هرقليون تعود الى الظهور بعد 1000 عام في اكتشافات بحرية
آخر تحديث GMT18:30:59
 العرب اليوم -

تأسست منذ حوالي 2700 سنة في الموقع الحالي لبلدة أبو قير المصرية

"هرقليون" تعود الى الظهور بعد 1000 عام في اكتشافات بحرية

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - "هرقليون" تعود الى الظهور بعد 1000 عام في اكتشافات بحرية

مدينة هرقليون منذ حوالي 2700 سنة في الموقع الحالي لبلدة أبو قير
القاهرة - سعيد فرماوي

كان واقفًا لعدة قرون على حافة مصر القديمة، محدقاً بغطرسة الى السفن التجارية في البحر الأبيض المتوسط. كان اسمه "حابي" إله الخصوبة وسيد النهر. وعند المصب الغربي لنهر النيل، كان حارس من الغرانيت الأحمر واقفاً عند واحدة من أعظم المدن الساحلية على وجه الأرض.

هرقليون تعود الى الظهور بعد 1000 عام في اكتشافات بحرية

وفي نهاية القرن الثاني قبل الميلاد، حدثت هزة وبدأت الأرض تسيل عند قدمي "حابي" الذي ترنح وتحطم الى ستة أطنان من الحجارة المنحوتة بشكل معقد غرقت في البحر، ومن ثم تمَّ دفنه تحت طبقات من الرمال.

هرقليون تعود الى الظهور بعد 1000 عام في اكتشافات بحرية

وفي وقت مبكر من الالفية الجديدة، وجدت مجموعة من الغواصين الذين يعملون قبالة السواحل المصرية قطعة صخرية كبيرة تحت قاع البحر وقاموا باستخراجها. كانت القطعة الصخرية جزءًا من تمثال "حابي"، وكانت مغطاة بالملح ولكنها سليمة. واصلت مجموعة الغواصين البحث، وأخيراً تم اكتشاف ست قطع أخرى من التمثال، بالاضافة الى كنوز أخرى مثل أجزاء من معابد، شظايا من الفخار، مجوهرات ثمينة، عملات، مصابيح الزيت، مراكب وتماثيل نصفية.

هرقليون تعود الى الظهور بعد 1000 عام في اكتشافات بحرية

وقالت أمينة معرض المدن الغارقة في المتحف البريطاني، أوريليا ماسون بيرغوف: أنا كعالمة آثار، اعتبر بأن اكتشاف مقبرة يعد أمراً مثيراً وتكون هذه المقبرة لشخص واحد، ولكن اكتشاف مدينة كاملة كانت موطناً لآلاف من الناس على مدى أكثر من ألف عام هذا شيء آخر".

وعلى عكس بابل أو مدينة "اتلانتيس" الاسطورية، لم يسمع الكثيرون اليوم عن "هرقليون". في الواقع كان هناك خطر من أن تقوم أمواج البحر الأبيض المتوسط بطي التاريخ ليس فقط على البقايا المادية في المدينة، ولكن على ذاكرتها ايضاً.
 
تأسست مدينة هرقليون منذ حوالي 2700 سنة في الموقع الحالي لبلدة أبو قير التي تبعد 15 ميلاً شمال شرق من الإسكندرية. كانت المدينة تعد الميناء التجاري للمنطقة لعدة قرون بالاضافة الى كونها  مركزاً للتجارة الدولية. وعلى الرغم من ذكر هرقليون من قبل العديد من المؤرخين الكبار في العصور القديمة مثل هيرودوت وسترابو وديودوروس، كان يًخشى أن تكون التفاصيل التي تتحدث عن وجودها قد تم فقدانها.

في عام 1933، لمح قائد سلاح الجو الملكي البريطاني المُحلق فوق أبو قير بقايا في الماء، ومنذ ذلك الحين انطلقت حقبة جديدة من البحوث البحرية. وفي مطلع القرن الجديد قام فريق من المعهد الأوروبي لعلم الآثار تحت الماء برسم خرائط لتحديد معالم تضاريس المنطقة العريقة، ثم بدأ علماء الآثار عملية البحث بسونار المسح الجانبي من أجل توجيه نبضات من طاقة الصوت الى قاع البحر ومن ثم تحليل الصدى لتحديد عمق التغيير في القاع.

كما تم استخدام الرنين المغناطيسي النووي، التي يمكنه الكشف عن الحالات الشاذة في المجالات المغناطيسية للأرض، من أجل تحديد الصدوع الجيولوجية التي سببها وزن المباني الغارقة منذ فترة طويلة وتقوم بالضغط لأسفل وهذا من شأنه تحديد وجود الأجسام الكبيرة.

وبعد تحديد المواقع الواعدة، تم ارسال غواصين حاملين حفارات المياه والتي تقوم بابعاد طبقات الرمال التي تغطي القطع الأثرية. وكانت القطع الكبيرة مثل بقايا المباني والتماثيل ضخمة، كتمثالي ملك وملكة البطالمة اللذين يصل ارتفاعهما خمسة أمتار، أسهل في عملية العثور والاستخراج من قاع البحر، ولكن سرعان ما تبع هذا عملية استخراج القطع الأصغر حجماً بما في ذلك الكؤوس، والتماثيل الصغيرة و13 تابوتا من الحجر الجيري.

وقالت بيرغوف إن بعض من هذه القطع فريدة من نوعها تماماً وذات أهمية تاريخية وفنية كبيرة". ومن ضمن القطع التي تتحدث عنها بيرغوف مسلة سوداء يصل ارتفاعها الى مترين ومحفور عليها كتابات هيروغليفية من القرن الرابع قبل الميلاد تكشف بعض تعقيدات الضرائب المعاصرة في مصر.

التلاحم بين المجتمع الفرعوني واليوناني يعد ثمة ثابتة في بقايا هرقليون، ففي قاع البحر تم العثور على الخوذات الهيلينية جنباً إلى جنب مع الخوذات المصرية، وكذلك التماثيل القبرصية وزجاجات العطور الأثينية ومراسي السفن اليونانية القديمة. كما تم استخراج ايضاً تمثال منحوت بأسلوب يجمع بين الجماليات المحلية واليونانية يبلغ من العمر 2000 عاماً للملكة كليوباترا الثالثة ولكن بوصفها الإلهة المصرية إيزيس.
 
تأمل بيرغوف أن تقوم الاكتشافات في المستقبل بتسليط المزيد من الضوء على حياة الناس العاديين، مشيرة إلى أنه في حين أننا نعرف أكثر من أي وقت مضى حول حكام وكهنة هرقليون، من الصعب معرفة أشياء عن منازل الناس البسطاء المصنوعة من الطوب اللبن وطريقة حياتهم اليومية. وقال رئيس فريق البحث الدولي، فرانك جوديو: "ما نعرفه الآن هو مجرد جزء، نحن ما زلنا في بداية بحثنا"

وبحلول القرن الثاني قبل الميلاد، بدا أن هيبة هرقليون قد بدأت تتلاشى، وذلك بسبب أن الاسكندرية الجديدة قدمت نفسها بسرعة كالميناء الأبرز في مصر، في حين أن الأراضي والمياه التي بُنيت عليها هرقليون لم تعد آمنة فهى لم تتعرض لكارثة واحدة طبيعية مثل زلزال، تسونامي، ارتفاع منسوب مياه البحر أو هبوط أرضي ولكنها تعرضت لمزيج من كل تلك الكوارث. صحوة "حابي" من قاع البحر تعد نافذة فريدة على ماضينا، ولكن يستمر الكفاح من أجل ضمان انه ومدينته لن يكونوا رؤية مماثلة لمستقبلنا.
 

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هرقليون تعود الى الظهور بعد 1000 عام في اكتشافات بحرية هرقليون تعود الى الظهور بعد 1000 عام في اكتشافات بحرية



هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 00:54 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

أبرز قصات فساتين الزفاف الهالتر الرائجة في 2025
 العرب اليوم - أبرز قصات فساتين الزفاف الهالتر الرائجة في 2025

GMT 16:06 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه
 العرب اليوم - بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه

GMT 02:43 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريس "قلق جدا" لوجود قوات كورية شمالية في روسيا
 العرب اليوم - غوتيريس "قلق جدا" لوجود قوات كورية شمالية في روسيا

GMT 01:10 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

دليل مُساعد لإضافة لمسة جذابة إلى صالون المنزل
 العرب اليوم - دليل مُساعد لإضافة لمسة جذابة إلى صالون المنزل

GMT 10:59 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حمية مستوحاة من الصيام تدعم وظائف الكلى وصحتها

GMT 08:56 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

هجرات جديدة على جسور الهلال الخصيب

GMT 17:12 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل 31 شخصا على الأقل في هجمات إسرائيلية في قطاع غزة

GMT 03:11 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

الخطوط الجوية الفرنسية تعلق رحلاتها فوق البحر الأحمر

GMT 22:38 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزال بقوة 5.2 درجة على مقياس ريختر يضرب شمال اليونان

GMT 17:36 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة 32 جنديا بينهم 22 في معارك لبنان و10 في غزة خلال 24 ساعة

GMT 01:36 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

الدولة الفلسطينية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab