أنقرة - جلال فواز
عثر الخبراء على رأس "ميدوسا" بين أنقاض مدينة رومانية جنوب تركيا، ويجسد الرأس المنحوت للوحش الأسطوري شكل حية ذات شعر مع عيون تحدق في الناس وتستطيع تحويلهم إلى حجارة، ويذكر أن رأس ميدوسا كانت تستخدم في ذلك الوقت لطرد الأرواح الشريرة، ولم يتضح بعد كيف نجت رأس ميدوسا من الحملة المسيحية المبكرة التي دمرت العديد من نماذج الفن الوثنية.
ووجدت رأس ميدوسا ذات العيون الواسعة والفم المفتوح في مدينة "Antiochia ad Cragum"، وهي مدينة رومانية تأسست في القرن الأول، وكانت تضم محلات وحمامات وأسواق تجارية ومسرح وأشكال معقدة من الفسيفساء، وباستخدام تقنيات التصوير ثلاثي الأبعاد للرأس والشظايا التي وجدت بالقرب، وجد خبراء من جامعة "نبراسكا" أن الرأس كانت جزءا في أعلى واجهة مبنى معبد صغير، ويعتقد أن الرأس المخيف استخدمت للحماية من الأرواح الشريرة ولكن حطمها المسيحيون مع التماثيل الوثنية الأخرى.
وذكر المؤرخ الفني في جامعة "نبراسكا" ومدير الحفريات لموقع "Live Science" مايكل هوف، "كان الناس الذين يعيشون في مدينة أنتيوك من المسيحيين المتحمسين، دمروا الفن بنفس الطريقة التي يدمر بها داعش بقايا الماضي القديم، وكان يفترض تدمير هذه الأشياء ووضعها في فرن الجير ليتم حرقها وتحويلها إلى الهاون"، وبصرف النظر عن البقايا الأثرية لا يُعرف إلا القليل عن مدينة "أنتيوك" من المصادر القديمة، وتقع المستوطنة السابقة على مشارف بلدة غازيباسا.
ويعتقد الدكتور هوف أن المدينة كانت تقوم بوظيفة تجارية مهمة خلال العصر الروماني وتنتج النبيذ والزجاج، مضيفا أنه "هذا النشاط الاقتصادي خلق إنتاجا ثقافيا على درجة عالية من الجودة".
واكتشف فريق الدكتور هوف عام 2012، فسيفساء هندسية معقدة تغطي مساحة 1600 قدم مربع ورأس منحوتة من الرخام تجسد " أفروديت" في العام التالي، ومع ذلك فقد دُمرت الغالبية العظمى من الأعمال الفنية الرومانية التي زيّنت المدينة بعد أن أصبحت المسيحية الديانة الرسمية للإمبراطورية الرومانية في القرن الرابع.
وشاهد الدكتور هوف عشرات القطع النحتية المكسورة وبعض الأفران المستخدمة في حرق الأعمال الفنية، ويأمل فريقه في العودة إلى الموقع العام المقبل لفحص منزل مجلس المدينة الذي يسمى بالمسرح، بالإضافة إلى صفوف المحلات التجارية في الشارع الرئيسي.
أرسل تعليقك