عبر البيت الابيض عن انزعاجه الاربعاء بعد الاعلان المفاجىء عن دعوة رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو لالقاء كلمة في الكونغرس الاميركي الشهر المقبل، في حين تجري واشنطن مفاوضات حول الملف النووي الايراني.
واعلن رئيس مجلس النواب الاميركي الجمهوري جون باينر ان نتانياهو مدعو لالقاء خطاب في الكونغرس في 11 شباط/فبراير سيكون الثالث له بعد 1996 و2011.
ويبدو ان النبأ باغت البيت الابيض الذي لم يبلغه الجمهوريون بهذه الزيارة الا قبل نشر البيان بقليل.
وبعبارات دبلوماسية وانما لا تدع مجالا لاي لبس، عبر المتحدث باسم الرئيس باراك اوباما عن انزعاج البيت الابيض.
وقال جوش ايرنست "لم نسمع من الاسرائيليين مباشرة اي شيء بشان هذه الزيارة". واضاف ان "البروتوكول المعتاد هو ان يتصل اي زعيم دولة بزعيم الدولة الاخرى عندما يريد زيارتها .. لذلك فان هذا الحدث يبدو خروجا عن البروتوكول".
واضاف البيت الابيض انه لن يتحدث عن اي لقاء محتمل بين اوباما ونتانياهو في الوقت الحالي.
وقال ايرنست ان ادارة اوباما سترغب في معرفة خطة سير زيارة نتانياهو ورسالته "قبل ان نقرر بشان اي لقاء".
وتحادث اوباما ونتانياهو هاتفيا في 12 كانون الثاني/يناير.
وتبدو الدعوة عمليا بادرة تحد. فعدا عن الحادث البروتوكولي، قد تفسر زيارة نتانياهو على انها تدخل خارجي في النقاش الاميركي حول الملف النووي الايراني. ويؤيد عدد كبير من المشرعين اتخاذ عقوبات استباقية ضد ايران لارغامها على توقيع اتفاق قبل الموعد النهائي في الاول من تموز/يوليو.
ولكن اوباما لا يريد التنازل عن سلطة التفاوض ووعد باستخدام الفيتو لوقف مثل هذا القانون.
ولا تدع تصريحات باينر لتبرير الدعوة مجالا للشك بان الهدف هو اضافة صوت نتانياهو المشكك في المفاوضات مع طهران الى اصوات المشرعين الذين يريدون تحدي الادارة الديموقراطية.
وقال باينر في بيان "في هذه الاوقات الصعبة، اطلب من رئيس الوزراء (الاسرائيلي) ان يتحدث امام الكونغرس عن التهديدات الخطيرة التي يمثلها الاسلام المتشدد وايران على امننا واسلوب حياتنا".
واضاف ان نتانياهو "صديق عظيم لبلادنا، وهذه الدعوة تحمل في طياتها التزامنا الثابت بامن ورفاه شعبه".
ومع تعبيره عن انزعاجه، سعى وزير الخارجية الاميركي جون كيري الى التخفيف من الحادث ومن اي خلافات جوهرية حول الملف الايراني.
وقال كيري انه "من غير المألوف" ان يعلم بان نتانياهو سيتحدث الى الكونغرس الاميركي من خلال بيان للجمهوريين وليس من خلال المعني بالامر.
واضاف كيري لا توجد خلافات بيننا حول الهدف". واضاف للصحافيين "لدينا خلافات تكتيكية، حول سبل الوصول الى هذا الهدف. لكننا مصممون ان لا ندع ايران تحصل على السلاح النووي".
وفي الجانب الاسرائيلي، تبدو الدعوة الجمهورية وكانها دفعة لنتانياهو المرشح الذي يخوض حملة للانتخابات التشريعية المقررة في 17 اذار/مارس.
ولم يتسن الحصول على تعقيب من مكتبه الاربعاء.
ورغم ان الولايات المتحدة واسرائيل لا تزالان حليفتين وثيقتين، غير انه يتردد ان العلاقات الشخصية بين اوباما ونتانياهو فاترة. وتواجه الاثنان بسبب بناء المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية والتعامل مع برنامج ايران النووي.
ويسلط الحادث الضوء على الخلافات بين الرجلين. ففي تشرين الاول/اكتوبر الماضي، حذر بنيامين نتانياهو باراك اوباما خلال جلوسه بجواره في البيت الابيض امام الكاميرات من اي اتفاق "ضعيف" يسمح لايران ببلوغ عتبة حيازة السلاح النووي.
ولدى نتانياهو حلفاء اقوياء في الولايات المتحدة لا سيما بين الجمهوريين وغالبا ما يدعى للحديث خلال البرامج التلفزيونية الاحد من القدس للادلاء برايه حول الملف الايراني.
ويخشى ان تكتسي زيارة نتانياهو طابعا حزبيا مع انتقال الكونغرس الى الهيمنة الجمهورية في كانون الثاني/يناير.
ويؤيد عدد كبير من المشرعين تبني قانون "ميننديز-كيرك" باسم معديه، والذي يفرض تدريجيا عقوبات جديدة على ايران ابتداء من تموز/يوليو في حال فشل المفاوضات الدولية.
وقال انتوني بلنكن الرجل الثاني في وزارة الخارجية خلال جلسة في مجلس الشيوخ الاربعاء ان فرض "عقوبات جديدة في هذا الوقت غير مفيد وبدلا من تحسين فرص نجاح المفاوضات يخشى ان تقلل فرص التوصل الى اتفاق وان تؤدي الى انهيار نظام العقوبات".
ورد السناتور الديموقراطي روبرت ميننديز بنبرة جافة "كلما استمعت الى الادارة، كلما تكون لدي انطباع باني استمع الى عناصر من خطاب طهران".
المصدر: ا ف ب
أرسل تعليقك