خلدون الشمعة يقترح في كعب اّخيل  مفاربة عربية لمفهوم غربي حديث
آخر تحديث GMT20:30:31
 العرب اليوم -

خلدون الشمعة يقترح في "كعب اّخيل " مفاربة عربية لمفهوم غربي حديث

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - خلدون الشمعة يقترح في "كعب اّخيل " مفاربة عربية لمفهوم غربي حديث

خلدون الشمعة
الرباط- العرب اليوم

للباحث والناقد السوري الدكتور خلدون الشمعة، صدر كتاب «كعب آخيل - النقد الثقافي والنقض المعرفي». ولكن لماذا «كعب آخيل»؟ يقول المؤلف: «ما أود قراءته في هذه الاستعارة أن (كعب آخيل) كلمة مفتاحية تضع النقد الأدبي قبل أن يصير نقداً ثقافياً، على محك نقد معرفي مهيمن؛ فالمعرفة، تأسيساً، فاعل تتجاوز فاعليته التأويل في النقد الأدبي (Criticism) كما أنه يجيز من ثم تحول النقد (بفعل حلول الحقيقة المعرفية المباطنة للبرهان العقلي محل التأويل) إلى نقض معرفي (Critique)، والتمييز بين هذا وذاك ضروري، فصيرورة النقض المعرفي هنا تجاوز للنقد، بل تكامل واكتمال».

هذا كله، كما يقول الشمعة، يعزز القول إن في الكلام السائد على مفهوم النقد الثقافي محكّات (معايير)، وهو يوجز بعضها فيما يلي: «الأول: هو أنه مع غياب التعيين التاريخي لبداية أو بدايات النقد الثقافي العربي يمكن استنباط تعيين بديل منه وأعني بذلك التعيين المفهومي. الثاني: هو أنه انطلاقاً من هذا الافتراض يكمن الاعتماد على نظرية إدوارد سعيد القائلة بوجود بدايات لمفهوم النقد الثقافي وليس بداية محدودة».

والمفهوم المتضمن في «كعب آخيل»، المجاز الذي استعمله الشمعة عنواناً في هذا الكتاب، قد شاع، كما يذكر، منذ أن أشار إليه الشاعر والناقد كولردج بقوله في عام 1810: «آيرلندا الكعب غير الحصين؛ كعب آخيل البريطاني»، وهذا المجاز، وفقاً له، يتيح فرصة تظهير فسحة افتراضية تجيز، بحثاً عن يقين، إحلال النقد المعرفي محل النقد الأدبي: النقد تأويل والنقض برهان. و«آخيل»، كما معروف، كان مقاتلاً أسطورياً احتل الموقع المركزي في الحرب الطروادية. وكانت أمه كما تبين الملحمة الهوميرية قد غطسته في نهر «أسطقس (Styx)»؛ نهر الجحيم لدى الإغريق، عندما كان رضيعاً. وهذا ما جعله منيعاً يتعذر إيذاؤه والنيل منه مالم يُصَب كعبه الذي لم يغطس في النهر. وعندما أخبر الإله «أبولو» عدوه «باريس» بنقطة الضعف هذه، المُفضية إلى الموت، صوَّب الأخير سهماً إلى كعب «آخيل» فأرداه قتيلاً.

ولإيضاح هذا التمييز، يحيل الدكتور الشمعة القارئ إلى الخطاب الأصولي بشقيه الديني والقومي، أو الماركسي. وهو يخلق بذلك حالة من المماهاة بين الحقائق التي يفترض أنها قابلة للنقض (أو التفكيك أو البرهان المعرفي) وبين القيم العاطفية المستمدة من الآيديولوجيا والتي لا تحيل إلا إلى مرجعيتها النصية فتظل ممتنعة عن الجدل أو الجدال.

وفي مقاربة خاصة بفصل «العولمة»، يقول المؤلف إن «جوهر الأزمة يكمن في الزعم القائل إن مفهوم العولمة حديث يعود إلى القرن التاسع عشر، فماركس يربط بين ظهور العولمة وبين نزوع الرأسمالية إلى التوسع، ودوركايم ينبهنا إلى انتشار فكرة تقسيم العمل. قابلية هذا الحكم المبرم للنقض تطرح في سياق قراءة مُحكمة في كتابات الرحالة العرب». وفي فصل «الشعبوية» من الكتاب، يتحدث المؤلف عن «التنميط السلبي (Negative stereotyping)» بوصفه أداة للتعمية والتجهيل. كما يستعرض نقض إدوارد سعيد لتنميط المركز السلبي للهامش باعتباره يمثل الآخر العربي، فينتصر المركز للبلاغة والبيان على حساب العقلانية والتبيين.

ومن النماذج المعروضة في الكتاب، فصل مكرس لدراسة انعكاسات نظرية «التطريس» التي يكتنهها خطاب جيرار جينيت الخاص بالمحو. والمؤلف يرى أن جوهر «الأزمة» لا يكمن وحده في هذا الخطاب، بل يكمن فضلاً عن ذلك في حضور المونولوغ الدرامي في مرثية ديك الجن الحمصي لحبيبته «ورد» ماثلاً في إعادة القراءة (التطريس) من قبل عمر أبو ريشة ونزار قباني وعبد الوهاب البياتي للمرثية بصياغات مختلفة. ويقدم هذا الفصل شعريات مختلفة في تناصات تمحو مرثية ديك الجن لتعاود تكوينها بإيقاع جديد مرة أخرى.

وفي فصل آخر، يطرح الشمعة سؤال «المعيارية» في غلواء النقد الثقافي، ويعاد النظر في هوية الفلسفة: عربية أم إسلامية، ويمارس تربيع دائرة التمييز بين مفهومي الأدب واللاهوت في قراءة طه حسين وأدونيس للتغير والثبات، ويكتفى بالتحديق قبل التعيين في مفهوم محاكاة الأصولية الإسلامية للأصولية الماركسية. كما يقيّم الفصل ترجمة فاضل السلطاني الجديدة لـ«الأرض اليباب» لإليوت في ضوء الداروينية، وتدرس مجدداً ظاهرة الاستبداد الشرقي. وتقدم هذه المقاربات عناصر تطمح إلى فهم النقد الثقافي بإعادة موضعة نماذج منه على محك النقض المعرفي.

قد يهمك ايضا:

تقييم 10 سيارات تستخدم المفتاح اللاسلكي والدخول عن بعد

دار مزادات تبيع تذكارًا لـ"نابليون بونابرت" بأكثر من 100 ألف دولار

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

خلدون الشمعة يقترح في كعب اّخيل  مفاربة عربية لمفهوم غربي حديث خلدون الشمعة يقترح في كعب اّخيل  مفاربة عربية لمفهوم غربي حديث



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الفخامة والحداثة بأسلوب فريد

عمّان ـ العرب اليوم

GMT 07:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تحوّل جذري في إطلالات نجوى كرم يُلهب السوشيال ميديا
 العرب اليوم - تحوّل جذري في إطلالات نجوى كرم يُلهب السوشيال ميديا

GMT 07:25 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية راقية تجمع بين الطبيعة الساحرة وتجارب الرفاهية
 العرب اليوم - وجهات سياحية راقية تجمع بين الطبيعة الساحرة وتجارب الرفاهية

GMT 07:39 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

كيف تختار الأثاث المناسب لتحسين استغلال المساحات
 العرب اليوم - كيف تختار الأثاث المناسب لتحسين استغلال المساحات

GMT 08:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 08:12 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

التغذية السليمة مفتاح صحة العين والوقاية من مشاكل الرؤية

GMT 06:06 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

راجعين يا هوى

GMT 19:32 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

رانيا فريد شوقي تكشف سبب ابتعادها عن السينما

GMT 08:18 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيّرة قبالة سواحل حيفا

GMT 02:48 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات

GMT 07:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تحوّل جذري في إطلالات نجوى كرم يُلهب السوشيال ميديا

GMT 13:18 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

قطر ترحب بوقف النار في لبنان وتأمل باتفاق "مماثل" بشأن غزة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab