واشنطن ـ العرب اليوم
هشاشة العظام واحدة من أكثر المشاكل المرتبطة بالشيخوخة شيوعًا، ولا توجد حتى الآن علاجات متاحة لتعديل مسار المرض، ولكن هناك أدوية لعلاج الألم الناتج عن انهيار الغضروف الذي يعمل على تبطين المفاصل. وظل الوصول إلى علاج يستهدف أسباب المرض وليس أعراضه، حلما بعيد المنال، غير أن الدكتور إسلام عبد العزيز، استشاري العظام بكلية الطب جامعة بنها في مصر، يرى أن نجاح باحثين بجامعة واشنطن الأمريكية في تحديد الجين المسؤول عن المرض، قد يقربنا كثيرا من تحقيق هذا الحلم. ويقول عبد العزيز لـ"العين الإخبارية": "من خلال العمل على نموذج فئران التجارب، توصل الباحثون إلى أن نقص جين (FoxO1) الذي اكتشف سابقا علاقته بمرض السكري والسرطان وضمور العضلات، متورط أيضا في حدوث مرض هشاشة العظام، وهو ما قد يجعله هدفا لعلاج مفيد". ووجد الباحثون خلال الدراسة التي نشرت في الموقع الالكتروني لدورية (pnas)، أنه عندما يتم القضاء على ذلك الجين في الفئران، تصاب الحيوانات بالتهاب المفاصل، لكن عندما زاد الباحثون من مستوياته في الفئران التي تصاب بالتهاب المفاصل العظمي، أظهرت الحيوانات تلفًا أقل في الغضاريف.
ويقول ريجيس جيه أوكيف، الباحث الرئيسي بالدراسة في تقرير نشره الموقع الإلكتروني لجامعة واشنطن بالتزامن مع نشرها، إن "هشاشة العظام أو تنكس المفاصل، مرض يصيب أكثر من 32 مليون شخص في الولايات المتحدة وحدها، لكن لا يوجد علاج طبي لوقف تقدمه، وإذا كنا نريد أن نكون أكثر نجاحًا في علاج هذا الاضطراب الشائع جدًا والمكلف جدًا، يلزم فهم أفضل للعمليات الأساسية التي ينطوي عليها التهاب المفاصل وتنكس الغضروف". وخلال الدراسة التي أجريت لتحقيق هذا الفهم، وجد الباحثون في التجارب أن الفئران عندما كان لديها مستويات مرتفعة من الجين FoxO1، تباطأ تقدم التهاب المفاصل لديها أو حتى تم الشفاء منه. ويعتقد الباحثون أن الجزيء يتداخل مع تلف الغضروف وتطور التهاب المفاصل من خلال تعزيز عملية تسمى الالتهام الذاتي في المفصل المصاب.
والالتهام الذاتي هو طريقة الجسم لإزالة الأنسجة التالفة، وفي هذه التجارب، وجد الباحثون أن الالتهام الذاتي قد تعطل في الفئران مع انخفاض مستويات FoxO1 وأن العملية تم تعزيزها في الحيوانات ذات المستويات الأعلى من الجين. ويوضح أوكيف أن نتائج الدراسة تثير إمكانية توصيل FoxO1 إلى المفاصل المصابة بالتهاب المفاصل من خلال تقنية النانو كوسيلة لتنظيم الالتهام الذاتي والحفاظ على صحة المفاصل. ويضيف أنه إذا كان بإمكان FoxO1 حماية الغضاريف من التلف كما يحدث في الفئران، فقد يكون من الممكن في النهاية منع أو تأخير ملايين العمليات الجراحية لاستبدال الركبة والورك في المستقبل.
قد يهمك ايضا:
دراسة جديدة تُؤكّد أنّ 82% مِن مرضى "كورونا" يُعانون نقص فيتامين "د"
اكتشاف بقايا عمرها 8000 عام لطفل أزيلت أطرافه في طقوس دفن غامضة
أرسل تعليقك