الجزائر ـ ربيعة خريس
تحدث الحرفي الجزائري بلال بن شريف، عن حرفة النحاس في الجزائر، قائلا إنه وبالرغم من نقص المادة الأولية، وتستورد عادة من تركيا وإسبانيا وارتفاع تكلفتها إلا أنها لم تندثر ولا زالت التحف الفنية المصنوعة من النحاس تحتفظ بمكانتها في بيوت الجزائريين خاصة من مناطق الشرق الجزائري.
وكشف بلال بن شريف، في حوار خاص لـ"العرب اليوم"، أن المحافظات الكبرى في الجزائر قسنطينة وعنابة وسطيف وأغلبية المدن في الغرب الجزائري لا يقدم فيها فطور شهر رمضان الكريم، سوى في أطباق من نحاس "سنيوة" كما تسمى باللهجة الجزائرية.
وتطرق الحرفي الجزائري، في صناعة النحاس، قائلا إنه اقتحم هذا العالم في صغره وورثه عن والده، مشيرا إلى أنها تلقى رواجا كبيرا في السوق الجزائرية رغم نقص المادة الأولية الخاصة بها وارتفاع تكاليفها، فأغلب الحرفيين يضطرون إلى اقتنائها من إسبانيا وتركيا وإيطاليا، قائلا إنه وفي وقت تعرضت الكثير من الحرف في الجزائر للاندثار، تمكن الحرفيون في ولايات الشرق الجزائري من الحفاظ على عدد من تلك الحرف ومنها النقش على النحاس، ويولي أولئك الحرفيون اهتماما كبيرا بصناعة الأواني ذات الطابع الأصيل.
وأوضح بن شريف، أنه ورغم طغيان أدوات الاستخدام اليومي المعدنية المختلفة، لا تزال منتجات النحاس المزخرفة بالنقوش محافظة على سحرها ذي الطابع الأندلسي، وتأتي مدينة قسنطينة وعنابة في قائمة المدن المنتجة لهذا النوع من المنتجات التي لا زالت تحتفظ بطابعها الخاص الذي يروي قصصها عبر العصور.
وبشأن الوسائل التي يستعملها في هذه الحرفة، أكد أنه لازال يحتفظ بالإمكانيات التي كان يستعملها الأهل سابقا كالعصا والمطرقة والمسمار، مشيرًا إلى أنه يحاول تجسيد الرمز التي لها علاقة بالتراث الجزائري كالزخرفة الإسلامية، وتحول بمرور إلى رسام يبتكر رسومات مميزة لينثرها على الصينيات، وتوصل إلى حد الساعة إلى ابتكار آلاف النماذج من الرسومات التي تترك بصماته الخاصة على القطع النحاسية.
أرسل تعليقك