مسرح الدمى والعرائس اكتشاف تاريخ فني في المنطقة العربية
آخر تحديث GMT14:42:02
 العرب اليوم -

معروف منذ اليونان القديمة وله جذور عتيقة

مسرح الدمى والعرائس اكتشاف تاريخ فني في المنطقة العربية

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - مسرح الدمى والعرائس اكتشاف تاريخ فني في المنطقة العربية

مسرح الدمى والعرائس
بغداد - العرب اليوم

يُعتبر مسرح الدمى من أقدم أشكال المسارح في العالم، فهو معروف منذ اليونان القديمة وله جذور عتيقة في العالم العربي تعود إلى العصر العباسي، وفترة حكم المماليك والعثمانيين. وتظهر دمى الطين المستخرجة من مناطق وادي السند، أن الدمى كانت معروفة في الهند منذ القرن الثاني قبل الميلاد. ويؤكّد المؤرخون أنّ العرب قد أبدعوا بشكل كبير في هذا المجال، وبالتحديد بدمية الظل والخيال، منذ زمن ابن دانيال الموصلي في مدينة الموصل في العراق.

واليوم، في زمنٍ تجذب التكنولوجيا المتطورة معظم الناس بعيداً عن هذا المسرح، نرى أن هناك أشخاصاً لا يزالون يؤمنون بقدرته على التكيف مع أي وقت. لذلك بغية الغوص في تاريخ هذا المسرح الذي عشقه أجدادنا منذ مئات السنين، قابلت "العربي الجديد" محمود الحوراني مدير "المؤسسة العربية لمسرح الدمى والعرائس"، المسجّلة في بريطانيا ولبنان، الذي أسهب في الحديث عن أصالة وأهمية توثيق هذا الفن. "مضى اليوم عشر سنوات على تأسيسنا (المؤسسة العربية لمسرح الدمى والعرائس)، التي انطلقت من العالم العربي. بدأنا من لبنان عام 2008 بمجموعة من مسرحيين ومثقفين وفنانين، من دول مختلفة مثل: لبنان وفلسطين وتونس وبريطانيا ومصر والسودان" يقول الحوراني. ويكمل الحوراني: "على الرغم من وجود مسرح دمى رائع في عالمنا العربي، لكنّنا رأينا أنه خجول وينتقل بما يشبه الوراثة من الأب إلى الابن. كما لاحظنا أنّ النمطية تسيطر عليه فضلاً عن وجود سوء فهم كبير حوله، وعدا أن الاعتقاد هو بأن مسرح الدمى فقط للأطفال. مع العلم أنّه حين انطلق في مختلف أنحاء العالم توجّه في الأساس إلى الكبار. وكان يحلّ مكان السينما والراديو والإنترنت، ويتجمّع الناس لمشاهدته في المقاهي الشعبية والساحات. هذا الفن لا يقتصر على الترفيه فحسب، وإنما يلقي الضوء على مواضيع هامّة متنوّعة ترفع مستوى الوعي حول التحديات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، ويحفّز على الحوار مع الحاضرين في خضمّ البحث عن حلول". يشبّه الحوراني، مسرح الدمى بالموسيقى، ويقول إنّه لا يمكن أن نعرف من أين بدأ، لكنّه تطور في كل بلد على طريقته الخاصة، وأخذ أشكالاً معيّنة في دول مختلفة. مثلاً في إيطاليا وبراغ، أخذت شكل دمية الخيطان في البداية، أما في الشرق فكانت دمية الظل والخيال، وهي أشبه بالصور المتحركة اليوم، لكنّها تعتمد على الظل.

أمّا الهدف الأهم في الوقت الحالي لـ"المؤسسة العربية لمسرح الدمى والعرائس"، فيكمن في بدء العمل على مقترح مشروع العمل على أرشيف وبحث، لاستكشاف وتوثيق تاريخ مسرح الدمى على مرّ السنين في المنطقة العربية، أي تاريخ وحاضر هذا المسرح في بلادنا بعد تعرّضه للإهمال، وغياب أو قلّة التوثيق الملائم للفنانين والمسرحيات التي قدّموها منذ مئات السنين. وهو ما تسبّب في اختفاء ثروة من الموادّ والدمى المميزة التي شاركت في مسرحيات معروفة، ولا يزال الكثير منها مهدّداً بالتلف. ويضيف الحوراني: "نحن ندرك ضرورة الحفاظ على هذا الفن لكونه يمثّل الشاهد الأقدم على ما يمرّ به عالمنا العربي من تغييرات كبيرة. لذلك نسعى إلى تحقيق أهداف مشروعنا، ومنها إنشاء متحف متنقل لمسرح الدمى العربي، فضلاً عن إجراء بحث يغطي تاريخ مسرح الدمى في دول عربية رئيسية، ينتج عنه كتاب مطبوع ووثائقي، وندرك ضرورة العمل على حماية وترميم وحفظ قطع الدمى والعرائس المتوفرة والمعرّضة للخطر أو الإهمال".

ويلاحظ الحوراني أنّ هناك إقبالاً من قبل الكثيرين لاكتشاف وتعلّم هذا الفن. لذلك يقول إنّ "المؤسسة العربية لمسرح الدمى والعرائس"، توفّر فرصاً لتعليم الآخرين. ويتابع: "أنشأنا بالفعل ما يشبه مدرسة متنقلة في العالم العربي، بعنوان "إقامة فنية" شملت دورات تعليمية مكثّفة عن مسرح الدمى في لبنان ومصر وتونس وأبوظبي والدوحة ومسقط والأردن. وعلى صعيد التعاون مع قطاع التربية والتعليم قدّمنا عروضاً في المدارس، وقابلنا ما يقارب الثلاثين ألف طفل في غضون عام واحد، من المرحلتين الابتدائية والثانوية، بحسب إحصاءات مكتب اليونيسف. وتطرّقت المسرحيات إلى مواضيع مختلفة منها التشجيع على القراءة ونبذ العنف والتنمر. كما قدّمنا أيضاً في جنوب لبنان وفي العراق وفي نيجيريا مؤخراً أعمالاً مسرحية تناقش مخاطر الألغام".

يضيف الحوراني أنّ المؤسسة العربية لمسرح الدمى والعرائس، كانت السباقة في تعليم سينمائيين عرب بالتعاون مع مؤسسة الدوحة للأفلام، على كيفية استخدام دمى الظل والخيال في السينما باحترافية. ولاقت هذه الورشة ترحيباً وإقبالاً من قبل السينمائيين لوجود أوجه شبه كثيرة في مسرح الظل والخيال مع عالم السينما، وهو ما أكّده يوسف شاهين المخرج المصري القديم حين قال: "إنّ مسرح دمى الظل والخيال هو أصل السينما من دون شك".

ويختم الحوراني قائلاً: "نحن في هذه المؤسسة نفتخر بوجود أسماء كثيرة اليوم درست في مؤسستنا وتخرجت فيها، ساهمنا بتدريبها وتشجيعها، مثل الفنان حسام عابد من الأردن/ فلسطين، الذي أسّس شركته الخاصة بعنوان "مسرح دفا"، إذْ تعمل بين الأردن وبراغ. ومن تونس الفنان إلياس العبيدي، ومكادي نحاس من الأردن. ولا نغفل فرقة "إيد وحدة" في لبنان، التي تعلّم عدد من أعضائها في مسرحنا في بيروت. فضلاً عن الكثير من الطلاب الآخرين، من الجزائر وموريتانيا والمغرب وفلسطين، وصولاً إلى اليمن ومسقط ممّن أبدعوا بعد تخرجهم في مؤسستنا".

قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :

انطلاق المهرجان الصيفي لمسرح الدمى اللبناني الخميس

مركز الشارقة الثقافي: مسرح الدمى يهدده شبح الانقراض

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مسرح الدمى والعرائس اكتشاف تاريخ فني في المنطقة العربية مسرح الدمى والعرائس اكتشاف تاريخ فني في المنطقة العربية



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:35 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 العرب اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 07:55 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 العرب اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
 العرب اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 14:18 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي
 العرب اليوم - شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي

GMT 09:07 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
 العرب اليوم - "نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 07:54 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً

GMT 07:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامين سي يعزز نتائج العلاج الكيميائي لسرطان البنكرياس

GMT 05:57 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

مشكلة العقلين الإسرائيلي والفلسطيني

GMT 07:39 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

نجاة نهال عنبر وأسرتها من موت محقق

GMT 22:56 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل 3 جنود لبنانيين في قصف إسرائيلي

GMT 09:48 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

بيب غوارديولا يوافق على عقد جديد مع مانشستر سيتي

GMT 18:37 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

واشنطن تفرض عقوبات على 6 قادة من حركة حماس

GMT 16:42 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

جماعة الحوثي تعلن استهداف سفينة في البحر الأحمر

GMT 08:32 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

حسين فهمي يُعلّق على فوزه بجائزة عمر الشريف

GMT 06:43 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب الطامح إلى دور شبه ديكتاتور!

GMT 11:51 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

تليغرام يطلق تحديثات ضخمة لاستعادة ثقة مستخدميه من جديد

GMT 08:04 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد العوضي يكشف عن بطلة مسلسله بعد انتقاد الجمهور

GMT 06:02 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

نعم... نحتاج لأهل الفكر في هذا العصر

GMT 03:04 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

مصر تطالب بتبني قرار لوقف إطلاق النار في قطاع غزة

GMT 06:00 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتلة صورة النصر

GMT 18:42 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

مسلسل جديد يجمع حسن الرداد وإيمي سمير غانم في رمضان 2025

GMT 18:00 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

حسين فهمي يكشف سر تكريم أحمد عز في مهرجان القاهرة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab