الأسبارتام يثير خلافًا كبيرًا بين العلماء حول الفوائد والأضرار
آخر تحديث GMT09:51:01
 العرب اليوم -

صناعي أحلى من السكر 200 مرة ويستخدم في 6000 منتج

"الأسبارتام" يثير خلافًا كبيرًا بين العلماء حول الفوائد والأضرار

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - "الأسبارتام" يثير خلافًا كبيرًا بين العلماء حول الفوائد والأضرار

الأسبارتام
واشنطن ـ رولا عيسى

أثار محلى "الإسبارتام" الصناعي غير السكري جدلًا واسعًا بين مؤيدين يرون أنه آمن بشكل كامل ومعارضين يعتقدون بأنه قد يؤدي إلى الإصابة بالسرطان.

وقدّمت الكثير من الدراسات معلومات تفصيلية بشأن سلامة المنتج، تثبت بالأدلة القاطعة أيًا من الفريقين مخطئ وأيهما على صواب.

ويدخل "الإسبارتام" الذي يعد أحلى 200 مرة من السكر، في مكونات أكثر من 6000 منتج حول العالم ويستهلكه ملايين من الناس على مر 30 عامًا الماضية، سواء في المشروبات الغازية، أو الزبادي منخفض السعرات الحرارية أو العلكة أو الأدوية.

ويرى العلماء المؤيدون أنَّه يعتبر أسلم المحليات الصناعية، نظرًا إلى أنه خضع لكثير من الاختبارات العلمية الدقيقة، إلا أنَّ العلماء الأميركيين المعارضين، يزعمون بأن هناك أدلة دامغة تربط بين "الأسبارتام" ومجموعة واسعة من الأمراض بما في ذلك الصداع، وعدم وضوح الرؤية، والاكتئاب، والعيوب الخلقية وأورام الدماغ وحتى السرطان.

الأسبارتام يثير خلافًا كبيرًا بين العلماء حول الفوائد والأضرار

وأثار "الإسبارتام" عاصفة من الجدل الشهر الماضي، عندما أعلنت شركة "بيبسي" أنها أحجمت عن استخدامه في مشروبات الحمية في الولايات المتحدة الأميركية، وتؤكد الشركة الأم "بيبسي كولا"، أنها لم تسحبه لأسباب صحية، وستظل تستخدمه في المشروبات في بريطانيا وباقي أوروبا.

وتزعم الشركة بأنَّ القرار جاء لأسباب تجارية، استجابة لمخاوف المستهلكين حول "الإسبارتام" مما أدى إلى تراجع المبيعات السنوية بنسبة 5 % في أميركا، وأضافت الشركة أنها ستستبدل "الأسبارتام" بمحلى آخر يسمى "السكرلوز".

وصرَّح نائب رئيس شركة "بيبسي" سيث كوفمان، بأنَّ "الأسبارتام يعتبر السبب الرئيسي في تراجع استهلاك الصودا الدايت".

وتعتبر هذه الخطوة هي الأحدث في تطور التاريخ الاستثنائي للمنتج الذي يعود إلى ما يقرب من 40عامًا، عندما اكتشف الباحثون الأسبارتام في مختبر شركة أدوية.

وكان المنتج الذي تم اعتماده في الولايات المتحدة عام 1974، غارقا في الجدل منذ البداية، ولكن تم سحبه من الأسواق بعد عام واحد، بعد أن اكتشف العلماء مجموعة من العيوب بشأن تجارب سلامته، بما في ذلك البحوث والتجارب الضعيفة.

واستغرق الأمر ستة أعوام من التحقيقات والنزاعات القانونية قبل الموافقة العلمية عليه عام 1981، ومنذ ذلك الحين لاحقته الكثير من المزاعم بأنه يتسبب في الكثير من المشاكل الصحية.

واستقبلت المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها، عام 1984، بعض التقارير غير المؤكدة من جانب المستهلكين الذين يشكون من الصداع وتغيرات في المزاج بسبب الأسبارتام وطالبوا بالتحقيق في الأمر.

وأعطت المختبرات العلمية "الأسبارتام" شهادة السلامة الصحية؛ ولكن استمرت القصص المرعبة حول سلامته.

وفي التسعينيات من القرن الماضي، زعمت بعض المواقع الإلكترونية أنَّ "الأسبارتام" هو السبب في الإصابة بمرض التصلب المتعدد ومرض الذئبة، والعمى والتشنج والآلام الفجائية والصداع والاكتئاب والقلق وفقدان الذاكرة والعيوب الخلقية.

وتوجه بعض حملات لمكافحة الإسبارتام اتهاماتها بشكل عشوائي دون الاستعانة بأي دليل، بينما يسعى البعض الآخر إلى الاستناد إلى الدراسات العلمية التي تشير إلى المشاكل الصحية التي قد يتسبب فيها المنتج، وتدعو لاستجواب الخبراء الحكوميين المستقلين الذين أعطوا للمنتج شهادة السلامة الصحية.

وأفزع قرار شركة "بيبسي" الكثير من العلماء وخبراء التغذية، الذين يقولون إنَّ هناك أدلة دامغة على أن الأسبارتام آمن أكثر من السكر، الذي قد يؤدي إلى البدانة، ويزيد فرص الإصابة بأمراض القلب، والسكري والسرطان.

ولمعرفة الحقيقة فيما يلي بعض المعلومات والبيانات التفصيلية عن المنتج، والتي قد تقدم بالدليل القاطع سلامته أو العكس.

ما هو الأسبارتام؟

الأسبارتام هو مادة كيميائية اصطناعية أحلى 200 مرة من السكر الطبيعي، ويحتوي على عدد قليل جدا من السعرات الحرارية، ويعرف أيضا باسم E951، أو أسماء تجارية أخرى مثل نوتراسويت وكاندريل.

وهو مصنوع من مادتين كيميائيتين طبيعيتين، حمض الأسبارتيك والفينيل ألانين، وهي مجموعة من الأحماض الأمينية، التي تشكل اللبنات لبناء البروتينات، وتوجد بشكل طبيعي في الغذاء بما في ذلك اللحوم ومنتجات الألبان والحبوب.

من اخترع "الأسبارتام" وطريقة عمله؟

اكتشفه على سبيل الصدفة الخبير الكيميائي من شركة الأدوية الأميركية "GD Searle"، جيمس شلاتر، عام 1965، عندما كان يعمل في مختبره على دواء جديد لقرحة المعدة بعد مزج اثنين من الأحماض الأمينية، وسقط السائل على يده، وبينما كان يلعق إصبعه، اكتشف أنَّ طعمه حلو.

أين يتم استخدامه؟

يستخدم  في معظم مشروبات الحمية، بما في ذلك العلامات التجارية الكبيرة مثل "Diet Coke"، " Irn Bru Sugar free"، " "Lilt Zero،  "Sprite Zero"، "" Dr Pepper Zero، " "Lucozade Sport،  "Fanta Orange" ،  Ribena Light""، كما يتم استخدامه في الكثير من العصائر الخالية من السكر، مثل عصائر برتقال "روبنسونز" الغير مضاف إليها سكر.

كما يستخدم الأسبارتام في المنتجات الغذائية، بما في ذلك الحلوى برائحة النعناع، العلكة الخالية من السكر، والزبادي منخفض السعرات الحرارية، والجيلي الخالي من السكر والحلوى فضلا عن الملينات والأدوية .

كيف يتم هضمه؟

يتحلل "الأسبارتام" بشكل طبيعي في المعدة، إلى مكونين رئيسين وهما حمض الأسبارتيك والفينيل ألانين.

وأوضحت أخصائية التغذية في مستشفى سانت جورج في لندن، كاثرين كولينز: "يحدث كل ذلك بشكل طبيعي في الغذاء"، مؤكدة على أن هذه المنتجات الثانوية غير مؤذية.

وأضافت كولينز: "لا يستطيع الجسم أن يفرق إذا كانت هذه الأحماض تأتي من محلى صناعي أو قطعة من لحم الخنزير أو الدجاج أو الحمص؛ وذلك لأن المشروبات تحتوي على كميات صغيرة جدًا من السبارتام، والتي تصل إلى 0.2 غرام في كل زجاجة".

 وأشارت إلى أنَّ هناك آثارًا ضئيلة لهذه المنتجات على الجسم، لافتة إلى أن كوبًا من الحليب يحتوي ستة أضعاف من حمض الفينيل ألانين و13 ضعفًا من حمض الأسبارتيك أكثر من زجاجة الكولا الدايت.

ويتم إطلاق الميثانول عند هضم الأسبارتام، وهو نوع من الكحول موجود في الخمرة غير القانونية، وذلك لأن الميثانول سام في الجرعات العالية فقط.

وتابعت كولينز: "إنَّ كمية الميثانول المنتجة من قبل المشروبات الخالية من السكر صغيرة جدًا، ويتم تدميرها على الفور في الجهاز الهضمي، ويشار إلى أنه يتم إنتاج الميثانول أيضا في القناة الهضمية من الأطعمة الطبيعية، فعلى سبيل المثال يحتوي الموز على كمية كبيرة من الميثانول أكثر بكثير من الكولا الدايت".

هل تم إثبات أي خطر صحي للـ "أسبارتام" ؟

يشير الغالبية العظمى من العلماء وخبراء الأغذية، إلى أنَّ "الأسبارتام" آمن، مضيفين أنَّ مشروبات الحمية تشكل خطرًا لحالة وراثية معينة تدعى " PKU"، أو بيلة الفينيل كيتون، وهي عدم القدرة على تحليل وكسر حمض الفينيل ألانين، مما قد يتسبب في تلف أعصاب الدماغ إذا لم يعالج.

الأسبارتام يثير خلافًا كبيرًا بين العلماء حول الفوائد والأضرار

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الأسبارتام يثير خلافًا كبيرًا بين العلماء حول الفوائد والأضرار الأسبارتام يثير خلافًا كبيرًا بين العلماء حول الفوائد والأضرار



GMT 07:03 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 03:23 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

تناول المكسرات يوميًا يخفض خطر الإصابة بالخرف

GMT 14:56 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

أداة ذكية لفحص ضغط الدم والسكري دون تلامس

GMT 11:35 2024 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

مكون غذائي يساهم في تسريع تعافي العضلات بعد ممارسة الرياضة

GMT 12:42 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

أحماض تساعد على الوقاية من 19 نوعاً من السرطان

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 20:33 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة
 العرب اليوم - فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة

GMT 20:14 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد
 العرب اليوم - أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد

GMT 03:23 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

تناول المكسرات يوميًا يخفض خطر الإصابة بالخرف

GMT 03:50 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

قمة الرياض.. لغة قوية تنتظر التنفيذ

GMT 14:56 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

أداة ذكية لفحص ضغط الدم والسكري دون تلامس

GMT 03:43 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

ليلة ليلاء؟!

GMT 22:52 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

سامباولي مدرباً لنادي رين الفرنسي حتى 2026

GMT 02:02 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يعلن أن إيلون ماسك سيتولى وزارة “الكفاءة الحكومية”

GMT 04:32 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

مدربة كندا تفصل نهائيًا بسبب "فضيحة التجسس"

GMT 12:45 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

وفاة أنجولو لاعب منتخب الإكوادور في حادث سير

GMT 05:40 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

بايرن ميونيخ يتعرض لغرامة مالية بسبب الالعاب النارية

GMT 06:07 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

ماكرون يعتزم حضور مباراة كرة القدم بين فرنسا وإسرائيل

GMT 20:35 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

العاهل البحريني يجتمع مع الملك تشارلز الثالث في قصر وندسور

GMT 22:44 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

غرامة مالية على بايرن ميونخ بسبب أحداث كأس ألمانيا

GMT 05:02 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

غارات إسرائيلية تقتل 46 شخصا في غزة و33 في لبنان

GMT 20:55 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

إلهام علي تكشف عن ملامح خطتها الفنية في 2025

GMT 17:27 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

غارة على أطراف بلدة العدّوسية جنوبي لبنان

GMT 06:59 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

هيفاء وهبي حاضرة في منافسات سينما ودراما 2025
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab