فضائح الفساد تلطخ سمعة العائلة الملكية الاسبانية
آخر تحديث GMT19:04:30
 العرب اليوم -

فضائح الفساد تلطخ سمعة العائلة الملكية الاسبانية

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - فضائح الفساد تلطخ سمعة العائلة الملكية الاسبانية

مدريد - ا ف ب

بين قصر ميرافنت الانيق المطل على البحر المتوسط الى المرسى السياحي، اعتادت بالما دي مايوركا على استقبال العائلة المالكة الاسبانية بسرور عندما تاتي لقضاء إجازاتها، حتى اثارت الفضائح الاستنكار في هذه المدينة الهادئة. وقالت طبيبة القدم ماريا دي يوتش (34 سنة) "انها خيبة أمل كبيرة"، مشيرة الى التحقيق القضائي الذي يستهدف صهر الملك خوان كارلوس وزوجته الانفانتي كريستينا التي ستمثل السبت امام القاضي للاشتباه في تورطها في عملية احتيال ضريبي. واضافت المرأة التي تسكن مدينة ماناكور، وتقول انها من "انصار النظام الملكي"، ان "الناس يقدرون الملكية لكن مع كل ما جرى تبدو العائلة المالكة وكأنها سقطت في الحضيض". وقد تبدو جزر الباليار بشواطئها الخلابة وحفلاتها الصاخبة بعيدة كل البعد عن الازمة العميقة التي تجتاح اسبانيا. وقالت آينا كالفو الرئيسة الاشتراكية السابقة لبلدية بالما "صحيح ان لدينا الكثير من الاثرياء هنا، لكن 18% من سكان الباليار فقراء". وأضافت "الناس يشعرون بالغضب"، حتى وإن لم تخرج تظاهرات احتجاج في الشوارع الصغيرة التي تحيط بالقصور القوطية الجميلة ذات الحجارةالمذهبة. واضافت آينا كالفو ان "الناس يتوقعون أن يتصرف من يتحملون مسؤولية عامة مثلنا، بصورة مثالية، وفجأة يكتشفون وجود اختلاس للمال العام، بما فيه مال الاكثر فقرا. يصعب استيعاب ذلك". وتدل على ذلك الغضب، المبادرة التي صادق عليها المجلس البلدي في بالما عندما قرر ازالة اسم شارع كان يحمل اسم"دوقا بالما" اللقب الذي منحه الملك (لابنته) "الانفانتا" وبالتالي لزوجها اينياكي اوردنغارين بعد زواجهما في 1997. وصادقت الكتل الممثلة في المجلس البلدي بالاجماع على هذه المبادرة التي اقترحها الجمهوريون من حزب "ميس مايوركا" في كانون الثاني 2013، وقالت آينا ان "الفكرة، بدلا من اثارة الجدل قوبلت بالتصفيق من طرف اغلبية المواطنين". وعم شعور بخيبة الامل وزوال الوهم في كافة ارجاء اسبانيا ليس بسبب ملاحقة انياكي اوردنغارين في كانون الاول 2011 فحسب بل بسبب جملة من المغامرات السيئة والفضائح. وكتبت آنا روميرو التي تغطي نشاط العائلة المالكة في صحيفة الموندو منذ 2010 "انها +عاصفة ساحقة+" واضافت "كل العناصر الضرورية لدفع الملكية الى الوضع الحالي متوفرة، لكن قضية اوردنغارين هي التي فجرتها". وفي بالما، يبدو هذا الاستنكار شديدا سيما لان اسم الجزيرة اقترن منذ اكثر من ثلاثين سنة بإجازات العائلة الملكية في قصر ميرافنت. وكان سكان الجزيرة يستمتعون عندما يلتقون بالملكة صوفيا وهي تشتري من الدكاكين وبالدعاية الإيجابية التي تنعكس على الباليار نتيجة لذلك. وقالت ماريا دي يوتش "كانوا دائما يستمتعون بمايوركا. كان الملك يذهب الى المطعم ويتناول البيض المقلي مع البطاطا المقلية، وكانت العائلة تذهب الى قرية قريبة لشراء الخبز التقليدي والكعك" واضافت "بطبيعة الحال لا يمكن القول انهم كانوا يختلطون بالناس لكنها لم تكن عائلة ملكية تقليدية". غير ان الملك خوان كارلوس باع يخته "فورتونا" بسبب الازمة، واصبحت العائلة اكثر تحفظا. وقالت ماريا يوتش "هذا الصيف لم نسمع شيئا عنهم" واضافت بشفقة "مسكين الملك، اظن ان حالته الصحية سيئة لأنه مهموم بسبب ابنائه". واضافت "في الماضي كانوا يبدون خفيفي الروح والان انظر اليهم: انهم مثل الاخرين" في اشارة الى قضايا الفساد السياسي الاخرى التي تهز اسبانيا. وباتت أخبار القصر الملكي الذي كان معتادا على تعاطف الناس معه، ممتلئة بالفضائح والتسريبات والانتقادات التي تتدفق عبر الصحافة. وحاول القصر الملكي الاحتماء عندما فصل في كانون الاول 2011 "الانفانتي" وزوجها الذي يسبب له الاحراج عن كل نشاط او تمويل رسمي، واعلن مزيدا من الشفافية خصوصا بشان ميزانيته، مؤكدا في الوقت نفسه انه يصغي الى الشارع. وقالت آنا روميرو ان "المكتب الصحافي للقصر الملكي يبذل جهد عملاقا من اجل التكيف مع الوضع (...) لكنها جهود تبدو ضعيفة جدا للبعض. ولكن لا يمكن فجأة وخلال سنتين ازالة تبعات نهج مستمر منذ ثلاثين سنة".  

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فضائح الفساد تلطخ سمعة العائلة الملكية الاسبانية فضائح الفساد تلطخ سمعة العائلة الملكية الاسبانية



GMT 13:07 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

حزب الله يستهدف شركة تاع للصناعات العسكرية في تل أبيب

GMT 15:19 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

واشنطن تعاقب أفراداً وكيانات على صلة بتمويل الحوثيين

GMT 00:33 2024 الخميس ,17 تشرين الأول / أكتوبر

الجيش الإسرائيلي يعرض الفيديو الأخير للسنوار قبل مقتله

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 05:41 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه
 العرب اليوم - ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه

GMT 12:58 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

كريم عبد العزيز يفاجئ الجمهور في مسرحيته الجديدة
 العرب اليوم - كريم عبد العزيز يفاجئ الجمهور في مسرحيته الجديدة

GMT 07:07 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

GMT 15:04 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

تركيا تعلن أعداد السوريين العائدين منذ سقوط نظام الأسد
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab