تعرف على خفايا وأسرار رموز قلعة حلب الأكبر في العالم
آخر تحديث GMT04:38:00
 العرب اليوم -

تتمتع بمزايا تدفع الباحثين والمؤرخين لفك طلاسمها

تعرف على خفايا وأسرار رموز قلعة حلب الأكبر في العالم

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - تعرف على خفايا وأسرار رموز قلعة حلب الأكبر في العالم

قلعة حلب
دمشق - العرب البوم

لا تشبه قلعة حلب أياً من نظيراتها في العالم، رغم تفوقها وحصولها على لقب أكبر قلاع العالم، وظلت تتمتع بمزايا تدفع الباحثين والمؤخرين لفك طلاسمها واكتشاف أسرارها فريدة عصرها، فهي بعيدة كل البعد عن النمطية في بناء القلاع، وظلت درة الحصون حتى أنها مدينة داخل مدينة، ولكونها مدينة، كان هناك حاجة لتشييد مبان سكنية وخدمية داخل القلعة: كالحمامات والطاحونة ومقار دينية كالكنائس التي تحولت فيما بعد إلى مساجد، بالإضافة إلى كونها مقر الحكم وإقامة الحاكم.

رمزا الموت والولادة

يعد القصر الملكي من أجمل القصور التاريخية في قلعة حلب، ويسمى دار العز أو دار الذهب، ويتألف القصر الذي تعرض للحريق في ليلة زفاف الظاهر غازي على ضيفة خاتون، وقد تم ترميمه مع العديد من المباني في عهد المماليك، نتيجة تدميرها على يد هولاكو (1254م) وتيمور لنك، وتم وضع العديد من الرموز بعضها يرمز لدولتهم وأخرى ذات دلالات طقسية عقائدية يقول الباحث في الآثار أحمد غريب، إن القلعة عاصرت كل الحقب الزمنية فقد ترك من بناها ورممها الكثير من الرموز التي تخفي في بواطنها ذلك المنتج الثقافي والروحي الذي وشّح بالمجد والأصالة، ويضيف "أول ما يلفت الانتباه في قلعة حلب هو البرج المتقدم للقلعة والذي هدم غير مرة ورمم أخيراً من قبل الأمير المملوكي قانصوه الغوري في عام 1512 ميلادي، ووضع في واجهته من الخارج عدة رموز تشير إلى الدولة المملوكية، لاسيما قرصا الشمس عن يمين وشمال السقاطة" وهذا الرمز موغل في القدم فقد استخدم في العهد الروماني، وكان يرمز إلى الولادة والموت، فإذا كانت أشعة الشمس مع عقارب الساعة فهو رمز للولادة أما إذا كانت أشعة الشمس بعكس عقارب الساعة فهو رمز للموت، أي رمز شمسي والآخر قمري، على اعتبار أن بزوغ الشمس يبشر بولادة يوم جديد أما القمر فظهوره يعني انتهاء اليوم وموت الشمس ويردف قائلاً: "قد استخدم هذا الرمز في العهد المسيحي ورمز إليه بولادة السيد المسيح، وكثيرا ما استخدم في العهد البيزنطي وبخاصة على أبواب المدافن وأرضيات الفسيفساء".

باب التنانين

الزائر للقلعة ومع أول خطوة بعد عبوره الباب الرئيس عليه أن يتلقف سيلاً من الأشكال والرموز على الجدران وكلها ذات معان ودلالات، من أبرزها، وبعد عبور الدرج الحجري وصولا إلى واجهة الحصن الشامخة تجد في هذه الواجهة من الأعلى العديد من الأشكال المملوكية وآيات من القرآن الكريم وزخارف ويشرح الباحث غريب المدير السابق لقلعة حلب عن مدخل (باب التنانين) المشبع بالرمزية، فأسطورة التنين أتت من الصين وهي قديمة، ويشاهد أربعة منها ملتفة حول بعضها بحالة صراع، ويتابع: "التنين هو رمز للإله حدد من جهة ومن جهة أخرى رمز للشر، ونقش إلى يمين وشمال التنانين نجمة ثمانية وهي أيضاً رمز عشتار وهذا دليل على أن نقش التنانين هو رمز للإله حدد كون عشتار هي زوجة زيوس كما النجمة الثمانية تعبير عن حركة كوكب الزهرة ويذكر بأن مدينة بغداد لها ثمانية أبواب على عدد أضلاع نجمة عشتار وأن كلمة /ستار/ باللغة الإنكليزية تعني عشتار".

الضاحك والباكي

من جهة أخرى يظن بأن نقش التنانين هو لطرد الأرواح الشريرة، وبالتالي لدب الرعب والخوف في نفوس المهاجمين على القلعة، كما نقشت النجمة الثمانية على المسامير للباب الحديدي حيث تعد النجمة رمز للدولة الأيوبية ويذكر الباحث الأثري في معرض حديثه عن نقش مازال يثير الاهتمام (حدوة الحصان) على الأبواب الرئيسية في القلعة ويقول: "لهذا النقش رمزية طقسية هي من جهة لرد العين الحاسدة، ومن جهة أخرى كحرز وقائي، والملفت بأن كل الحدوات تتجه للأسفل باستثناء واحدة من الوسط تغاير الاتجاه، وهي مكان فتح الباب" ومع عبورنا لباب التنانين إلى الباب الثاني وهو باب الأسدين وفيه نقش أسدين بارزين متقابلين بينهما زهرة على شكل زنبقة، حيث يمثل الأسد حامي أبواب المعابد والقلاع من الأرواح الشريرة، وبالتالي هو رمز للقوة والزنبقة هو رمز فرعوني حسب المؤرخين وكانت ترمز الزنبقة في العهود المسيحية المبكرة بالروح المتصاعدة ويضيف "غريب:   "في كل المعابد القديمة كان يوضع نقش الأسد كرمز واقي وحامي، لاسيما معبد الإله حدد في قلعة حلب ومعبد عين دارة، وغيرهم حيث استمر هذا الرمز في العهد المملوكي ونشاهده في واجهة خان الوزير بحلب" ونتابع بالدخول بما يسمى (الباشورة) إنه ممر منكسر بزوايا قائمة، وذلك بغية امتصاص حدة دخول الغزاة، حتى نصل بعدها الى الباب الثالث والأخير في الباشورة، وهو باب الأسدين الضاحك والباكي من عمل الظاهر غازي كما الأبواب التي قبله، وهنا يقرأ الباحث في رموز قلعة حلب قائلاً: "نُقش على يمين الباب وشماله تمثالين لأسدين الأول ضاحك والآخر باكي وهذه رمزية أخرى للإله حدد، حيث يرمز الأسد الضاحك للرعد والأسد الباكي للشتاء وكلا الرمزين هما لحدد، ولا غرابة في ذلك كون الظاهر غازي من العراق وهذا المنتج الرافدي نقله معه من هناك".

الكشف عن معبد "حدد"

في هذه الأثناء نعبر السوق وننعطف يمينا لنصل إلى القصر الملكي، ونجد واجهة قصر "الطواشي" ذات المدخل الجميل والمزخرف بزخرفة هندسية ومدخله المقبى بمقرصنات من جهة ثانية نشاهد معبد حدد ويعتبر من أعظم الاكتشافات الأثرية ليس في حلب وحسب، وإنما في سوريا، وهذا ما أكده العالم الآثاري الإيطالي "باولو ماتييه" بقوله: "إن اكتشاف معبد حدد في قلعة حلب هو أعظم اكتشاف في القرن العشرين" وقد عثر في هذه الفترة على مجموعة من الأنصاب البازلتية، وبلغ عددها /32/ نصب بازلتي، اختلفت مشاهدها، وهي بالعموم مشاهد متنوعة لإله الطقس والأنواء حدد، الذي كان معبود أهل سوريا وبلاد الشام  هذا وتذكر رُقم ماري بأن ملكها (زيمريليم) كان قد حجّ إلى هذا المعبد في القرن التاسع قبل الميلاد وقدم الأضاحي له، ويتحدث باحث الآثار السورية "غريب" في شأن المعبد بالقول: "عثر داخل هذا المعبد على حورية من الحجر البازلتي وتمثال ضخم لأسد وقد زينت الأنصاب البازلتية بكتابة (لوفية، حثية)، والاكتشاف الأهم هو لحجر بازلتي نقش عليه جنيين متقابلين يرقصان وهما مجنحان، وقد حفظ في متحف حلب الوطني".

 قاعة العرش

هنا نتابع السير لنصل إلى قاعة العرش المليئة بالنقوش والرموز، فمدخل الباحة بُني بحجر الأبلق بتناوب جميل، ومن ثم نلج في رحلتنا داخل القلعة إلى الباحة السماوية وقد ازدانت وهي الواجهة الشمالية بزخرفة هندسية كخيط عربي، ومدخل الشرفة زين برمز الشمس وهو رمز للولادة والتجدد وعند الدخول إلى قاعة العرش ذو المدخل الجميل يعلو بابها مقرنصات جميلة بني مدخلها بحجر الأبلق الأسود والأبيض وزينت واجهة قاعة العرش من الخارج بالعديد من اللوحات الزخرفية من آيات قرآنية وزخارف هندسية وغيرها أضفت جمالا أخاذا عليها ويتضح وفق الباحث أحمد غريب أن الرموز بقلعة حلب هي منتجاً ثقافياً وطقساً عقائدياً ويحمل في طياته العديد من الأفكار التي تتقاطع مع ما يرمي إليه الباني وبالتالي فالرموز في المباني الأثرية هي حالة ثقافية دينية لها دلالاتها وتعابيرها لكن تحتاج للمزيد من الدراسة والتأمل لمعرفتها وبالتالي تزيد معرفة تفكير من وضعها وماذا كان يقصد بها فيما تبقى القلعة الذاكرة البصرية الهامة والمقام الرفيع بين المواقع الأثرية في سورية.

المصدر: سبوتنيك

قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :

البسيوني يوقع كتابه “القلعة حلب من الحصار للانتصار"

حفلة فنية كبيرة لشادي جميل على مسرح قلعة حلب 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تعرف على خفايا وأسرار رموز قلعة حلب الأكبر في العالم تعرف على خفايا وأسرار رموز قلعة حلب الأكبر في العالم



هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 16:06 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه
 العرب اليوم - بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه

GMT 03:30 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان يطالب بتطبيق القرار 1701 بحرفيته دون إضافات أو تفسيرات
 العرب اليوم - لبنان يطالب بتطبيق القرار 1701 بحرفيته دون إضافات أو تفسيرات

GMT 15:16 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

العلاقة بين الاكتئاب وحرارة الجسم دراسة جديدة تسلط الضوء
 العرب اليوم - العلاقة بين الاكتئاب وحرارة الجسم دراسة جديدة تسلط الضوء

GMT 01:13 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

جيش منظم على الإنترنت ضد "تزوير الانتخابات" يدعمه إيلون ماسك
 العرب اليوم - جيش منظم على الإنترنت ضد "تزوير الانتخابات" يدعمه إيلون ماسك

GMT 10:59 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حمية مستوحاة من الصيام تدعم وظائف الكلى وصحتها

GMT 08:56 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

هجرات جديدة على جسور الهلال الخصيب

GMT 17:12 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل 31 شخصا على الأقل في هجمات إسرائيلية في قطاع غزة

GMT 03:11 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

الخطوط الجوية الفرنسية تعلق رحلاتها فوق البحر الأحمر

GMT 22:38 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزال بقوة 5.2 درجة على مقياس ريختر يضرب شمال اليونان

GMT 17:36 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة 32 جنديا بينهم 22 في معارك لبنان و10 في غزة خلال 24 ساعة

GMT 01:36 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

الدولة الفلسطينية

GMT 09:18 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

هيدي كرم تتحدث عن صعوبة تربية الأبناء

GMT 15:09 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

توتنهام يتأخر بهدف أمام أستون فيلا في الشوط الأول

GMT 11:18 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

رامي صبري يُعلق على حفلته في كندا

GMT 04:13 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريش يعرب عن «صدمته» إزاء المعارك في وسط السودان

GMT 21:38 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

هاريس تتعهد بالعمل على إنهاء الحرب في الشرق الأوسط
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab