أعتبر الزجل لغة للحب والسلام والطمأنينة
آخر تحديث GMT15:04:23
 العرب اليوم -

الأديبة ثورية قاضي لـ"العرب اليوم":

أعتبر الزجل لغة للحب والسلام والطمأنينة

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - أعتبر الزجل لغة للحب والسلام والطمأنينة

الأديبة المغربية ثورية قاضي

الدار البيضاء ـ يسرى مصطفى   ولجت عالم الكتابة في سن مبكرة، لكن كانت لديها هواية الكتابة باللغة الفرنسية، فكتبت عدة نصوص وقصائد سترى النور قريبًا في ديوان، تأثرت بالأدب الصوفي لما يحمله من طاقات روحية ورمزية، وتمتلك طاقة روحية ورمزية غزيرة، تربت في حضن الشعر والنظم، فاختارت اللغة العامية وعاءً للتعبير عنه، كما أنها تطلع على الأعمال الإبداعية بمختلف مشاربها، القصة والرواية والشعر، وتجتمع مع المبدعين في إطار لقاءات مشتركة، وتؤكد ثورية في حديث إلى "العرب اليوم"أن هناك زخمًا وتراكمًا مهمًا في الأعمال الإبداعية المغربية، فكتبت وأبهرت قراءها بتعابيرها ولغتها الانسيابية الدقيقة والإيمان بالأمل في غد يطل بإشرافات جديدة، وهي فنانة متعددة المواهب ترسم على الزجاج، وطبيبة وناشطة في عدة جمعيات.
هذا وقد تأثرت ثورية قاضي بالأدب الصوفي لما يحمله من طاقات روحية ورمزية، فهي تعتبر الشعر العامي شعرًا يجاري الحداثة رؤى وتطويرًا، ويصل بعمق للقارئ انطلاقًا من مجموعة منطلقات أهمها أن شعراء العامية الحديثة، أو الزجالين لهم شهادات علمية وثقافة متنوعة تؤهلهم لأن يرتقوا باللغة العامية إلى مصاف الشعر الحديث، سواء ما اكتسبوه من الفصحى أو من لغات أخرى يجيدونها، وتقول في ذلك "أتابع وأقرأ الشعر العربي والمغربي الفصيح نظرًا لعشقي الكبير للشعر، لكنني انخرط في الإبداع من زاوية خاصة عشقتها هي الزجل، وهو انخراط نابع من إيماني بهذا النمط وبإعجابي بهذه التجربة على اختلاف شعرائها، وكقارئة متابعة للشعر العامي يمكنني القول إنه بدوره يحمل صورًا غنية وانزياحات تجعل منه شعرًا حديثًا يتطور باستمرار ويتجدد كما تتجدد اللغة".
وقد ولجت ثورية قاضي الكتابة في سن مبكرة، لكن كانت لديها هواية الكتابة باللغة الفرنسية، فكتبت عدة نصوص وقصائد سترى النور قريبا في ديوان، إلى جانب ديوانين زجليين يوجدان بدورهما قيد الطبع حاليا.
 تكتب ثورية قاضي قصيدتها على نغمات الحضرة وفن السماع، وانخرطت بعمق في عالمها بعدما راوغت الدخول المعلن إليه منذ سنوات، وسكنها الانزياح اللاإرادي، الذي فرض عليها نفسه بإلحاح شديد، ليصبح الزجل من بين أهم انشغالاتها وخير معبر عن مشاهد حياتها اليومية.
وهذا ما أكدت عليه في ديوانها الزجلي "لحروف لحالماني" والذي تمتد قصائده على نحو ثمانين صفحة، ويعكس في العمق فورانًا فنيًا لما في الأعماق من ضجيج نفسي جسدي، إلى جانب التماهي في الحبيب الذي نصت عليه أدلة وصور كثيرة من قصائدها، التي تتميز بغزارتها الصوفية وتوحد المعشوق، وقالت ثورية "الزجل بالنسبة لي ظل دائما لغة للحب والسلام والطمأنينة، والرجل في قصائدي هو مصدر للعشق والإلهام، خلافًا للمتعارف في الشعر العربي الذي يشير إلى أن المرأة ظلت دائما مصدرًا أساسيًا له فهي الملهمة والمعشوقة، الرجل في قصائدي يحتل هذه القيمة القصوى بدلا من المرأة، وإن كان للحب كتيمة في قصائدي مناح ومواضيع أخرى مستمدة من حب موجه للوطن وللأم وللأطفال وللأسرة ككل".
و تطلع ثورية قاضي على الأعمال الإبداعية بمختلف مشاربها، القصة والرواية والشعر، وتجتمع مع المبدعين في إطار لقاءات مشتركة، وتؤكد أن هناك زخمًا وتراكما مهمًا في الأعمال الإبداعية المغربية، التي حققت في نظرها طفرة نوعية وكمية وما تزال في حاجة ماسة إلى الدعم ورد الاعتبار والاهتمام الكبير بهاو تضيف "فعلاقة الزجل مع الأجناس الأدبية الأخرى لا تطبعها المنافسة، بل التكامل والخصوصية، لكل منها لغته وتوجهاته، فخيوط الإبداع بهذا ليست متشابكة، بل يطبعها التجاور، ولا أتصور أنها في تنافس أو صراع، إنها ترصد ما يجري في الواقع بطرق يحكمها الاختلاف، لكنها تنشد الهدف نفسه، وهو خدمة القراء والتعبير عن ميولاتهم وعن أحلامهم وصراعاتهم المحتملة مع الواقع، فالزجل يحقق التواصل مع القراء، ويمضي بانسيابه الكبير وينفذ إلى الأعماق، باعتباره مرآة للحياة اليومية".
و تشير إلى أن الكاتب والمثقف عمومًا له دور كبير في محيطه، في كل المجالات، فهو يحفز على قراءة النصوص، من خلال ورشات ومقاه أدبية وثقافية في كل الأحياء، ويدعم إنتاج المعرفة لدى الناشئة الأدبية، وهي رسالة أساسية يجب أن يضطلع بها كل مثقف في إطار المساهمة في تغيير الواقع.
وتابعت "وهو الأمر الضروري الذي أقوم به وأعززه انطلاقًا من أسرتي وأطفالي، الذين أحبب إليهم القراءة وأشجع ميولاتهم لولوج هذا العالم المضيء، الذي يطبع حياتهم ويدعم مستقبلهم الدراسي والعلمي، أعتقد أن الوزارة الوصية مدعوة بإلحاح الآن في ظل تردي الوضع الثقافي و ندرة القراء إلى القيام بإستراتيجية ثقافية هادفة تتوخى التغيير وخلخلة التعثرات، التي نعيشها في وضعنا الثقافي، إلى جانب أهمية بلورة الاهتمام بالمرأة المبدعة في الإعلام السمعي البصري، مع تغيير الصور النمطية للمرأة في مجتمعنا والمساهمة الفعالة في تغيير أوضاعنا الثقافية والإبداعية نحو الأفضل، فالثقافة رهان، أي تنمية حقيقية وجادة يمكن الحديث عنها في مجتمع أراد أن ينحو منحى الحداثة في كل خطواته".

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أعتبر الزجل لغة للحب والسلام والطمأنينة أعتبر الزجل لغة للحب والسلام والطمأنينة



GMT 02:33 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونسكو تعزز مستوى حماية 34 موقعًا تراثيًا في لبنان

GMT 02:58 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

رحيل هاشم صديق شاعر الثورة وصوت الإبداع السوداني

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 06:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024
 العرب اليوم - المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 06:36 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

الوجهات السياحية المفضلة للشباب خلال عام 2024
 العرب اليوم - الوجهات السياحية المفضلة للشباب خلال عام 2024

GMT 06:33 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات
 العرب اليوم - ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 09:11 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

إرهابى مُعادٍ للإسلام

GMT 21:53 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

زينة وباسم سمرة معاً في الدراما والسينما في 2025

GMT 17:11 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

عبدالله بن زايد يبحث آخر التطورات مع وزير خارجية سوريا

GMT 09:50 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

أزمات قانونية تنتظر عمرو دياب في العام الجديد

GMT 09:42 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

كيف نتعامل مع سوريا الجديدة؟

GMT 21:50 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

دنيا سمير غانم تشارك في موسم الرياض بـ مكسرة الدنيا

GMT 00:35 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

لبنان يتعهد بالتعاون مع "الإنتربول" للقبض على مسؤول سوري
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab