث عن الجمال والخصوصية، والمتعة أيضاً، وتعني أكثر اكتشاف المكان، وقراءة التاريخ، والعمران، فلكل مكان رواية وألف حكاية. ويعد ساحل «أمالفي» الشهير من أجمل مناطق جنوب إيطاليا، حيث المناظر الخلابة، والعمارة الملونة، والسحر الذي لا نهاية. هنا، ستنتابكم الحيرة بسبب كثرة الأنشطة.. فهل ستخوضون رحلة بحرية تتأملون فيها غروب الشمس، أم ستعيشون مغامرات استكشاف المدينة الرائعة، وما تضمه من أسواق، وسلع، ومحال حرفية؟!
على بعد 15 دقيقة سيراً على الأقدام من وسط بلدة «أمالفي»، ونحو 90 دقيقة بالسيارة من مطار نابولي الدولي، يقف فندق «أنانتارا كونفينتو دي أمالفي غراند» شامخاً، حيث يقع فوق قمة جرف يطل على البحر المتوسط. هنا تعيش الحلم والخيال بشكل واقعي، لاسيما أنه بني في القرن الثالث عشر (أي قبل ثمانية قرون مرّت). كان الفندق ديراً للرهبان، وخلال الـ100 عام الماضية، تم تجديده، وتحوّل ببطء إلى فندق للإقامة الفاخرة. ورغم أعمال الترميم، التي خضع لها هذا المكان التاريخي، فإنه حافظ على هويته العمرانية، ومنها: الأروقة ذات الأعمدة المسقوفة، والكنيسة الباروكية، كما تم صون واجهة المبنى للحفاظ على المواد والألوان الأصلية. أما التصميم الداخلي، فقد استوحِي من الدير، ومن الحياة البسيطة التي عاشها المقيمون فيه، إذ استُخدمت مواد مستدامة، مثل: الأخشاب والجلود والألياف الطبيعية والمعادن الثمينة، وأضفيت إليها اللمسات الفاخرة، التي تشتهر بها علامة «أنانتارا».

في مساحة هادئة مكسوة بالحجر الجيري، ومطلّة على البحر، يمكنكم الاسترخاء، وعيش تجربة علاج استثنائية، تشمل تدليك «كونفينتو دي أمالفي» المميز، الخاص بالفندق، مع زيوت الحمضيات التي تشتهر بها «أرض الليمون»؛ لتعزيز الانتعاش، وتجديد الطاقة. كل هذا يقدمه خبراء يعيدون الراحة إلى الجسد والمخيلة معاً، ويحتضن المكان مركزاً للياقة البدنية في الهواء الطلق، لممارسة التمارين الرياضية، وأنتم تنعمون بالنسيم العليل، وحينما تنتهي الرياضة، والتدليك، ما عليكم سوى التوجه إلى حوض السباحة المطل على المنحدر، حيث الماء، والهواء، والوجه الحسن.

يشكل الطعام ثقافة حقيقية في إيطاليا، فهنا ستعيشون تجارب متميزة، تحتفي بثقافة طعام المنطقة، وتشمل أطباقاً شهية من ابتكار طهاة إيطاليين مشهورين، يستخدمون مكوّنات موسمية طازجة، مزروعة في حديقة الدير؛ لإعداد قوائم طعام صحية وانتقائية، وذات مذاق خاص، كما يمكنكم استكشاف أسرار الأطباق المحلية الأصيلة من خلال صفوف لتعلّم الطهي بين أحضان بستان ليمون أو كرم تاريخي مع جولات وقوائم تذوّق.
 
الجميل في هذه الرحلة، هو تلك الجولات التي يقدمها المرشدون السياحيون، وتشمل مسار الآلهة المذهل مثلاً، الذي يعرفه السكان المحليون باسم «سنتييرو ديلي دي»، ويمتد على طول جبال «لاتاري»، وسط إطلالات منقطعة النظير على شبه جزيرة «سورينتين»، وجزيرة «كابري» في الأفق. كما تستكشف في مدينتَيْ: «بومبي»، و«هيركولانيوم»، تفاصيل تاريخية عن حياة الرومانيين القديمة.
وبالتأكيد، هناك مساحة لعشاق الرومانسية، حيث يمكنكم الإبحار من رصيف «أمالفي» على قارب خاص، للاستمتاع بغروب الشمس فوق جزيرة «كابري»، والتقاط صور لا تُنسى.
ومن المؤكد، كذلك، أن من يدخل إيطاليا؛ سيعود محملاً بالكثير من الذكريات، والطاقة الإيجابية، وشغف العودة ثانيةً.

قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :

تعرف على أجمل العجائب الطبيعية في السلفادور المليئة بالغرائب

اكتشف أجمل العجائب الطبيعية في سلطنة عمان

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إيطاليا وجهة مثالية تجمع بين الفن والثقافة وجمال الطبيعة إيطاليا وجهة مثالية تجمع بين الفن والثقافة وجمال الطبيعة



تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 20:15 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

جعجع يُطالب حزب الله إلقاء سلاحه لإنهاء الحرب مع إسرائيل
 العرب اليوم - جعجع يُطالب حزب الله إلقاء سلاحه لإنهاء الحرب مع إسرائيل

GMT 23:16 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

غارة إسرائيلية تقتل 12 عنصرا من الدفاع المدني في بعلبك
 العرب اليوم - غارة إسرائيلية تقتل 12 عنصرا من الدفاع المدني في بعلبك

GMT 07:03 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك
 العرب اليوم - الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 22:43 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

حسين فهمي يعرب عن دعمه للأفلام الفلسطينية واللبنانية
 العرب اليوم - حسين فهمي يعرب عن دعمه للأفلام الفلسطينية واللبنانية

GMT 03:43 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

ليلة ليلاء؟!

GMT 07:03 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 03:23 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

تناول المكسرات يوميًا يخفض خطر الإصابة بالخرف

GMT 08:21 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

ذكرى عيد الجهاد!

GMT 13:15 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل 7 جنود إسرائيليين في تفجير مبنى مفخخ جنوب لبنان

GMT 12:42 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد تكالة يُنتخب رئيساً للمجلس الأعلى للدولة في ليبيا

GMT 13:13 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

ريال مدريد يدرس ضم أرنولد من ليفربول في يناير القادم

GMT 08:02 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الرياض... بيانٌ للناس

GMT 13:51 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

برشلونة يعلن إصابة أنسو فاتي وغيابه 4 أسابيع

GMT 11:44 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

"فيتنام أيرلاينز" بصدد شراء 50 طائرة في النصف الأول من 2025

GMT 20:36 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

إسعاد يونس تتمنى أن يجمعها عمل مسرحي بشريهان

GMT 10:43 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

عملة البيتكوين تقترب من 90 ألف دولار بعد انتخاب ترامب

GMT 10:41 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

ليفربول يفقد أرنولد أسبوعين ويلحق بموقعة ريال مدريد

GMT 11:11 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

هاني سلامة وياسمين رئيس يجتمعان مجددا بعد غياب 12 عاما

GMT 13:36 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

أمازون تؤكد تعرض بيانات موظفيها للاختراق من جهة خارجية

GMT 13:40 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

الصين تطلق قمرا صطناعيا جديدا لرصد انبعاثات غاز الميثان

GMT 17:33 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل شخصين في الغارة الإسرائيلية على مدينة صور جنوبي لبنان

GMT 03:50 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

قمة الرياض.. لغة قوية تنتظر التنفيذ
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab