الإصابة بـسرطان البروستاتا يمكن معالجتها بالأدوية
آخر تحديث GMT12:45:37
 العرب اليوم -

ثلاثون رجلًا يموتون يوميًا في بريطانيا بسببه

الإصابة بـ"سرطان البروستاتا" يمكن معالجتها بالأدوية

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - الإصابة بـ"سرطان البروستاتا" يمكن معالجتها بالأدوية

علاج جديد لـ"سرطان البروستاتا"
لندن ـ كاتيا حداد

ذكرت إحصائية بريطانية محزنة، أن ثلاثين رجلا يموتون يوميًا في المملكة المتحدة بسبب "سرطان البروستاتا"، كما أن التحدث مع الخبراء في هذا المجال لا يجلب شيئًا سوى التشاؤم. لكن في الواقع، هناك شعور بأن العلم على وشك تحويل هذا المرض القاتل إلى مرض مزمن يمكن السيطرة عليه بالأدوية، مثل الربو أو السكري. وحسبما ذكرت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، فإن معدلات البقاء على قيد الحياة أصبحت أفضل من أي وقت مضى، حيث أن عدد الوفيات مستمر في الانخفاض وبعد عشر سنوات من التشخيص سيكون هناك 84% من الرجال لا يزالون على قيد الحياة.

وبداية من الفحص الأكثر دقة وتقنيات التشخيص التي تتطلب جراحة أقل وصولًا إلى الجراحة الروبوتية والأدوية المستهدفة، والتقدم الكبير في العلاجات أصبح الرجال أكثر عرضة للشفاء، وأقل احتمالا أن يبقوا ضعافًا جنسيًا عاجزين عن التحكم في التبول – فهذه هي المخاوف الكبيرة التي تراود معظم الرجال.

وقال الدكتور إيان فريم، مدير الأبحاث في مؤسسة "سرطان البروستاتا الخيرية" في المملكة المتحدة: "قريبا قد يكون هذا المرض وضعًا يعيشه الرجال بشكل روتيني، لا يؤثر كثيرا على حياتهم اليومية". ومع تقدم الابحاث والعلاج الحديث يُعطى الأمل لكل رجل يعاني من سرطان البروستاتا، وتشير الصحيفة البريطانية إلى آراء أبرز خبراء بريطانيا الذين تعاملوا مع عشرات الآلاف من الرجال حول التطورات الجديدة التي يجب أن يدركها كل مريض والعلاج الذي يحدث فرقا.

وقال كريستوفر أوغدن، وهو جراح في مستشفى "رويال مارسدن" في لندن، رائدا في استخدام الجراحة الروبوتية لسرطان البروستاتا، حيث عالج أكثر من 2500 رجل بتقنية أحدثت ثورة في علاج المرض: "أن الجراحة قد لا تكون أول شيء نقدمه لمرضى سرطان البروستاتا، لكن كثيرا ما نحتاج في وقت ما إلى إزالة الغدة، وتسمى العملية استئصال البروستاتا الجذرية، ويقدم علاجا لـ95 في المائة من الحالات.. قبل عقود، كان الخيار الوحيد هو الجراحة المفتوحة لازالة البروستاتا من خلال شق طويل تحت السرة، ثم تطورت إلى جراحة بحجم ثقب المفتاح، حيث يتم إدخال الآلات وكاميرا صغيرة ودقيقة في البطن".

واشار  أوغدن: "قبل حوالي 13 عاما، كنت أول جراح بريطاني يستخدام الروبوت (دافنشي)، وهو نسخة من التكنولوجيا الفائقة للجراحة بحجم ثقب المفتاح، حيث يتم الفتح من قبل آلة روبوتية يتم التحكم فيها من قبل الجراح من وحدة التحكم الموجودة بجانب طاولة العمليات.. في ذلك الوقت كان ينظر إليه على أنه شيء غريب، لكنه الآن اصبح المعيار الذهبي للجراحة في البلاد، مع ما يقرب من 100 روبوت ومئات الجراحين المدربين على استخدامه".

ويتميز التحكم بالروبوت بإلغاء خطر الخطأ الجراحي من هزات اليد، ويتم تكبير شاشة الفيديو في وحدة التحكم بشكل كبير، مما يعني أنه أفضل في تجنب الأضرار التي قد تلحق بالأعصاب القريبة، وهذا يعني تقليل خطر المضاعفات الناتجة التي يخشى منها معظم الرجال، كضعف الانتصاب. وأضاف الدكتور أوغدن ان الروبوت ينفذ ما لا يقل عن مرتين، وكذلك يعد الأفضل في الحصول على جميع الخلايا السرطانية دفعة واحدة، وهو ما يعني الحد من الحاجة إلى تكرار الجراحة، وزيادة خطر الضعف الجنسي وسلس البول.

من جانبه، قال البروفسور روجر كيربي، استشاري المسالك البولية ومدير مركز البروستاتا في لندن، وباحث في هذا المجال حيث نشر أكثر من 300 ورقة علمية عن أورام البروستاتا: "اليوم، ثلثا الرجال الذين يعانون من سرطان البروستاتا لن يحتاجوا إلى إجراء عملية جراحية، ويمكن بدلا من ذلك الخضوع للمراقبة النشطة - حيث يتم إجراء عمليات فحص منتظمة لمعرفة مدى تقدم الورم، وما إذا كان السرطان لا يزال صغيرا وبطيء النمو، لمعرفة مدى احتياجه للتدخل الجراحي"

واضاف: "في العام الماضي كشفت دراسة أجريت على 1600 مريضا بسرطان البروستاتا لمدة عشر سنوات، انه لا فرق في معدلات البقاء على قيد الحياة بين الرجال الذين يتبعون مراقبة نشطة أو جراحة أو العلاج الإشعاعي، ولكن إذا كانوا بحاجة إلى العلاج، فهناك العديد من الخيارات قبل الجراحة، حيث تعد أورام البروستاتا من الاورام الحساسة جدا لهرمون التستوستيرون، لذلك يعطي الرجال مخدر قوي لاعاقة الهرمون الذي يبطئ نمو السرطان"

واشار كيري ان الموجات فوق الصوتية عالية الكثافة تكون مركزة، حيث يتم استهداف انفجار الموجات فوق الصوتية المستهدفة في الجزء السرطاني من البروستاتا والذي يدمر الورم عن طريق تسخينه ويترك الأماكن القريبة سليمة، وهناك حاجة إلى مزيد من البحوث قبل التوسع في استخدامها". واوضح: ان "العلاج الإشعاعي والعلاج الكيميائي يبقى أيضا خيارا من خيارات العلاج المهمة - ولكن الجراحة الروبوتية قد تعني أقل من ذلك في المستقبل."

وبالحديث مع نيكولاس جيمس، وهو أستاذ علم الأورام في معهد السرطان والعلوم الجينية في جامعة "برمنغهام" البريطانية، وكبير محققي التجربة الضخمة التي تمولها المملكة المتحدة لبحوث السرطان في علاج سرطان البروستاتا العدواني، قال:"نسمع الكثير عن سرطان البروستاتا  في الأخبار  وآخر التطورات في العلاج، والاختبارات،  ومع ذلك، يجب الموافقة على العلاج لاستخدامه من قبل مركز الخدمة الصحية الوطنية، وغالبا ما تكون الطريقة الوحيدة للوصول إليه هو عن طريق تجربة حقيقية". وينصح الدكتور جيمس الرجال، بالحصول على واحد من هذه التجارب اذا كان ذلك ممكنا، فهناك العديد منها في مركز الصحة الوطني البريطاني "NHS". ويشير إلى انه في اي تجربة يتم العلاج بمعايير دقيقة لضمان جودة البيانات، وهذا يعني أنه حتى المرضى الذين لا يتلقون الدواء "الجديد" أو ما هو في التجربة لا يزالوا على مستوى عالي من الجودة.

واوضح الدكتور جيمس: "إذا قيل لك ان هناك تجربة معينة ليست مناسبة لك في هذه اللحظة، او إذا كانت المستشفى ببساطة لا تقوم بتجارب جديدة، يمكنك البحث في مكان آخر عن العلاج، واذا كانت المستشفى تشارك بنشاط في تجارب مستمرة فيعد ذلك شارة للجودة وقد تم اكتشاف واحد من اهم طرق العلاج في تجربة ستامبيد الممولة من المملكة المتحدة لبحوث السرطان.والتي وجدت أن الجمع بين دواء جديد لعلاج الهرمونات بالإضافة إلى العلاج المعياري للذكور الذين تم تشخيصهم حديثا، خفض الوفيات بنسبة 37 في المائة، وهو مايعد نتيجة مذهلة".

واضاف: "هناك الكثير من الأدلة الأرى على أهمية التجارب ففي إحدى التجارب البريطانية القائمة على الرنين المغناطيسي للبروستاتا قد تجنب بعض الرجال صعوبة الاستئصال، كما يتيح لنا المسح أيضا الحفاظ على مراقبة المريض بشكل أكثر أمانا دون الحاجة إلى إدراج إبرة واحدة في البروستاتا، وهذا يعني أن المراقبة تصبح أكثر أمنا، وأكثر الرجال سوف يكونوا قادرين على تجنب العلاج الإشعاعي والجراحة - في بعض الحالات تماما، والبعض الآخر لأطول فترة ممكنة. "

ويصف الدكتور إيان فريم، مدير الأبحاث في مؤسسة بروستات سرطان المملكة المتحدة الخيرية، الخطة العشرية "الطموحة" لخفض معدل الوفيات إلى النصف، وتعزيز البقاء على قيد الحياة من خلال تشخيص أفضل وعلاجات جديدة قائلا: "هدفنا الرئيسي هو تحسين عملية التشخيص، الأمر الذي سيخفض معدلات الوفيات عن طريق الستئصال السرطانات في مرحلة مبكرة. في هذه اللحظة لا يمكننا التمييز بين الأورام العدوانية الخبيثة من تلك التي الحميدة بطيئة النمو التي قد لا تسبب مشكلة، لذلك نحن نمول البحوث التي تبحث في طرق للفصل بينهما"

واضاف: "الاختبارات الجديدة تبحث عن المواد الوراثية والمركبات الأخرى في الدم التي تنتجها الأورام، ويمكن أن توفر لنا معلومات عن السرطان دون أن تضطر فعلا إلى أخذ عينات صلبة". واشار إلى أنه "في العام الماضي، وضعنا خطة مدتها عشر سنوات وهدفها الرئيسي هو خفض عدد الوفيات إلى النصف بحلول عام 2026 إلى النصف، وسوف يساعد التشخيص الأفضل على جعل ذلك حقيقة واقعة. ونحن نعتقد أنها  خطة طموحة وقابلة للتحقيق ".

وقال كيني جونز، 68 عاما، الذي تم علاجه مؤخرا من سرطان البروستاتا: "أنا متحمس للحديث عن هذا المرض لأنني أريد للرجال التخلص منه في وقت مبكر، مما يتيح لهم فرصة أفضل للبقاء على قيد الحياة.. كنت محظوظا بشكل كبير بهذه التجربة، ففي وقت مبكر تم تشخيصي بهذا المرض، ولكن بالنظر إلى الوراء، كان لدي أعراضه لسنوات، كنت اتجاهل حقيقة تباطؤ تدفق البول، "لقد عرضت على اختبار البروستاتا المحدد "PSA"، وهو اختبار الدم الذي يكشف عن مشاكل البروستاتا، في ذلك الوقت لم أسمع أبدا عن جراحة GP، ولكنها أنقذت حياتي. وبعد أكثر من أسبوع تم تشخيص إصابتي بسرطان البروستاتا ومناقشة خيارات العلاج."كان أكبر ما يقلقني هو ما إذا كان السرطان قد انتشر. لحسن الحظ، لم يحدث ذلك - وقدم لي العلاج الإشعاعي".

واضاف: "كانت هناك آثار جانبية - حيث ان النشاط الإشعاعي يسبب التهابا بالبروستاتا والمثانة والمنطقة كلها. لم أتمكن من التبول. كل ذلك هدأ بعد بضعة أشهر، وتم شفائي نهائيا من السرطان.. كل الرجال بحاجة للحديث عن سرطان البروستاتا. انه قاتل - لقد فقدت صديقي ألفين ستاردست فقد تم تشخيصه في وقت متأخر جدا.. لقد حذرت أيضا أبنائي الأربعة فقد كان هناك العديد من الرجال الأصغر سنا مني في المستشفى".

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الإصابة بـسرطان البروستاتا يمكن معالجتها بالأدوية الإصابة بـسرطان البروستاتا يمكن معالجتها بالأدوية



GMT 12:32 2023 الأربعاء ,23 آب / أغسطس

نجاح أول عملية زراعة رحم في بريطانيا

GMT 11:17 2022 الثلاثاء ,28 حزيران / يونيو

مخاوف من انتشار جائحة جديدة اسمها "X"

GMT 07:37 2022 الأحد ,24 إبريل / نيسان

تحذيرات من تفشي عدوى "نوروفيروس"

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:35 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 العرب اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 07:55 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 العرب اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
 العرب اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 09:07 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
 العرب اليوم - "نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 07:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامين سي يعزز نتائج العلاج الكيميائي لسرطان البنكرياس

GMT 06:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

1000 يوم.. ومازالت الغرابة مستمرة

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 15:49 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الاتحاد الأوروبي يؤجل عودة برشلونة إلى ملعب كامب نو

GMT 14:52 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئاسة الفلسطينية تعلّق على "إنشاء منطقة عازلة" في شمال غزة

GMT 06:27 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يصدر تحذيرا لـ3 مناطق في جنوب لبنان

GMT 12:26 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجنائية الدولية تصدر مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغالانت

GMT 13:22 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئيس الإيراني يناشد البابا فرانسيس التدخل لوقف الحرب

GMT 13:29 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

رئيس دولة الإمارات وعاهل الأردن يبحثان العلاقات الثنائية

GMT 14:18 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي

GMT 06:52 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

نتنياهو يعلن عن مكافأة 5 ملايين دولار مقابل عودة كل رهينة

GMT 14:17 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

نادين نجيم تكشف عن سبب غيابها عن الأعمال المصرية

GMT 09:07 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 23:34 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

يسرا تشارك في حفل توقيع كتاب «فن الخيال» لميرفت أبو عوف

GMT 08:54 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

تنسيق الأوشحة الملونة بطرق عصرية جذابة

GMT 09:14 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

موديلات أوشحة متنوعة موضة خريف وشتاء 2024-2025

GMT 06:33 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

صهينة كرة القدم!
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab