استلهمتُ فكرة جدران مراكش من الألوان
آخر تحديث GMT17:11:07
 العرب اليوم -

عبدالرزاق موّحد لـ"العرب اليوم":

استلهمتُ فكرة "جدران مراكش" من الألوان

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - استلهمتُ فكرة "جدران مراكش" من الألوان

الفنان التشكيلي المراكشي عبدالرزاق موحد
مراكش - ثورية إيشرم

أكَّد الفنان التشكيلي المراكشي، عبدالرزاق موحد، في حديث خاص إلى "العرب اليوم"، أن "بدايته مع الفن التشكيلي كانت منذ الطفولة، حيث عشق كل ما له علاقة بالألوان والجمال، وتأثر بفنانين عالميين، كان يقلدهم في البداية، وكان يميل إلى الواقعية، ويحاكي أي صورة يشاهدها بحسب الإمكان آنذاك".
وأضاف، "ودخلت غمار الفن حيث مررت بمجموعة من التجارب والمشاركات الجماعية والفردية، التي ساهمت بشكل كبير في بناء وتقوية موهبتي، وصقلها، لانتقل إلى عالم الاحتراف والتميز بفني الخاص".
وأوضح، الفنان عبدالرزاق، أن "فكرة جدران مراكش ليست وليدة اللحظة إنما هي حلم يراوده منذ أعوام، وكان يرغب في تحقيقه ويسعى بشتى الطرق إلى ذلك، وفي السنوات الأخيرة وجد نفسه قادرًا على تحقيق هذا الحلم، وتقديمه إلى الجمهور المغربي بصفة عامة، والمراكشي خاصة، ويعد هذا المشروع "جدران مراكش"، الأول من نوعه على الصعيد الوطني، واخترته نظرًا لما تزخر به المدينة الحمراء من جمالية في المآثر التاريخية، وأهميتها في المجتمع المغربي".
وأضاف عبدالرزاق، أن " اشتغالي على جدران مراكش كفكرة استلهمتها من الألوان التي تتميز بها مدينة مراكش، وهي ألوان تتفاعل بشكل كبير ومتميز مع المناخ والمكان، فعندما نتأمل في ما يصطلح عليه في التعبير العامي "خربشات"، فهي في نظري ليست "بخربشات"، بل إنها أصوات لأناس سواء أكانوا أطفالًا أو راشدين، يعبرون من خلالها عن شيء داخلي لديهم، فتصبح تلك الكتابات، والتي أضعها في أثر إنساني، وصفحات إسمنتية تعكس الكثير من التصورات، والكثير من القراءات على أحوال الناس في المجتمع المغربي، وهذا من حيث أثر الجانب الإنساني، ثم هناك أثر الزمن بالنسبة للجدران بحيث أثارتني تلك التعريات، أو كما أشرت إلى ذلك في كتاباتي السابقة حيث قلت بأن الزمن ينحت على الجدران منحوتات شبيهة بما يبدعه الإنسان المبدع، فكان لهذان العنصران أهمية في تلك التجربة حيث بنيت عليها موضوع البحث، ومن حيث المواد اخترت الرمال والأتربة وصفحات الجرائد، وفن اللصاق، واعتماد بنيات وتكوينات، والتي تعطي شكلًا من أشكال التعبير".
وأضاف أن "تلك التجربة شكَّلت في قناعاتي تميزًا مع عاداتي، وأيضًا تميزًا في الساحة التشكيلية المغربية، وإلى حد الآن هناك فنانين يشتغلون بالرمال غير أن التيمات تختلف من فنان إلى آخر، وأثارتني كذلك مختلف الكتابات التي عرفها التاريخ الإنساني، كما هو الحال في المغارات، حيث كانت هناك تجربة شملت إطار تاريخي و"سوسوثقافي"، وإطار "إستتيقي" لتتمظهر في المستوى الحالي الذي أقدمه في معارضي للجمهور".
وأوضح الفنان، أن "الوضع التشكيلي في المغرب يحتاج إلى سؤال كبير، وإلى لقاءات متعددة وكبرى لمجموع الفنانين للوقوف على سؤال الهوية التشكيلية المغربية، فإذا أخذنا هذا المسار أو الامتداد الذي مازال فتيًّا في المغرب لمجموعة من التجارب نحكم بأن هناك تراكمًا ولكنه في نظري لم يشفِ بعد الغليل بمعنى أنه لم يلامس النقط الأساسية؛ لأنه مازال تحت تأثير الاستلاب الغربي، علمًا أن الغرب متفوق علينا بشكل كبير، وقطع أشواط كبيرة بحيث أن هناك مجتمعات أسست للفن".
وأشار إلى أنه "عندما نريد القيام بقراءة عمل تشكيلي فلابد من إرفاقها بنموذج أو باسم غربي، حيث نجد أن هذا يشبه بيكاسو أو داري  أو غيره، وهذا أمر خطير، فعندما نتحدث بذلك الشكل، فأين نحن كمجتمع وما هي هويتنا وما هو خطابنا التشكيلي، وخطابنا الثقافي والاجتماعي والفكري، وهذا هو الأمر المثير في الحركة التشكيلية في المغرب التي حققت بالفعل تراكمًا، ولكنها لا تزال في حاجة إلى تحديد سؤال أكبر، وإلى فتح نقاش، وأيضًا إلى تكثيف مهرجانات جدية لمناقشة هذا الموضوع، الذي يعبر عن هم المجتمع الإنساني ككل، وعندما تقف على الوضع التشكيلي في المغرب، تغريك الحركية، وأصداء معارض تُنظَّم هنا وهناك، ولكن مازال هناك لبس وتذبذب وأشياء تحتاج إلى نقاش وإلى أسئلة كبرى".
ولفت عبدالرزاق، إلى أن "الفنان التشكيلي يعاني كباقي الفنانين وكباقي الناس عامة، فالإنسان دائمًا يعاني من أجل أن يطور نفسه، ومن أجل أن يتقدم، وأن يتواصل بشكل جيد، وأن يستقر ويوصل رسالته التي يرغب فيها إلى الناس والمجتمع، ومعاناة الفنان هي معاناة أخرى، ومعاناة تفعيل وضع ثقافي، والأخذ بيد المجتمع والرقي به، وبقيمه الجمالية والإنسانية، وأيضًا الرقي بالفكر، وهذا في حد ذاته يدخل في خانة الوضع التشكيلي في المغرب الذي كما قلت يحتاج إلى سؤال كبير للنهوض بشتى مجالاته والسير بها إلى الأمام ونحو التقدم".
وأكَّد الفنان، أنه "لابد للمجتمع المغربي بكل فئاته آباء وأمهات وأستاذة من توجيه الأبناء باعتبارهم الجيل الصاعد على حب الفن وزرع خصل الإبداع، وعشق الجمال والحياة الجمالية، وألا يقمعوا فيهم الميول والرغبة في ممارسة أي نوع من أنواع الفنون سواء المسرح أو الفن التشكيلي أو النحت أو الغناء أو غيرها، فعندما نقمع الطفل في مرحلة، وهو يميل إلى الإبداع، فنحن في ذلك نقتل فيه كل القضايا والاجتهاد والمبادرة، والدافع إلى قول هذا الكلام أنني عشت وعانيت، وأنا طفل في سن الخامسة من عمري من تصدي والدي، حيث كان غالبًا ما يمزق الرسومات التي كنت أنجزها، ومع ذلك ولد في  داخلي نضال وتحدي للحواجز الموضوعة فكريًّا داخل المجتمع المغربي، لذلك أوصى الآباء بتشجيع أبنائهم على الإبداع؛ لأنه لغة حضارية، وهي التي ستشهد على المجتمع المغربي إن كان متحضرًا أو العكس".

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

استلهمتُ فكرة جدران مراكش من الألوان استلهمتُ فكرة جدران مراكش من الألوان



GMT 02:33 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونسكو تعزز مستوى حماية 34 موقعًا تراثيًا في لبنان

GMT 02:58 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

رحيل هاشم صديق شاعر الثورة وصوت الإبداع السوداني

GMT 10:34 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
 العرب اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 13:32 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
 العرب اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 10:29 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
 العرب اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 03:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مخبول ألمانيا وتحذيرات السعودية

GMT 06:15 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط وإزالة الحواجز إلى قصرَين

GMT 04:01 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الثكنة الأخيرة

GMT 20:58 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الجيش الأميركي يقصف مواقع عسكرية في صنعاء

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

موسكو تسيطر على قرية بمنطقة أساسية في شرق أوكرانيا

GMT 14:19 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

إلغاء إطلاق أقمار "MicroGEO" الصناعية فى اللحظة الأخيرة

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

وفاة جورج إيستام الفائز بكأس العالم مع إنجلترا

GMT 17:29 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

سائق يدهس شرطيا في لبنان

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

إصابات بالاختناق خلال اقتحام الاحتلال قصرة جنوبي نابلس
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab