مصر تسعى إلى تجاوز العقبات التي تعترض مشروع تطوير طريق الكباش الأثري
آخر تحديث GMT07:33:24
 العرب اليوم -

أبرز التعديات على نهر الطريق وبطء الإنجاز بسبب تداعيات "كورونا"

مصر تسعى إلى تجاوز العقبات التي تعترض مشروع تطوير "طريق الكباش الأثري"

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - مصر تسعى إلى تجاوز العقبات التي تعترض مشروع تطوير "طريق الكباش الأثري"

طريق الكباش الأثري
القاهرة ـ العرب اليوم

في محافظة الأقصر (جنوب مصر) التي تشتهر بالمعابد والمقابر الفرعونية، يمتد طريق تاريخي تصطف على جانبيه تماثيل أثرية، يعرف بطريق الكباش، كان ممراً لمواكب الأعياد الدينية في مصر القديمة، قبل أن تختفي أجزاء منه تحت التراب على مر العصور، وتعتدي عليه المباني السكنية الحديثة، مدمرة حلقة الوصل بين المعابد في البر الشرقي من مدينة الأقصر، وتحاول مصر الآن ممثلة في المجلس الأعلى للآثار، تجاوز العقبات التي تعترض مشروع التطوير الذي بدأ تنفيذه قبل سنوات، وكان من المقرر افتتاحه العام الجاري وفق تصريحات مسؤولين مصريين العام الماضي، ومن أبرز العقبات التي تواجه المشروع التعديات السكنية على نهر الطريق، وبطء الإنجاز بسبب تداعيات «كورونا، بالإضافة إلى عدم الانتهاء من مشروع الحفائر بالطريق».

وانتهت وزارة السياحة والآثار من حوالي 90 في المائة من أعمال تطوير وإحياء طريق الكباش الأثرية، بحسب المهندس وعد أبو العلا، رئيس قطاع المشروعات بالمجلس الأعلى للآثار، الذي أوضح لـ«الشرق الأوسط»، أن «استكمال العمل في الطريق مرتبط بانتهاء الحفائر في منطقة نجع أبو عصبة، وهي آخر المناطق التي تم إزالتها من الطريق، إلى جانب المبنى الإداري التابع لكنيسة العذراء المطلة على الطريق».

وطريق الكباش هو ممر أثري يربط بين معابد الكرنك، ومعبد الأقصر، مروراً بمعبد «موت» بطول 2700 مترا، ويتكون من رصيف من الحجر الرملي، يصطف على جانبيه نحو 1058 تمثالاً أثرياً على هيئة أبو الهول برأس كبش تعرف باسم الكباش، وهي أحد الرموز المقدسة للمعبود آمون أحد الآلهة في مصر القديمة، وبدأت مصر عام 2006 مشروعا لترميم الطريق وإزالة التعديات الواقعة عليه، وتحويل الطريق إلى مزار سياحي، لكن المشروع توقف بسبب الأحداث في عام 2011. ليستكمل من جديد في عام 2017.

وكانت التعديات السكنية على الطريق هي أبرز التحديات التي واجهت المشروع، حسب أبو العلا، حيث استغرقت إزالتها عدة سنوات، كان آخرها إزالة منازل نجع أبو عصبة، في بداية العام الجاري لتبدأ الحفائر الأثرية بالمنطقة تمهيداً لاستكمال أعمال تطوير الطريق، وأثناء الحفائر اكتُشفت مجموعة من الأفران، وسور ضخم من الطوب اللبن، يعود للعصر الروماني والمتأخر، وسور ضخم من الطوب اللبن، غرب طريق المواكب الخاص بمعبد خونسو، يصل طوله إلى نحو 30 مترا، ويقول أبو العلا إن «العمل الآن يسير ببطء بسبب تقليل العمالة للحد من انتشار فيروس كورونا المستجد».

وتضع وزارة السياحة والآثار بعض الضوابط والإجراءات الاحترازية المنظمة للعمل في الحفائر الأثرية خلال فترة انتشار جائحة «كوفيد 19»، من بينها ارتداء الكمامات، وتقليل عدد العمال في مواقع الحفائر للحفاظ على التباعد الاجتماعي ورغم التحديات إلا أن العمل ما يزال مستمرا بمناطق مختلفة من الطريق، للكشف عن باقي الكباش، ضمن مشروع متكامل لإعادة إحياء الطريق الأثري»، حسب الدكتور مصطفى وزيري، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، الذي قال لـ«الشرق الأوسط» إنه «يجري العمل الآن في الحفائر الأثرية، قبل استكمال مشروع الطريق»، لكنه لم يحدد موعدا لافتتاحه وما زال هناك كثير من العمل في المشروع، الذي سيكون مزاراً سياحيا مهما عند اكتماله، على حد تعبيره.

ويعود تاريخ بداية إنشاء الطريق إلى عصر الأسرة الثامنة عشرة، ثم استكمل باقي الطريق في عهد الملك نختنبو الأول من ملوك الأسرة الثلاثين، ولكن كانت التماثيل هذه المرة برأس آدمية، وتتخلل قواعد التماثيل أحواض زهور دائرية مزودة بقنوات صغيرة استخدمت في توصيل مياه الري للأحواض، وخلال العصور اللاحقة أُضيفت بعض الملحقات للطريق مثل استراحات للزوارق، ومقياس للنيل، وحمامات وأحواض اغتسال، ومنطقة تصنيع فخار، ومخازن لحفظ أواني النبيذ، ومعاصر للنبيذ المستخدم في الاحتفالات الكبرى، التي كانت تقام على الطريق مثل أعياد الأوبت، وعيد الوادي الجميل.

وبدأت الحفائر لاكتشاف الطريق نهاية الأربعينات من القرن الماضي على يد الأثري زكريا غنيم، ليتم في بداية الخمسينات من القرن الماضي اكتشاف بداية الطريق عند معبد الأقصر، على يد الدكتور محمد عبد القادر، ثم استكمل الدكتور محمود عبد الرازق الكشف عن أجزاء من الطريق عند معبد الأقصر خلال حقبة الستينات، وتوقفت الحفائر لفترة، واستكملت مرة أخرى في الثمانينات من القرن الماضي، حيث اكتشف الدكتور محمد الصغير، أجزاء مختلفة من الطريق، وتابع الاكتشافات بعد ذلك الدكتور منصور بريك.

وخلف الصرح الأول بمعبد آمون رع، بمعابد الكرنك يعمل الأثريون حاليا على ترميم 29 من الكباش الأثرية، من أصل 33 تمثالا كانت موجودة بالمكان، نقل منها أربعة إلى ميدان التحرير، في مشروع يعتبر من أضخم مشاريع الترميم الأثري بالمنطقة منذ 50 عاما، حسب صلاح الماسخ، مدير معبد الكرنك، الذي أوضح لـ«الشرق الأوسط» أن «المشروع بدأ منذ نحو أربعة شهور، ويشمل ترميم الكباش، ووضعها على قواعد جديدة في نفس موقعها خلف الصرح الأول لمعبد آمون رع».

وجاء قرار ترميم الكباش الأثرية في أعقاب نقل أربعة منها إلى ميدان التحرير، حيث تبين أن باقي المجموعة تعاني من انهيار وفقدان بعض الأجزاء، نتيجة لتعرضها لعمليات ترميم خاطئة باستخدام خامات غير مناسبة في أوائل السبعينات من القرن الماضي، عند إنشاء مشروع الصوت والضوء بمعابد الكرنك، حيث وُضع الكباش على طبقة من الرديم الحديث المغطى بالإسمنت والطوب الأحمر وقطع صغيرة من الأحجار، مما أثر سلبا عليها، وسمح بدخول المياه الجوفية لقواعد التماثيل الحجرية، ولأجزائها السفلية، مما تسبب في ميلها وانفصال بعض أجزائها، ونمو الحشائش والفطريات داخل الحجر الرملي الذي تتكون منه الكباش، وفقا لوزيري.

قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :

هل تم العثور على تمثال آخر لأبو الهول في مصر؟

الأقصر تبدأ إقامة الكوبرى الثانى فوق طريق الكباش

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مصر تسعى إلى تجاوز العقبات التي تعترض مشروع تطوير طريق الكباش الأثري مصر تسعى إلى تجاوز العقبات التي تعترض مشروع تطوير طريق الكباش الأثري



إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 20:00 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار مختلفة لجعل غرفة المعيشة مميَّزة وأكثر راحة
 العرب اليوم - أفكار مختلفة لجعل غرفة المعيشة مميَّزة وأكثر راحة

GMT 02:44 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

القسام تعلن قصف مدينة سديروت جنوب إسرائيل برشقة صاروخية
 العرب اليوم - القسام تعلن قصف مدينة سديروت جنوب إسرائيل برشقة صاروخية

GMT 05:45 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

علاج جيني مُبتكر يعيد السمع والرؤية لمرضى متلازمة آشر 1F
 العرب اليوم - علاج جيني مُبتكر يعيد السمع والرؤية لمرضى متلازمة آشر 1F

GMT 05:58 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

من الرياض... التزامات السلام المشروط

GMT 12:31 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

3 خطوات سهلة لتخفيف التوتر وزيادة السعادة في 10 دقائق فقط

GMT 12:50 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

موسكو تدعو "حماس" إلى الإفراج "الفوري" عن مواطنين روسيين

GMT 12:48 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

انفجار قوي يهز العاصمة السورية دمشق ويجري التحقق من طبيعته

GMT 13:31 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب تطرح ميزة “مسودات الرسائل” الجديدة

GMT 13:26 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

ميتا تعتزم إضافة الإعلانات إلى ثردز في 2025

GMT 20:44 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

فريق ترمب يُعدّ قائمة بمسؤولين في البنتاغون لفصلهم

GMT 02:15 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

استشهاد أكثر من 40 شخصًا في غارات إسرائيلية على لبنان

GMT 10:37 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

"حزب الله" يعلن استهداف 3 قواعد إسرائيلية برشقات صاروخية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab