دور المزادات اللندنية تبرز أرقى الفنون الإسلامية في معرضها
آخر تحديث GMT22:09:45
 العرب اليوم -

يجمع 300 قطعة تنوّعت في تاريخها وأساليبها ولمساتها

"دور المزادات اللندنية" تبرز أرقى الفنون الإسلامية في معرضها

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - "دور المزادات اللندنية" تبرز أرقى الفنون الإسلامية في معرضها

كنوز العالم الإسلامي من الهند للأندلس
لندن - العرب اليوم

تتألق "دور المزادات اللندنية" بنماذج من أرقى الفنون الإسلامية التي لا يقدم سحرها ولا يملّ الجمهور من رؤيتها، خلال شهر أكتوبر (تشرين الأول) من كل عام، في مزادها الذي سيُعقد يوم 25 الجاري، حيث جمع مسؤولو أقسام الفن الإسلامي والهندي وقسم السجاد مجموعة قيّمة من المعروضات يصل عددها إلى 300 قطعة تنوّعت في تاريخها وأساليبها ولمساتها الفنية، إضافة إلى قصص كثيرة تروي فصولا من التاريخ الاجتماعي للمجتمعات في الدول الإسلامية المختلفة وأيضًا تلقي الضوء على العلاقات التجارية بين بلدان المشرق والمغرب، تمتد الفترة التاريخية التي تتقاسمها المعروضات من القرن التاسع إلى القرن التاسع عشر ميلادي وتمتد من الهند إلى في الشرق إلى الأندلس في الغرب.

وإن كانت هناك متعة في تصفح الكتالوجات الضخمة التي تصدرها الدار وتملؤها بصورة لمعروضات أخاذة، فلا يوجد شك أن المتعة الأكبر تكمن في رؤية تلك القطع على الطبيعة، وخصوصا في قبو الدار حيث تتوزع القطع المختلفة ما بين الأرفف والطاولات وعلى الأرض وتصبح مهمة البحث بين تلك الأرفف كمن يبحث في مغارة علاء الدين.

في زيارة خاصة لنا في قبو الكنوز هذا تصحبنا الخبيرة بالدار سارة بلمبلي، التي تملؤها الحماسة دائما للحديث عن أهمية قطعة ما وتضعها داخل إطار مشوق من القصص حول ملاكها السابقين وصانعيها.

نبدأ مع بلمبلي في اختيار القطع التي تضع عليها الدار آمالا كبيرة في جذب المشتري، وننطلق مع رسم يعود للقرن السابع عشر بريشة الفنان ريزا عباسي، وتصورّ رجلا نبيل الملامح يجلس منحنيا في ظل شجرة أنيقة، يلقي بنظرة على ما يبدو وكأنه جزء من نهر أزرق بديع اللون، وتشير بلمبلي للصورة وتقول إنها واحدة من رسمتين للفنان نفذها بناء على طلب أحد النبلاء، وتقول"هذا الرسم يتخذ أسلوبا مختلفا عن فن المنمنمات الذي ينتمي إليه الرسم، ففي العادة تصور المنمنمات أشخاصا كثيرين من خلال مشهد مجلس أو مشهد صيد، ولكننا هنا أمام شخصية واحدة وكانت محفوظة داخل مجلد للصور يعتقد أن صاحب اللوحة كان يحمله معه، وهذه اللوحة لها تتمه في لوحة مماثلة ولكنها تصور امرأة نعتقد أنها زوجة بطل اللوحة الأولى والذي يُعتقد أن اسمه ميرزا محمد شافهي".

تشير  الخبيرة إلى نقطة هامة وهي أن الرسم يصور ميرزا وزوجته بشكل مثالي وربما أجمل من الطبيعة، وتضيف: "ويعتقد أن ميرزا كان يحمل الرسمتين معه في سفره كتذكرة لحبهما، ويظهر ذلك من طريقة تصويرهما رسمهما يميلان على بعضهما ووجود الأشجار حولهما وأعتقد أنهما وضعا في نفس الألبوم"، واللوحة حسب ما تشير الخبيرة تحقق كل الشروط في القطع الموثقة فهي "ذات تاريخ امتلاك موثق وعرضت في معارض عالمية من قبل فهي تستوفي كل الشروط".

في رسم الرجل هناك لمسة ثراء في ألوان الشجرة خلفه بينما يظهر رسم المرأة أكثر تحفظا في الألوان، من طريقة تصوير المعطف وطريقة انسداله على ساق الرجل مما يجعلها لوحة أيقونية خاصة مع اللمسة الشاعرية التي تبث فيها سحرا خاصا.

- صحون خزفية من القرن العاشر

تعرض لنا بلمبلي صحنين خزفيين تجملهما كتابة بالخط الكوفي على الحواف باللون الأسود ما يخلق تضادا بصريا جميلا مع الأرضية البيضاء المائلة للصفار ربما من أثر مرور الزمن، الكلمات المكتوبة بإبداع متناه تقدم جملا من الأقوال المأثورة، وهنا صحن مماثل ولكنه لا يحمل الكلمات وإنما رسم لطائرين متقابلين، وتقدر الدار للأطباق الثلاثة أسعارًا مرتفعة تناسب ندرتها ومكانتها التاريخية،

- ألواح من باب خشبي مرسوم

في أحد الأرفف تقبع عدة قطع خشبية مختلفة الأحجام تتميز بلونها الأخضر والنقوشات على حوافها ووجود رسمة في المنتصف، بعضها يصور أزهارا ملونة والبعض الآخر يصور أشخاصا جالسين فيما يبدو وكأنه حديقة يانعة، هناك أيضًا في لوحين طوليين رسوم لأشخاص يجلسون تحت ظل شجرة وأمامهم بعض الأواني مما يرجح أن تكون الصور لنزهة في أحد البساتين الوارفة، القطع هي أجزاء مقتطعة من أبواب صنعت في القرن السابع عشر في العهد الصفوي.

- كرسي أندلسي

من القطع اللافتة فعلًا والتي تنضح بالجلال والتاريخ نجد مقعدا خشبيا منقوشا في كل أسطحه، يعود للدولة الناصرية بالأندلس في الفترة ما بين نهاية القرن الخامس عشر وبداية القرن السادس عشر، وهو منقوش برسومات هندسية بديعة مطعمة بالعظم والفضة على هيئة نجوم وورود، ويشير دليل المزاد إلى ندرة هذا الطراز من الكراسي حيث لم يظهر مثله كثير وأن أحد نماذجه محفوظ بمتحف المتروبوليتان بنيويورك وآخر في متحف الحمراء بغرناطة، تقدر الدار لهذه القطعة مبلغا يتراوح ما بين 60 ألف إلى 80 ألف جنيه إسترليني.

- قرآن من القرن السادس عشر

كأي مزاد لفنون العالم الإسلامي توجد مجموعة من المصاحف والصفحات المنفصلة من مصاحف تاريخية، أحدها يقبع أمامنا في هذه الحجرة، وتشير بلمبلي إلى أنه متفرد في نقطة واحدة وهي أن جميع حروفه مكتوبة بالذهب، مما يرجح أن يكون صاحبة أحد النبلاء، "مثل هذا المصحف نادر جدا"، تعلق الخبيرة وتضيف: "نعرف أنه صنع في حرات بأفغانستان وأنه نفذ بناء على طلب شخص شديد الثراء ولكننا لا نملك معلومات أكثر عن الخطاط أو المالك حيث لا توجد أية إشارات لذلك على صفحاته ولكننا نعرف العصر الذي كتب فيه وذلك عبر المقارنة في أسلوب الكتابة والزخرفة، مما يرجح لنا فترة معينة".

- المصحف الأزرق

المصحف الأزرق سمي بذلك لكتابته على قطع من الجلد الملونة بلون أزرق غامق بينما تنتظم حروفه بالذهب إلى جانب علامات الأجزاء بالفضة، تقول بلمبلي إن الصفحتين اللتين يعرضهما المزاد ظهرتا في أحد المزادات في 2002، الكتابة لا تزال محتفظة ببريق الذهب على الجانبين وتفسر لنا أهمية ذلك بالقول: "عادة في المخطوطات على الجلد يكون هناك جانب أملس يمتص الحبر ويحافظ عليه بينما الجانب الآخر وهو جانب الشعر فلا تكون الكتابة ثابتة، ولكننا هنا نرى أن الجانبين محافظان على الكتابة المذهبة بشكل ممتاز"،

- ساعات إنجليزية لسوق عثمانية

في أحد الأرفف تظهر ساعات ضخمة داخل خزانات خشبية مزخرفة تشير إلى أنها ساعات كانت رائجة في عصر الدولة العثمانية، صنعت هذه الساعات في إنجلترا حسب الطلب، الساعات والتي تصدر نغمات موسيقية تحمل توقيع صانعها جورج بريار صانع ساعات إنجليزي معروف، بريار صنع الكثير من الساعات بأشكال مختلفة للسوق العثمانية خاصة ولهذا نجد بعضها وقد حمل الأرقام العربية.

- خريطة الحرم النبوي وصور لمكة

يضم المزاد أيضا مجموعة من الرسومات الهندسة والخرائط للحرم المدني تعود للمهندس فهمي مؤمن بك، وهي تحمل أهمية تاريخية، كونها تخص المعماري الذي وضع التصميمات المعمارية للتوسعة السعودية الأولى، ويشير الخبراء إلى أن رسومات المعماري فهمي مؤمن بك راعت الحفاظ على العمارة العثمانية الموجودة؛ حرصا على استمرارية روح المعمار وسماته من المسجد القديم إلى التوسعة، من المعروضات أيضًا أربعة صور تاريخية من تصوير محمد صادق بك للكعبة المشرفة للمحمل المصري التقطت في أواخر القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

دور المزادات اللندنية تبرز أرقى الفنون الإسلامية في معرضها دور المزادات اللندنية تبرز أرقى الفنون الإسلامية في معرضها



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:35 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 العرب اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 07:55 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 العرب اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 17:12 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة
 العرب اليوم - حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
 العرب اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 18:53 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض
 العرب اليوم - منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض

GMT 09:07 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
 العرب اليوم - "نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 07:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامين سي يعزز نتائج العلاج الكيميائي لسرطان البنكرياس

GMT 06:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

1000 يوم.. ومازالت الغرابة مستمرة

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 15:49 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الاتحاد الأوروبي يؤجل عودة برشلونة إلى ملعب كامب نو

GMT 14:52 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئاسة الفلسطينية تعلّق على "إنشاء منطقة عازلة" في شمال غزة

GMT 06:27 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يصدر تحذيرا لـ3 مناطق في جنوب لبنان

GMT 12:26 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجنائية الدولية تصدر مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغالانت

GMT 13:22 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئيس الإيراني يناشد البابا فرانسيس التدخل لوقف الحرب

GMT 13:29 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

رئيس دولة الإمارات وعاهل الأردن يبحثان العلاقات الثنائية

GMT 14:18 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي

GMT 06:52 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

نتنياهو يعلن عن مكافأة 5 ملايين دولار مقابل عودة كل رهينة

GMT 14:17 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

نادين نجيم تكشف عن سبب غيابها عن الأعمال المصرية

GMT 09:07 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 23:34 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

يسرا تشارك في حفل توقيع كتاب «فن الخيال» لميرفت أبو عوف

GMT 08:54 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

تنسيق الأوشحة الملونة بطرق عصرية جذابة

GMT 09:14 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

موديلات أوشحة متنوعة موضة خريف وشتاء 2024-2025

GMT 06:33 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

صهينة كرة القدم!
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab