واشنطن ـ رولا عيسى
توصلت دراسة حديثة إلى أن التعرض للمواد الكيميائية الموجودة في الماكياج والشامبو وغيرها من منتجات العناية الشخصية، قد يتسبب في البلوغ المبكر للفتيات.
ووفقا لصحيفة "الإندبندنت" البريطانية، كشّف باحثون من جامعة كاليفورنيا، كيف يمكن للمواد الكيميائية المستخدمة، على نطاق واسع في المنتجات المنزلية، أن تؤثر على الهرمونات، التي تدعم النمو والبلوغ للإناث.
وقام الباحثون في الدراسة، التي نشرت في مجلة ""Human Reproduction العلمية، بفحص المجموعات الكيميائية الموجود في منتجات العناية الشخصية مثل الفثالات، والبارابين والفينول باستخدام اختبارات البول.
ووجدت النتائج أن الفتيات اللواتي بدأن في البلوغ في سن مبكرة، هن اللواتي تعرضت أمهاتهن لتلك المواد، والتي توجد في بعض سوائل غسل اليدين، ومعجون الأسنان المضاد للبكتيريا.
وتستخدم الفثالات في المنتجات المعطرة، مثل العطور، ومزيلات العرق والصابون، في حين أن البارابين، هو مادة حافظة توجد في مستحضرات التجميل، وتستخدم الفينولات في كل منتجات العناية بداية من أحمر الشفاه إلى غسول البشرة.
وقال الدكتور كيم هارلي، أستاذ مشارك في الصحة العامة في جامعة كاليفورنيا، الذي قاد الدراسة، "وجدنا أدلة على أن بعض المواد الكيميائية المستخدمة على نطاق واسع في منتجات العناية الشخصية، ترتبط بالبلوغ المبكر للفتيات".
وأضاف، "على وجه التحديد، وجدنا أن الأمهات اللواتي لديهن مستويات عالية من مادة (diethyl phthalate) الكيميائية في أجسامهن أثناء الحمل، والتي تستخدم في العطر، ومادة التريكلوسان، المضادة للبكتيريا في بعض أنواع الصابون، ومعجون الأسنان، تعرضت بنتاهن للبلوغ المبكر".
وتابع هارلي، "كما وجدنا أيضًا أن الفتيات اللواتي لديهن مستويات عالية، من البارابين في أجسادهن في سن التاسعة، بدأن البلوغ في سن مبكر".
وتتبع الباحثون من جامعة كاليفورنيا عينات لنحو 200 فتاة من الولادة إلى المراهقة، وبحثوا عن علامات البلوغ لديهن كل تسعة أشهر بين سن التاسعة والـ 13 وأمهاتهن في دراسة طويلة الأمد بين عامي 1999 و 2000.
وأضاف هارلي، "هذا أمر مهم لأننا نعلم أن عمر سن البلوغ عند الفتيات، قد تغير في العقود القليلة الماضية ، وهناك فرضية واحدة هي أن المواد الكيميائية في البيئة تلعب دورًا بارزًا في ذلك، ونتائجنا تدعم هذه الفكرة"، مشيرًا، "يزيد البلوغ المبكر لدى الفتيات من مخاطر مشاكل الصحة العقلية والسلوكية عند المراهقات، ويزيد من خطر الإصابة بسرطان الثدي والمبيض على المدى الطويل، لذا فهذه مسألة مهمة يجب معالجتها".
ولم يجد التقرير أي تأثير على البلوغ في الذكور، في حين أنه من غير الممكن القول، إن المستويات الكيميائية المرتفعة تسببت في البلوغ المبكر للذكور.
وقال علي أبارا، طبيب ومحاضر كبير في أمراض الغدد الصماء في "إمبريال كوليدج" في لندن، والذي لم يشارك في البحث، إن سن البلوغ يتقدم على مر السنين، وهناك نظرية رئيسية طرحت عن البلوغ المبكر هي زيادة أعداد الأطفال الذين يعانون من زيادة الوزن والسمنة"، مضيفًا، "علينا الحد بشكل عام من التعرض غير الضروري للمواد الكيميائية، إذا كان من الممكن تجنبه، لتجنب حدوث أي ضرر محتمل، ولكن في الممارسة العملية قد يصعب القيام بذلك لأنها موجودة في كل مكان".
أرسل تعليقك