بيروت ـ نور الحلو
قام أحد موظفي شركة "طيران الشرق الأوسط" (الميدل إيست)، بمنع الإعلامية اللبنانيّة رولا الحلو من السفر، الأحد، على متن رحلة المتجهة من بيروت إلى القاهرة، بسبب إعاقتها الجسديّة. وقالت رولا، الأحد، "طلب لبنانيون
كُثر اللجوء إلى دول العالم قاطبة، إما خلال الحرب الأهلية أو بعدها، لأسباب سياسيّة وأمنيّة، وحتى إنسانيّة، لكن لم يحصل أن طلب لبنانيّ اللجوء إلى بلد غير لبنان، بسبب إهانته وعدم احترامه كشخص من ذوي الإعاقة، وأنا اليوم أطلب اللجوء إلى أي بلد يحترم إعاقتي ويعاملني بالتساوي مع أخي الإنسان".
وتسافر الإعلامية رولا، وهي مقعدة منذ 34 عامًا، وحدها كل شهرين أو ثلاثة أشهر على متن الخطوط الجوية ذاتها، تقطع تذكرة سفرها من مكتب الشركة في جل الديب، ولم يسبق أن منعت من السفر قبلاً، ووجدت الإعلاميّة اللبنانيّة نفسها تُهان على مرأى ومسمع كل من كان حولها في المطار، الأحد، بعدما مزّق موظف "الميدل إيست" (م.ن) بطاقة المرور خاصتها، ومعها الأوراق التي وضعها الموظّفون على كرسيها المدولب وعلى حقائبها، وقال لها: "لا يمكنك السفر"، فردّ الموظف "إذا تمكنت من السير سأدعك تسافرين".
وأفادت جريدة "السفير" اللبنانية، أن رولا سترفع عبر موكلتها المحامية دنيا سليمان دعوى قضائيّة على "شركة طيران الشرق الأوسط"، لإهانتها وللتمييز السلبيّ الذي مارسه الموظّف بحقها، فيما أكّد رئيس مجلس إدارة الشركة محمد الحوت، أنه سيفتح تحقيقًا في الواقعة، وأنه سيتصرف في ضوء نتيجة التحقيقات، وأنّ هناك نوعين من تذاكر السفر بالنسبة إلى الأشخاص من ذوي الإعاقة، تُشير الأولى إلى أنه من ذوي الإحتياجات الخاصة، وتُحدّد الثانية أنه بحاجة إلى مساعدة خلال سفره، وأن القانون يمنع الشخص المقعد من السفر وحيدًا من دون حجز مُسبق مبني على هذين النوعين.
وقالت المحامية دنيا سليمان، إن رولا تصرح دائمًا عندما تسافر على متن "الميدل إيست"، أنها مقعدة، وأنها المرة الأولى التي تتعرض فيها لهذا "التمييز السلبيّ"، وأن موقع الشركة على الإنترنت يخلو من أي نص قانونيّ باللغة العربيّة ينص على منع سفر المقعد وحيدًا، مشيرة إلى أنّ هناك نصاً بالإنكليزيّة يؤكد نوعية الخدمات الجيدة التي تقدمها الشركة للأشخاص المعاقين والمساعدة الملائمة لهم والراحة.
وكتبت رولا على صفحتها على "فيسبوك"، الأحد، "إعاقتي تسبق إنسانيتي، وتمنعني (الميدل إيست) من السفر لأني لا أمشي، أنا حزينة في وطن لا يحترم إعاقتي، وعار علي أن أبقى هنا بين بشر لا يحترمون حياتي وانجازاتي ولا قدرتي على تخطي إعاقتي، أنا اليوم أشعر أنني أبدأ كفاحي من جديد، من أجلي ومن أجل كل شخص مثلي في هذه القضية المحقة".
وقد شهدت مواقع التواصل الاجتماعيّ حملة تضامن غير مسبوق مع رولا حلو، مستنكرين ما قام به موظف شركة الطيران.
يُذكر أن الإعلاميّة اللبنانيّة رولا حلو، تحدّت إعاقتها الجسديّة، وأكملت دراستها الجامعيّة، وتعمل في الإعلام منذ 15 عامًا، وهي شاعرة أصدرت ديوانها الأول قبل عامين.
أرسل تعليقك