لندن - سليم كرم
كشفت دراسة جديدة لأحد النصوص الشهيرة القديمة لشعب المايا ان الإنجازات الرياضية والفلكية للمايا تم التقليل منها إلى حد كبير، وزعم أحد علماء الأنثروبولوجيا أن لديه أدلة تؤكد أن علماء الفلك من المايا قدموا ملاحظاتهم على الكواكب قبل 1000 عام بطريقة منافسة لطريقة فلكي عصر النهضة نيكولاس كوبرنيكوس، وفحص الدكتور جيراردو ألدانا عالم الأنثروبولجيا في جامعة كاليفورنيا جدول فينوس في النص الشهير Dresden Codex وقدم تفسيرا جديدا لما يحتوي عليه، ويعتقد ألدانا أنه تم تجاهل الملاحظات المعقدة في نص دريسدن وهو كتاب المايا في القرن العاشر أو الحادي عشر من Chichén Itzá في المكسيك، موضحًا أنه ليس مجرد مجموعة أعداد كما أشار العديد من علماء الآثار لكنه يوضّح فترة ممتدة من الملاحظات الفلكية في مدينة المايا، وبين ألدانا أن هذه الملاحظات القديمة تطورت عام 870 بعد الميلاد قبل وقت طويل من ملاحظات كوبرنيكوس والتي تشمل فكرة أن الشمس تقع في مركز النظام الشمسي في القرن السادس عشر.
وأضاف ألدانا : "عندما تراها كسجل تاريخي يتغير تفسيرك لها، لقد استخدموا فينوس للرسم بدقة وكذلك استخدموه في دورات الطقوس، وكان لديهم أنشطة طقوسية حيث كانت المدينة تجتمع معا وتفعل أحداث معينة بناء على ملاحظة كوكب فينوس"، ويعتقد أن جدول فينوس كان يضم تصحيحات رياضية ترسم مرور كوكب فينوس عبر السماء من أجل تصحيح تقويم المايا، وكانت دورة فينوس غير نظامية ممثلة في 583.92 يوميا وكانت تحتاج بعض التصحيح مثل السنوات القافزة (Leap Years) كما في التقويم الميلادي اليوم، إلا أن الدكتور ألدانا يعتقد أن التفسيرا التقليدية لجدول فينوس تقلل من شأن الانجازات العلمية لحضارة المايا القديمة، وقادته استنتاجاته المنشورة في مجلة Journal of Astronomy in Culture إلى أن المايا قاموا بالفلك في Chichén Itzá في فترة محددة، زاعما وقوع ذلك برعايةK'ak' U Pakal K'awiil أحد الشخصيات التاريخية البارزة والذي مات في 980 بعد الميلاد.
وتابع ألدانا " هذا هو الجزء الأهم وعندما نصل إلى هنا فنحن ننظر إلى عمل فردي لأحد الأشخاص من المايا وربما نطلق عليه عالما أو عالم فلك، هذا الشخص الذي شهد أحداث معينة في فترة محدة في المدينة قدر ابتكاره الرياضي من خلال ابداعه الخاص"، وللكشف عن أسرار جدول فينوس فحص الدكتور ألدانا الهيروغليفية حتى ود الفعل الرئيسي k'al والذي كان له معنى مختلف عما كان يُعتقد، واعتقد أنه يعني " أن ترفق" في السياق التاريخي والكوني، كما درس سجلا أخر لكوكب فينوس في موقع آخر للمايا في كوبان في هندوراس، زاعما أن التشابه بين الإثنين تدعم فكرة كونها ملاحظات تاريخية.
وأردف ألدانا " أصفه بأنه اكتشاف الاكتشافات، لأنه ليس مجرد اكتشاف لكنه كشف عن الغمامات التي لدينا والتي شيدناها ووضعناها في مكانها ومنعتنا من رؤية أن ذلك هو اكتشافهم العلمي الذي أجراه شعب المايا في مدينة المايا، وإذا قلت أننا سنتلاعب بالأرقام حتى تعطينا مسار أكثر دقة فلن يمكنك حصر كل شيء، في أي وقت تاريخي، ومن ناحية أخرى إذا قلت أن هذا يعتمد على سجل تاريخي سيدحض ذلك عدة احتمالات، وإذا قلت أنهم يصححون ذلك لغرض مهين سيكون لديك نافذة صغيرة للغاية بشأن توقيت حدوث هذا الاكتشاف".
أرسل تعليقك