المخرجة المصرية التي تحمل الجنسية الإنكليزية سالي الحسيني
لندن ـ ماريا طبراني
أكدت المخرجة المصرية التي تحمل الجنسية الإنكليزية، سالي الحسيني في حديث معها بعدما فاز فيلمها "أخي الشيطان"My Brother the Devil بجوائز عدة في مهرجان صندانس وبرلين، ومهرجان لندن والذي يكشف ثقافة
الذكورة، أنها "أرادت استكشاف أهمية الذكورة، فقد كانت تعيش في هاكني لمدة 10 سنوات، و ترى الأولاد في سن المراهقة يتسكعون بجوارها ومعاكستها، ولاسيما الأولاد العرب الذين كان لهم التنشئة الثقافية نفسها التي نشأت فيها".
وقالت سالي "في البداية كنت مهتمة بالأولاد كأسرة بديلة، ولكن بعدما تعرفت عليهم أكثر بدأت أكافح ثقافتهم، فقد قضيت الكثير من الوقت في الاستماع إلى قصصهم وشاهدت محاولاتهم لتحقيق السعادة وكفاحهم في الحصول على عمل".
وبشأن استغراق الفيلم ست سنوات من العمل والأمر الذي شجعها على استكمال العمل فيه، أكدت سالي أن "هناك كان الكثير من الإثارة للحصول على شخصية صبي عربي ليكون الشخصية الرئيسية، فقد كنت حريصة أيضًا على أن ينتهي الفيلم برسالة أمل للعالم، وأعتقد بأن صانع الفيلم تقع عليه هذه المسؤولية".
وعن شعورها بالإحباط عندما يسأل الناس لماذا تهتم امرأة بمسألة ذكورية، قالت"كان المودوفار يهتم في أفلامه كلها بالمرأة ولم يهتم أحد، وأعتقد أنني كنت دائما متصابية "مسترجلة". فقد قالت فرجينيا وولف إن "جميع الكُتاب يجب أن يكونوا مخنثين".
وبشأن الفيلم وهل يتحدث الفيلم عن قوة الحب غير المشروط، أوضحت أنه"على الرغم من أن الفيلم يتطرق إلى قضايا الهوية والتحيز، ولكنه يتحدث أيضًا عن الأخوة، وماذا يحدث للشقيق الأصغر، مو، عندما لا يمكن التعامل مع حقيقة أخيه الأكبر، راشد، وهل يمكن التغلب على التحيز والأشياء التي هي متأصلة فيهما ؟ لذلك يجب أن يواجه الأخوان هويتهما حتى يتمكنا من حب بعضهم بعضًا".
وعن اندلاع أعمال الشغب في هاكني في اليوم الذي بدأت فيه تصوير الفيلم، أكدت " كنا نختبر الكاميرات في شارع ماري على الرغم من أنه لم يكن مسموحًا لنا بالتصوير، لأسباب التأمين، وبالنسبة لي، أعمال الشغب أكدت لي لماذا كنت أحاول جمع المال لهذا المشروع، ولن تتكرر هذه اللحظة لتصوير غضب الشباب المحرومين في هذا العالم بشكل صادق".
وعن كيفية لقاء والديها وارتباطما، قالت " كان والدي مصري وأمي بريطانية من ويلز، والتقيا في جامعة ليفربول في العام 1960. وولدت في سوانسي لأسباب جواز سفر، وكانت أمي جد حقًا في هذه الأمور، ونشأت بعد ذلك في القاهرة، وكان من الصعب على أمي العيش في مصر في الستينات، لكنها بالتأكيد أقوى شخصية في عائلتنا، وفي سن الـ 16 شجعتني على ترك المنزل والالتحاق بكليات العالم المتحد ومقرها في جنوب ويلز، وهي الجامعات التي تجمع الطلاب من جميع أنحاء العالم، لتعزيز التفاهم بين الثقافات، وكصانعة فيلم ، كانت لدي القدرة على التعاطف الذي يسمح لي بالدخول في قلوب الشخصيات التي أصنعها".
وبشأن حياتها في مرحلة الطفولة وهل كانت تحب رواية القصص، أوضحت" كتبت الشعر وكنت أقوم بالتصوير بنفسي، ولم نتعرض لكثير من الأفلام، لأننا نتحدث الإنكليزية في المنزل ونذهب إلى مدرسة أميركية، ولكن الأفلام القليلة التي شاهدتها تركت انطباعًا ضخمًا لدي".
وعن عدم التحاقها بمدرسة السينما، قالت"لقد درست سياسة الشرق الأوسط واللغة العربية في دورهام، وأعتقدت أنني أفسدت حياتي، لأنني لم أدرس السينما، ثم وجدت هذا المكان الذي يسمى معهد المملكة البريطانية للفنون الدولية، والتقيت بمخرج مسرحي اصطحبني معه كمتدربة، وبعد ذلك عملت كمنسقة لإنتاج الأفلام الوثائقية عن الشرق الأوسط، ولكني بدأت في طرح أسئلة أخلاقية حول الصحافة الاستقصائية، ولقد كنت في بغداد خلال الحرب في العام 2003 والقائد السابق للجيش صدام أخذنا إلى منزله، والتقيت زوجته وبناته، اللائي لم يغادرن المنزل منذ سنوات، خوفًا على سلامتهم. فقد علمهم إطلاق النار وهنا فكرت في أن"هذه قصة حقيقية كيف يعيشون داخل أربعة جدران؟" فذلك جعلني أدرك أنني أردت أن أعمل في مجال الخيال، بعد ذلك حصلت على وظيفة محرر نصي في الدراما لدى الـ "بي بي سي". وبعد ذلك بدأت في صنع أفلامي".
وقالت سالي" في البداية قمت بتصوير فيلم "ليلة الحنة" وكان عن امرأة شابة وقعت في علاقة مثلية، فأنا مهتمة بالأشخاص الذين يعيشون على هامش المجتمع والغرباء والمنبوذين، ولأنني فتاة مصرية إنكليزية، أتمتع بثقافتين مختلفتين، وأرى دائما الجانبين من كل شيء، إنه مثل انفصام الشخصية، لأنك تبحر في هذين العالمين".
وعن كيفية تعاملها مع احتفالات التكريم، وترشيح عملها لعدد من الجوائز، بما في ذلك أمسية جوائز السينما البريطانية شباط/ فبراير المقبل، أكدت سالي"لقد تسلمت الجوائز في السينما والتلفزيون وأنا أرتدي أحذية غير مريحة، وبعد بضعة أيام ذهبت لحفل توزيع جوائز السينما المستقلة البريطانية، وكنت أعاني من بثور رهيبة، ولم أستطع ارتداء أي حذاء".
وقالت إنها " لم تعد لمصر منذ قيام الثورة، ولدي الكثير من الأصدقاء الذين كانوا في ميدان التحرير، ولكن مع الانقسام القائم بين العناصر العلمانية والدينية في البلاد، أخشى من النتيجة". وأوضحت "لقد تم ترشيح الفيلم لجائزة في مهرجان القاهرة السينمائي وكنت متحمسة جدًا لذلك، ثم قيل لنا بعد ذلك إننا غير مدعوين، لأن وزارة الثقافة قد أقالت المدير الفني وأعادت برمجة المهرجان، وأنا متخوفة فقط من أجل حقوق المرأة، لأنها لم تكن ممثلة في الدستور الجديد".
وبشأن أخر أعمالها التي ستقدمها بعد ذلك، أشارت إلى أن "هناك فيلمًا مصورًا في لندن وهو عن البشر المهمشين في المجتمع".
أرسل تعليقك