طالب الموسيقيون منصة «سبوتفاي» للبث التدفقي والبودكاست بمضاعفة عائدات البث الموسيقي لتعويض الخسائر التي تسبب فيها إلغاء الحفلات إثر تفشي فيروس «كورونا»، وما تبعه من توجيهات حكومية بإغلاق العديد من الأماكن العامة والجولات الفنية التي باتت مصدر دخل رئيسي لغالبية الفنانين.
في التماس نشر عبر منصة «سبوتفاي» الإلكترونية، طالب الموسيقي إيفان غرير بمضاعفة أسعار تحميل الأغاني والمقاطع الموسيقية ثلاث مرات بشكل دائم، وقدم تبرعا بقيمة 500 ألف دولار إلى صندوق دعم مرضى فيروس كوفيد 19 الذي أنشأته مؤسسة «سويت ريليف» الخيرية ومقرها كاليفورنيا المعنية بتقديم المساعدة المالية للموسيقيين والعاملين بهذا القطاع.
وقد اتصلت صحيفة «غارديان» بشركة «سبوتفاي» للتعليق لكنها لم تكشف المبلغ الذي تدفعه للفنانين مقابل كل عملية تحميل نظير بث أعمالهم الفنية للمشتركين. غير أنه وفق عملية حسابية كشف عنها بعض المحليين، يتقاضى الفنان 0.00318 دولار عن كل مرة يجري فيها تحميل عمله، مما يعني أن صاحب الحقوق سيحصل على 3.18 دولار (2.74 جنيه إسترليني) نظير كل 1000 عملة تحميل. واتفق العديد من الموسيقيين بمن فيهم عازف التشيلو زوي كيتنغ، على أن أسعار حقوق الملكية قد تراجعت.
في عام 2017. طلبت «سبوتفاي» من الشركات تخفيض أسعارها حتى تكون ملائمة اقتصاديا، وفي عام 2019. استأنفت «سبوتفاي» ضد قرار «مجلس حقوق الطبع والنشر الأميركي» بمنح كتاب الأغاني والناشرين زيادة بنسبة 44 في المائة بحلول عام 2022.
وجاء الالتماس الذي تقدم به غريفي لشركة «سبوتفاي» عقب إعلان منصة البث الرقمي والشراء والتسويق «باند كامب» تنازلها عن حصتها من العائدات لمدة 24 ساعة بدءاً من منتصف الليل بتوقيت المحيط الهادئ في 20 مارس (آذار).
وتعتبر شركة «باند كامب»، التي تأسست عام 2008، أكبر الشركات شفافية من الناحية المالية مع الفنانين مقارنة بأي منصة بث رئيسية أخرى. من المعلوم أن «باند كامب» تحصل على 15 في المائة من المبيعات الرقمية، و10 في المائة مقابل التسويق، وذلك مقابل رسوم شهرية لعضويات ملايين المشتركين في المنصة. وتنخفض الحصة الرقمية من 15 في المائة إلى 10 في المائة بمجرد وصول مبيعات الفنان إلى 5000 دولار (4338 جنيها إسترلينياً).
ووصفت فرقة «ثريل جوكي» الموسيقي المستقلة في شيكاغو عرض «باند كامب» بـ«التصرف الراقي»، في حين قالت شركة «سيرجانت هاوس»، المعنية بتنظيم نشاطات فنية والتي أقامت حفلات لفرق معروفة مثل «ديف هيفين» و«تيشلسي وولف» و«إيرث إن باند كامب» ستمنح 100 في المائة من عائداتها الجمعة القادمة للفنانين.
ولاحظ محللون من شركة «كوارتز» أن أرقام التحميل من خلال «سبوتفاي» قد تراجعت بدرجة كبيرة نتيجة لتفشي وباء «كورونا». ففي إيطاليا، التي تعد واحدة من أكثر البلدان تضرراً من الفيروس، جرى تحميل أفضل 200 أغنية نحو 18.3 مليون مرة محليا عبر الإنترنت في فبراير (شباط) 2019. ومنذ فرض الحظر الوطني في 9 مارس (آذار) لم يتجاوز هذا الرقم 14.4 مليونا. ورصدت «كوارتز» انخفاضا بواقع 23 في المائة لأفضل 200 أغنية جرى تحميلها في 17 مارس (آذار) مقارنة بـ3 مارس (آذار). وأفادت «كوارتز» رصدها لنتائج مماثلة في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا وإسبانيا.
وفي الوقت ذاته شهدت صناعة الموسيقى الأميركية نمواً زاد عن 10 في المائة للسنة الرابعة على التوالي محققة 11.1 مليار دولار في العام 2019. ويعود الفضل في ذلك إلى خدمات البث التدفّقي.
قفزت مبيعات الموسيقى بنسبة 13 في المائة خلال العام 2019 على ما جاء في التقرير السنوي لمنظّمة «ريكوردينغ انداستري أوف أميركا».
وبلغت الإيرادات الناتجة عن خدمات البث التدفّقي 8.8 مليار دولار، وهو ما يشكّل 80 في المائة من مجمل الإيرادات.
وقالت المنظّمة بأن الاشتراكات المدفوعة في منصّات البث التدفّقي مثل «سبوتيفاي» و«تايدل» هي الأكثر مساهمة في تحقيق هذه الإيرادات، خصوصاً أن عدد المشتركين في هذه الخدمات وصل إلى أكثر من 60 مليون شخص، وباتت هذه الخدمات تساهم بحوالي 61 في المائة من أرباح التسجيلات الموسيقية في الولايات المتحدة.
قد يهمك ايضا :
رئيس الوزراء الإسباني يكشف عن إصابة زوجته بفيروس كورونا المستجد
ليندا حجازي تحاضر في اتحاد الكتاب حول تاريخ الموسيقى في المنطقة العربية
أرسل تعليقك