قطع أثرية مهربة
دمشق ـ العرب اليوم
أفاد تقرير بأن آثارًا تقدر قيمتها بـ 2 مليار دولار قد هربت إلى خارج سورية، في ظل الأزمة الجارية في البلاد والتي أسفرت عن قتل الآلاف وتشريد مئات الالاف، كما أدت أيضًا إلى إحداث دمار لا يمكن إصلاحه لعدد من أثمن المواقع التاريخية في العالم. فيما أكد مدير
عام المتاحف والآثار في سورية أن التقرير الصادر عن "بي بي سي"، بشأن قيمة الآثار المهربة هو " خبر صحافي ليس دقيقًا".
وقالت إيما كونليف وهي أخصائية في الحفاظ على التراث الحضاري العالمي وباحثة في جامعة دورهام الإنكليزية ومؤلفة كتاب عن تأثير الحرب على الآثار في سورية، إن جميع المواقع الأثرية في البلاد دون استثناء قد تضررت، مضيفة أن أجزاء من حلب أصابها دمار لا يمكن إصلاحه.
واعتبرت أن هذا لوحده يعتبر كارثة. ووفقًا لتقرير كونليف "تبدو قائمة الخسائر التراثية والأثرية مخيفة حقا، حيث تحتضن سورية عدة مواقع اعترفت بها منظمة اليونسكو كمواقع عالمية للإرث الحضاري. فبالاضافة إلى حلب، هناك دمشق وبصرى وقلعة صلاح الدين وقلعة الحصن ومدينة تدمر الرومانية إضافة إلى العديد من القرى التي يزخر بها شمال البلاد".
وكان المبعوث الأممي إلى سورية الأخضر الإبراهيمي قال في تقرير نشره في أيلول/ سبتمبر الماضي إن "جوامع وكنائس وأسواق قديمة ومهمة" في حمص "قد أحيلت إلى أطلال" بما فيها كتدرائية أم الزنار التي يعود تاريخها إلى فجر المسيحية في سنة 59 ميلادية. وتقول كونليف وغيرها من الخبراء إن دائرة الآثار الحكومية السورية تقوم بجهد جبار في سبيل إنقاذ ما يمكن إنقاذه، ولكن حجم الدمار لا يتناسب مع الموارد المتواضعة المتوفرة لديها.
من جهتها كانت وزيرة الثقافة السورية لبانة مشوح قالت أخيرًا إن مقتنيات المتاحف السورية موضوعة في مكان آمن، معربة عن تخوفها من بعض التنقيبات "السرية" والاعتداءات على بعض المواقع الأثرية في البلاد، مقللة مما يتم تداوله عن سرقة الآثار السورية، مشيرة إلى أن "القصد منه التأثير سلبًا على موقع سورية في التصنيف العالمي".
كما نقلت وسائل إعلام سورية ما جاء في تقرير لما سمي فريق "جمعية حماية الآثار السورية" من تعرض 12 متحفًا سوريًا لأضرار مختلفة شملت في أغلب الأحيان حالات القصف والتكسير والسرقة.
وعلى صعيد متصل أكد مدير عام المتاحف والآثار في سورية، مأمون عبد الكريم أن التقرير الصادر عن "بي بي سي"، بشأن قيمة الآثار المهربة هو " خبر صحافي ليس دقيقًا" لافتًا إلى أنه يندرج في إطار التنبه لحجم المأساة التي تتعرض لها الآثار السورية على يد "المجموعات الإرهابية المسلحة".
وقال عبد الكريم في تصريح لوكالة (شينخوا) في دمشق إن "هذا الرقم افتراضي، وليس علميًا ولم يظهر على أساس إحصاء علمي لعدد القطع المهربة والمسروقة من سورية إلى الخارج "، مؤكدًا أن عدد القطع المهربة إلى الآن غير معروف، ونوعية القطع غير معروفة، وبالتالي لا يمكن أن يكون هذا الرقم دقيق".
وأكد عبد الكريم أن عدد الآثار المسروقة من داخل سورية بلغت 4000 قطعة وتم استردادها العام 2012، مشيرًا إلى أن "هناك قطعتين فقط مازالتا مسروقتين ونعمل على اعادتها".
وأشار المسؤول السوري إلى أن المتاحف السورية "بخير"، مؤكدًا أن المواقع الأثرية تعرضت للخراب من قبل المجموعات "الإرهابية المسلحة".
أرسل تعليقك