واشنطن ـ يوسف مكي
يَصْعُب فكّ دلالة شفرة حرف عن الحرف التالي في مزيج مِن النقوش الحجرية باللون النحاسي المحفورة في الصخور الحمراء لموقع وادي فرد التاريخي، لكن مِن السهل فعل ذلك عندما تضع الشمس أشعتها في المكان المناسب تمامًا، إذ يكون لكلّ حرف منها قصة تُحكى.
نقوش حجرية ذات مغزى لم يلاحظها أحد من أعوام حتى عام 2005
يقول علماء الآثار إن لوح الحجر الرملي بوادي فيرد في ولاية أريزونا قد يكون بمثابة تقويم أو ساعة منذ مئات الأعوام، وذلك لوضع علامات المواسم المارة وبداية الفترات الزراعية المُهمّة في موقع الشمس، ففي بداية الصيف وأطول يوم في السنة، تُلقي صخرتان بظلالهما على جذور نبات الذرة، ونرى رمزين يرقصان تحت أشعة الشمس، وبعد 6 أشهر، تشرق الشمس بدلا من ذلك في الفراغ الموجود بينهما، وكتبت "بي بي سي" أن التقويم القديم لم يلاحظه أحد لقرون، حتى تم اكتشافه من قبل متطوعين في الموقع عام 2005، إذ تم نحت ما يقرب من 1000 من النقوش الحجرية في الصخور منذ نحو 900 عام على يد شعب ساراغوا الجنوبي، وفقا لصحيفة أريزونا ديلي صن، فمع تغيّر وضع الشمس في السماء فإن الضوء والظلال يلقيان بخصائص محددة في خط الصخور مع صور معينة تحمل كل منها أهمية زراعية أو احتفالية.
تُشير النقوش الحجرية إلى مواعيد اعتدال وانقلاب الشمس والزراعة
تبرز النقوش الصخرية الاعتدال الشمسي، والانقلاب الشمسي، والتواريخ المهمة الأخرى على مدار العام، وهناك أيضا رموز متصاعدة من المحتمل أن تمثل "إله الشمس"، كما ذكر كينيث زول، المدير التنفيذي في مركز ومتحف وادي فيردي للآثار، لجريدة أريزونا ديلي صن في عام 2016: "لقد كانت هذه طريقة لتتبع الوقت"، كما قال زول، خلال عرض أخير للتقويم الرائع، وكما ذَكَرَت هيئة الإذاعة البريطانية، فبين القرنين السابع والخامس عشر، عاش شعب سيناغوا وزرعوا المنطقة، إذ نمت الذرة والقطن والكوسا والفاصوليا، وفقا لـ"بي بي سي"، كما أن تقويم سيناغوا في وادي فيرد ليس هو الوحيد من نوعه، ففي وادي فيرد، هناك ما لا يقل عن اثني عشر موقعا آخر كان يستخدمها الناس القدماء لوضع علامات على مرور الوقت.
لا يزال الشعب يستخدم هذا التقويم ويفخر به
قد تكون هذه هي أعمال المسافرين الذين يُعلّمون السكان المحليين في المواقع الأخرى المجاورة كيف يُتابعون أشعة الشمس، حسب تقارير هيئة الإذاعة البريطانية، ولكن، الكثير عن المواقع القديمة لا يزال لغزا، في الجوار، يقول سكان هوبي الذين نزلوا من سيناغوا إن الصور الموجودة على الموقع تتوافق مع تقاليدهم الخاصة التي تعيش إلى اليوم، في 21 أبريل/ نيسان، على سبيل المثال، تقع حافة ظل الشمس على صورة ساق نبات الذرة، ويمثل هذا التاريخ اليوم الأول للزراعة بين شعب الهوبي، وفقا للبي بي سي، وفي 8 يوليو/ تموز، الذي يضع نهاية لفترة الصلاة والتأمل لمدة 16 يومًا، تضيء الشمس على رمز راقص، وقال أحد سكان الهوبي الأكبر سنا لهيئة الإذاعة البريطانية: "أشعر بالفخر لأن أسلافنا تركوا هذه العلامات، كل شهر لدينا احتفالات مختلفة، وأشياء مختلفة تحدث.. هذا هو تقويمنا، إنه يرشدنا".
أرسل تعليقك