حدائق أكدال معلم تاريخي يشهد على عراقة المدينة الحمراء
آخر تحديث GMT23:44:14
 العرب اليوم -

تم تصنيفها العام 1985 تراثًا عالميًّا من قِبل "يونسكو"

حدائق "أكدال" معلم تاريخي يشهد على عراقة المدينة الحمراء

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - حدائق "أكدال" معلم تاريخي يشهد على عراقة المدينة الحمراء

حدائق "أكدال"
مراكش- ثورية ايشرم

تعد حدائق "أكدال" من بين الحدائق الكبرى التي تجعل مراكش قبلة للسياحة الطبيعية، وهي من الحدائق التي تم إعادة تهيئتها منذ قرون مضت، وتشهد على تاريخ المدينة الحمراء وعلى

تأسيسها، والتي تتميز بمساحات شاسعة جدًا.

وتعتبر حدائق "أكدال" من المتنزهات الكبرى التي تساهم بشكل كبير في إنعاش السياحة في مراكش، وذلك يرجع إلى توافرها على معالم طبيعية مميزة لا يمكن أن تجدها إلا في هذه الحديقة التي ذاع صيتها بشكل واسع داخل وخارج المغرب.

وتعتبر "أكدال" من بين الحدائق التاريخية في المدينة الحمراء، التي تجمع في ملامحها معالم الثقافة الإسلامية الخاصة التي تتميز بها المملكة المغربية، حيث تحتوي على فضاءات كبرى

تشكل خليطًا من المميزات الطبيعية بمناظرها الخضراء، وتجمع أشجارًا كثيرة ومختلفة ونباتات مميزة ومتنوعة بين الصيفية والربيعية والشتوية، والتي تتم العناية بها على أكمل وجه حتى تبقى محافظة على جماليتها ورونقها الطبيعي الذي تمتاز به هذه الحدائق.

 ولا تعرف المدينة الحمراء تغييرًا في المناخ، فهذه من المميزات الأساسية التي تمتاز بها مراكش عن غيرها، إذ تجد حدائقها خضراء اللون ومنعشة على مدار العام، وهذا ما يبرز الإرادة القوية في تجديد وأحداث مناظر طبيعية في كل أرجاء المدينة.

وتلعب هذه الحدائق الكبيرة والمميزة دورًا فعالًا في إنعاش السياحة الداخلية والخارجية؛ إذ تعتبر مقصدًا مهمًا للزوار من أجل الاستمتاع بمناظر خلابة ومميزة وعيش تجربة مميزة بين أحضان  الطبيعة، التي ترسم تلك اللوحة الفنية والمتألقة في كل وقت.

كما أنها تشهد إقبالًا منقطع النظير حيث تتحول إلى منتزهات توفر الراحة والانتعاش والحيوية وتفتح المجال أمام عشاق الطبيعة؛ للتعرف على تاريخها المميز وهندستها المعمارية التي تعود بك إلى فترات زمنية مهمة ومميزة عايشتها المدينة الحمراء وسكانها في عهد السلطان عبدالمومن، الذي يعد أول سلطان للدولة الموحدية التي حولت مدينة مراكش إلى عاصمتها، والتي تركت إرثًا تاريخيًا وطبيعيًا خلابًا ومعماريًا تلمسه في كل أرجاء المدينة وفي كل نقطة تقصدها إلا ويصادفك هذا التاريخ الذي تشم عبقها أينما حللت وارتحلت.

وقد تمكن هذا السلطان بفضل عشقه للطبيعة والمعالم الخضراء أن يدشن مجموعة من الحدائق الرائعة في المدينة التي تعتبر حدائق "أكدال" من ضمنها والتي تجمع مواصفات وأبعاد تبرز الثقافة الإسلامية وتعكس صورة الحدائق النموذجية من الداخل والخارج، حيث يحيط بموقع هذه الحدائق سور يبلغ طوله 9 كيلومترات، مبني من الطين وتتخلله أبراج، وبداخله مساحات واسعة تتضمن ممرات تقسمها إلى مساحات صغيرة لكل واحدة، تحتضن كل منها أغراس لأشجار مثمرة مثل الزيتون، والبرتقال، والمشمش، والجوز، واللوز، والتين، والرمان وغيرها من الأشجار التي كانت تعتبر مصدرًا مهمًا للإقبال على الفواكه والثمار الطازجة.

وقد أنشئت هذه المعلمة الطبيعية ذات الجمالية الملفتة في المناخ الجاف، الذي يميز المدينة، حيث اعتمدت على أسلوب زراعي يروم خلق واحة خضراء في أرض قاحلة مسقية بشكل جيد معتمدة على الموارد المائية عبر شبكة قنوات تحت الأرض مصدرها ينابيع  جبال الأطلس، التي تعتبر المورد الرئيسي في سقي معظم الحدائق في المدينة الحمراء، ومن خلال نظام سقي تم إعداده بطرق متقنة توصل المياه إلى صهريج كبير يزود مختلف قنوات السقي بالماء، والتي تزود أيضًا عددًا من النافورات في الحدائق بالماء بالإضافة إلى الصهاريج الصغيرة جدًا الموجودة في أمكنة مضبوطة في حدائق "أكدال" لتمكين عدد من المساحات الصغيرة القريبة منها من الارتواء.

ويعتبر تصميم حدائق أكدال إنجازًا رائعًا تم نسخه في عدد من المناطق في المملكة المغربية وحتى في مدينة إشبيلية، وكانت أيضًا محطة إعجاب لجماليتها ونظام سقي منتجاتها، بالنظر إلى كون المنطقة التي توجد فيها مهددة بالجفاف بسبب مناخها المتسم بقلة الأمطار.

وتعد هذه الحدائق المميزة واحة غناء يقصدها الزوار لإنعاش الروح واكتساب الطاقة والانتعاش والحيوية والنشاط، فضلاً عن قضاء وقت ممتع بين منتزهاتها التي تلعب دورًا مهمًا في الحفاظ على البيئة أولًا ثم العمل على استقطاب السياح إلى المدينة الحمراء ثانيًا، إضافة إلى كونها من المعالم الأثرية التي تفتخر بها المدينة ويعتز بها سكانها؛ إذ تم تصنيفها العام 1985 تراثًا عالميًا من قِبل منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم الثقافية "يونسكو".

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حدائق أكدال معلم تاريخي يشهد على عراقة المدينة الحمراء حدائق أكدال معلم تاريخي يشهد على عراقة المدينة الحمراء



GMT 08:19 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر

GMT 16:06 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه

GMT 06:17 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

وجهات سياحية في غرب إفريقيا تجمع بين جمال الطبيعة والثقافة

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 19:33 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران تؤكد على أهمية تنمية العلاقات مع السعودية
 العرب اليوم - إيران تؤكد على أهمية تنمية العلاقات مع السعودية

GMT 20:55 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

إلهام علي تكشف عن ملامح خطتها الفنية في 2025
 العرب اليوم - إلهام علي تكشف عن ملامح خطتها الفنية في 2025

GMT 14:56 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

أداة ذكية لفحص ضغط الدم والسكري دون تلامس

GMT 01:33 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

اعتقالات جديدة في أحداث أمستردام وتجدد أعمال الشغب

GMT 13:05 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

مهرجان آفاق مسرحية.. شمعة عاشرة

GMT 06:21 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

مفكرة القرية: الطبيب الأول

GMT 10:50 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

سبيس إكس تعيد إطلاق صاروخ Falcon 9 حاملا القمر الصناعى KoreaSat-6A

GMT 20:05 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

انضمام بافارد لمنتخب فرنسا بدلا من فوفانا

GMT 16:04 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

ريال مدريد يكشف طبيعة إصابة فاسكيز ورودريجو في بيان رسمي

GMT 07:23 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

أزياء ومجوهرات توت عنخ آمون الأيقونية تلهم صناع الموضة

GMT 08:47 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

تامر حسني يتألق في حفل حاشد بالقرية العالمية في دبي

GMT 14:12 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

ليفربول يفقد أرنولد أسبوعين ويلحق بموقعة ريال مدريد

GMT 22:55 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

ليوناردو دي كابريو يحتفل بعامه الـ50 بحضور النجوم
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab