الشعر اختارني وأرى فيه ملاذي الأخير
آخر تحديث GMT19:02:29
 العرب اليوم -

كريمة دلياس لـ"العرب اليوم":

الشعر اختارني وأرى فيه ملاذي الأخير

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - الشعر اختارني وأرى فيه ملاذي الأخير

الشاعرة كريمة دلياس
مراكش ـ ثورية ايشرم

كشفت الشاعرة كريمة دلياس عن سر عشقها للشعر وارتباطها به موضحة "أنا متعددة المواهب والاهتمامات، فقد بدأت المجال الفني الإبداعي أولاً بالانفتاح على الرسم، ثم جذبني الشعر فاعتبرته الأداة الإبداعيّة الناجعة والمتميزة للتعبير، كما اهتممت بالقصة القصيرة في المرحلة المواليّة، لأشرع جديًا في ممارسة فعل الكتابة الشعرية في مرحلة التعليم الثانوي، فقد اختارني الشعر واجتاحني، وأرى فيه ذاتي وملاذي الأخير، فبالشعر نطهر أرواحنا ونعبر عن الجمال الحسي، ونرقي كل ما يحيط بنا، أجد فيه المتنفس لتجديد الوعي بالإنسان وقيمه وأحلامه وآماله، كما أعبر عن الاهتمام بالورشات الإبداعيّة في المؤسسات التعليمية لتشجيع ناشئة الإبداع على العطاء ومن أجل تأطيرهم، وهو النشاط الذي أجد فيه استثمارًا في تعليمهم وتربيتهم على استشعار الجمال".
وأوضحت الشاعرة كريمة لـ"العرب اليوم" أنّ "الشعر والقصة لغة ساحرة تدق أجراس قلبي وإحساسي وتلبسني قبعة الرقة واعتبرهما شيئان متكاملان ومنسجمان، فالكتابة بالنسبة لي هي القالب الذي نصوغه في أشكال متعددة ويتكون في الشكل الذي نريده ، لكن مع ذلك يظل الأصل هو الشعر، أما القصة والتعابير الأدبية والأجناس الإبداعية وكل الكتابات الأخرى، فهي تستمد لغتها العميقة من الشعر نفسه، واللغة التي تسكنني تبقى ساحرة في موسيقاها، وتأبى الرحيل حيث تأثرت بأساتذتي وبتعلقهم الكبير باللغة العربية وبالشعر، ورغم أنني كنت علمية في دراستي، إلا أنّ هذا لم يمنعني من النهل من الأدب والاستمتاع به والانخراط فيه بعمق، كما كان أبي يشكل منبع هذا الاهتمام".
مشيرة إلى أن "اللغة تجرني وتغريني بالخوض في ثناياها، وقد كانت قصيدة رثاء للمعري، الشرارة الأولى في عالم الشعر وكنت متأثرة أتفاعل مع الشخوص والأحداث، كما كان لطبيعتي الحسيّة دور في عشق الكتابة الذي لا يقاوم".
كما أكدت أنّ "الشعر هو وسيلة هادفة للتعبير عن القضايا الجوهرية للمجتمع، كالحرية التي لطالما تساءلت في قصائدي الشعرية عن قيمة وجودها رغم سلطة الاستبداد وقمع الحريات، وفي ظل الاستغلال الذي يعيشه الإنسان والتهميش والتقتيل وكل الجرائم المقتية التي ترتكب في حقه يوميًا".
وتقول دلياس إن "الكتاب والمبدعين عمومًا في المغرب، يظلون بحاجة ماسة إلى الدعم المادي والمعنوي، وإلى تشجيع يضمن سيرورة العملية الإبداعية، فتحمل الكاتب نفقة طبع كتابه ليست ظاهرة صحيّة، إذ يبذل جهدًا كبيرًا في الكتابة وبلورة أفكاره ومعاقرة البياض ويعاني آلام المخاض العسيرة لإخراج مولوده إلى الوجود، فكيف نحمله أكثر؟".
مشيرة إلى أنّ "العملية الإبداعيّة تعتبر في ظل غياب الدعم مجازفة صعبة جدًا، لا تخلو من التضحية قبل الكتابة، وبعدها وعند طبع العمل وعند نشره، فهي حلقة مثيرة لدى المبدعين الذين يضحون في سبيل العمل الإبداعي ووصوله إلى القارئ في ظل غياب انخراط فعلي وجاد لدعم الكتاب والكاتب، وكذا تشجيع المقروئية أكثر على غرار المنهجية المعتمدة في الدول الأجنبية، التي تشجع المبدعين وتخصص لهم منحا سنوية لتشجيعهم على الكتابة والتفرغ لها، ما يجعلهم يستعدون أكثر للكتابة وما يجعل نفسيتهم منشرحة أكثر للإبداع ويسخرون كل وقتهم لتحقيق غاياتهم، بحيث يكون همهم وشغلهم الشاغل هو الإبداع فقط".
مؤكدة أنّ "مرحلة ما بعد الكتابة تكون من اختصاص دور النشر، التي تخرج الكتاب إلى الوجود، كما تعتمد لجنة خاصة لتقييم المنتوج الأدبي قبل الطبع والنشر، وذلك بعد قراءته وهي سيرورة منسجمة وإستراتيجيّة ناجحة تقوم بها الدول الأوروبيّة من أجل التقدم وإنجاح عالم الإبداع".

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الشعر اختارني وأرى فيه ملاذي الأخير الشعر اختارني وأرى فيه ملاذي الأخير



GMT 02:58 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

رحيل هاشم صديق شاعر الثورة وصوت الإبداع السوداني

GMT 08:15 2024 الأربعاء ,09 تشرين الأول / أكتوبر

شاعرات يتحدثن عن آخر أعمالهن في ضيافة دار الشعر بتطوان

GMT 01:31 2024 الإثنين ,07 تشرين الأول / أكتوبر

غارة إسرائيلية قرب موقع بعلبك الأثري يعود لآلاف السنين

إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 13:00 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

مستوطنون يحتلون مسجداً ويبثون منه أغنيات عبرية
 العرب اليوم - مستوطنون يحتلون مسجداً ويبثون منه أغنيات عبرية

GMT 05:58 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

من الرياض... التزامات السلام المشروط

GMT 12:31 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

3 خطوات سهلة لتخفيف التوتر وزيادة السعادة في 10 دقائق فقط

GMT 12:50 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

موسكو تدعو "حماس" إلى الإفراج "الفوري" عن مواطنين روسيين

GMT 12:48 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

انفجار قوي يهز العاصمة السورية دمشق ويجري التحقق من طبيعته

GMT 13:31 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب تطرح ميزة “مسودات الرسائل” الجديدة

GMT 13:26 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

ميتا تعتزم إضافة الإعلانات إلى ثردز في 2025

GMT 20:44 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

فريق ترمب يُعدّ قائمة بمسؤولين في البنتاغون لفصلهم
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab