حنا مينة أسرار الواقعية وانتمائه للبحر سر شهرته
آخر تحديث GMT04:24:58
 العرب اليوم -

يُعد الأوسع انتشارًا في العالم العربي إلى جانب نجيب محفوظ

حنا مينة أسرار الواقعية وانتمائه للبحر سر شهرته

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - حنا مينة أسرار الواقعية وانتمائه للبحر سر شهرته

الروائي السوري الراحل حنّا مينة
دمشق - نور خوام

يعد الروائي السوري الراحل حنّا مينة واحدًا من الكُتاب الأوسع انتشارًا في العالم العربي إلى جانب نجيب محفوظ، وعبد الرحمن منيف، والطيب صالح، وغيرهم من أساطين الرواية العربية، .

وتعود شهرته الأدبية إلى أسباب ومعطيات كثيرة أبرزها ثيماته الواقعية، وأسلوبه السردي السلس، وشخصياته المألوفة التي تُشعر القارئ بأنه يعرفها لأنها منبثقة من بيئته الاجتماعية التي يعيش فيها؛ وعلى الرغم من أن الراحل حنّا مينة لم ينل حظًا واسعًا من التعليم، فإن حياته الفقيرة أمدّته بخبرات كثيرة فقد عمل حلاقًا، وحمّالًا، وبحّارًا، وكاتب عرائض قبل أن يصبح صحافيًا ماهرًا ليلج من خلال الصحافة إلى سردياته القصصية والروائية، ويختص تحديدًا في الكتابة عن البحر، ولعل هذا التخصص هو الذي مهّد له الطريق إلى الشهرة المُشار إليها سلفاً.

أهم سماته

ويتسم حنا مينة بقوة الملاحظة، ورؤية الأشياء التي لا يراها الناس العاديون، ويتميز عن أقرانه المبدعين بقدرته الفذة على إقناع المتلقي الذي يقرأ نصه الإبداعي المنبثق عن الواقع المعيش الذي يعرفه السوريون والعرب على حد سواء.

ويمكن إجمال الموضوع الرئيس الذي كان يشغل حنّا مينا ككاتب روائي طوال حياته هو الصراع الطبقي الذي كان يراه بأم عينيه، وقد اتفق النقاد إلى حد كبير بأن قصصه ورواياته الأولى تنتمي إلى الواقعية الاجتماعية التي عرفناها في الخمسينات والستينات من القرن الماضي، لكن كتاباته السردية اللاحقة تعكس تحليلاته العميقة للفوارق الطبقية التي كان يلمسها لمس اليد وفق تقرير نشرتخ صحيفة "الشرق الأوسط".

مغازلة الهموم

واستقر في الذاكرة الجمعية العربية كثير من روايات حنّا مينة، لأنها تستجيب لمشاعر الإنسان، وتغازل همومه اليومية الكثيرة، ويمكن أن نشير في هذا الصدد إلى "المصابيح الزرق"، "نهاية رجل شجاع"، "الشمس في يوم غائم" و"بقايا صور" التي وجدت طريقها بسرعة إلى القارئ لأنها تلامس وجدانه، وتعبّر عن مشاعره الداخلية العميقة، كما ساهم التلفاز والسينما بقدر كبير من الشهرة والذيوع حين حوّل بعض المخرجين السوريين هذه الروايات إلى أفلام سينمائية ومسلسلات تلفزيونية ناجحة لم تغادر ذاكرة المشاهدين بسهولة.

وحظينت الروايات الأخرى فقد حظيت باهتمام القرّاء والنقاد وبعض الصحافيين الذين يقومون بمراجعات صحافية للكتب لا تخلو من فائدة الترويج للروايات أو التعريف بها في أقل تقدير، ويكفي أن نشير في هذا الصدد إلى "الشراع والعاصفة"، "الثلج يأتي من النافذة"، "الياطر" و"الأبنوسة البيضاء"، وروايات أخرى يصعب حصرها في المجال آخذين بنظر الاعتبار أن حنا مينة قد أنجز قرابة أربعين رواية، إضافة إلى كتبه الأخرى.

الآراء النقدية

لا يمكن حصر الآراء النقدية المهمة التي قيلت عن تجربته السردية المتفردة، ويكفي أن نشير هنا إلى رأي الناقد المصري صلاح فضل الذي وصف رواية "المستنقع" لحنّا مينة بأنها "أعظم سيرة ذاتية في كتابة الرواية العربية"، ولعل سبب هذه التزكية يعود لمصداقية الكاتب حتى أن البعض من القراء والنقاد يعدّونه كاتباً فطرياً؛ وذلك لصفائه ونقائه ومصداقيته.

انقطاع عن العالم 

أشرنا سلفاً إلى ولع حنا مينة بالبحر، وانقطاعه إلى هذا العالم الغامض الذي يحتاج إلى مئات، وربما آلاف الروايات لكننا، نحن العرب، لم نكتب إلا النزر اليسير من الروايات التي تتخذ من البحر مركزاً للأحداث إلا باستثناءات قليلة وحنّا مينة هو واحد من هذه الاستثناءات القليلة المبهرة حيث أنجز ثلاثيته "حكاية بحّار"، و"الدقل"، و"المرفأ البعيد".

أسرار أهميته

وما عزز من أهمية الراحل حنا مينة أن مسرح الأحداث في الكثير من رواياته يدور خلال فترة الانتداب الفرنسي أو مرحلة الاستقلال التي تلتها، حيث نقل من خلالها صوراً مشرفّة لمقارعة المحتل، وحب السوريين لوطنهم الذي ضحوا من أجله بالغالي والنفيس.

ويقول عنه الروائي السوري فواز حداد "حنا مينة، إنسان رائع، كان تأثيره كبيراً وبالغاً في الروائيين العرب، دونما استثناء. كان معلمًا مهما قيل فيه، ومهما كانت الاتهامات، تبقى خارج عوالم الرواية، الذي كان أميناً لها. موته خسارة، مجرد وجوده يعني الكثير من القيم. وبالوسع القول هذا رجل عظيم قدّم أفضل ما عنده. كان أريحياً لم يبخل بشيء... لقد فقدناه.... سوريا والعرب والرواية".

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حنا مينة أسرار الواقعية وانتمائه للبحر سر شهرته حنا مينة أسرار الواقعية وانتمائه للبحر سر شهرته



نجمات العالم يتألقن بإطلالات جذّابة بأسبوع الموضة في باريس

القاهرة - العرب اليوم

GMT 00:41 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

نصائح لإتقان فن إختيار المعاطف التي تلائم إطلالتك في شتاء 2025
 العرب اليوم - نصائح لإتقان فن إختيار المعاطف التي تلائم إطلالتك في شتاء 2025

GMT 00:20 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

دليلك الشامل لإختيار الكرسي المُميز المناسب لديكور منزلك
 العرب اليوم - دليلك الشامل لإختيار الكرسي المُميز المناسب لديكور منزلك

GMT 04:24 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مصر تستنكر تعرض مقر رئيس بعثة الإمارات في الخرطوم للقصف
 العرب اليوم - مصر تستنكر تعرض مقر رئيس بعثة الإمارات في الخرطوم للقصف

GMT 03:03 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

غادة عادل تواجه حمادة هلال في المداح 5 رمضان 2025
 العرب اليوم - غادة عادل تواجه حمادة هلال في المداح 5 رمضان 2025

GMT 07:37 2024 الإثنين ,30 أيلول / سبتمبر

على رِسلك... ما بيننا أعظم من ذلك!

GMT 09:18 2024 الأحد ,29 أيلول / سبتمبر

السعودية قبل مائتي عامٍ

GMT 08:30 2024 الإثنين ,30 أيلول / سبتمبر

حصيلة قتلى إعصار “هيلين” ترتفع إلى 111 شخصًا

GMT 12:48 2024 الأحد ,29 أيلول / سبتمبر

عمرو دياب يتألق في حفله بمدينة العلا السعودية

GMT 07:35 2024 الإثنين ,30 أيلول / سبتمبر

اليوم التالي للمنطقة

GMT 07:39 2024 الإثنين ,30 أيلول / سبتمبر

أي حزب وأي لبنان وأي إيران؟

GMT 09:34 2024 الأحد ,29 أيلول / سبتمبر

لبنان ضحية منطق إيران... ولا منطق الحزب
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab