يتساءل العديد من الناس عن سببب الرغبة الملحة في تناول الأطعمة التي تحتوي على نسب عالية من السكر، فكثيرًا ما يطلب الجسم الحلويات والسكريات التي تدفع البعض إلى التهام أنواع كثيرة ومتنوعة، وهذا ما كشفته الدكتورة جين ناش، المتخصصة في علم النفس وسلوك تناول الطعام، وأخصائية التغذية فيونا هانتر مسئولة التغذية بشركة "Healthspan"، في تقرير نشرته صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، حيث أوضحت الحقيقة بشأن تلك الرغبة الشديدة في تناول الحلويات وكيفية السيطرة عليها من أجل صحتنا.
وقالت أخصائية التغذية فيونا هانتر "إننا نولد جميعًا برغبة تناول الأطعمة الحلوة، والسبب في ذلك هو أن الأطعمة المريرة والحامضة غالبا ما لا يتقبلها الجسم بسهولة، لذلك حبنا الفطري للسكر هو عملية تطورية مصممة لتوجيهنا نحو الأطعمة الآمنة والمغذية".
كما تضيف الطبيبة النفسية جين ناش "ليس هذا فقط، ولكن لدينا رغبة أساسية لإشتهاء الطعام عالي الطاقة مثل السكر"، مشيرة إلى أانه بفضل دراسات تصوير الأعصاب أصبحنا أكثر إدراكًا لما يحدث داخل المخ عندما يتعلق الأمر بالرغبة في تناول السكر، حيث تظهر فحوصات الدماغ أن تناول السكر يؤدي إلى إطلاق الدوبامين في منطقة الدماغ المرتبطة بالدافع والابداع والمكافأة، لذلك يمكننا ببساطة أن نشعر بتحسن عندما نأكل السكر.
كما تقول فيونا هانتر أن نوع الأطعمة الذي نميل إلى التوق إليه، غالباً ما تشكل في مرحلة الطفولة موضحة ان ذلك يعتمد بشكل عام على نوع الأطعمة التي تم اعطائها لنا كأطفال كمكافأة أو علاج أو لجعلنا نشعر بتحسن في حالات غضبنا؛ فعلى سبيل المثال، "أعطتك أمك شيئًا حلوا، مثل البسكويت أو الحلويات أو الشيكولاتة، لتجعلك تشعر بتحسن بعد السقوط أو إيذاء نفسك، فإنك ستتعلم ربط هذا النوع من الأطعمة بمشاعر السعادة".
أسباب الشعور بالرغبة في تناول الاطعمة الحلوة بعد الوجبات
وتقول الدكتورة ناش "إن هناك أسباب محتملة كالطعم والعادات والاحتياجات العاطفية".
الطعم، أوضحت الدكتورة ناش "إن طعامنا مدفوع بالاحتياجات الأساسية، وهناك خمسة مذاقات يمكننا تمييزها عن طريق براعم التذوق لدينا وهي المذاق الحلو، الحامض، المالح، الحار، اللاذع والمر.. وعندما يكون لدينا جميع هذه المذاقات الخمسة في الوجبة الغذائية، فمن المرجح أن نشعر بالشبع، عندما ننتهي من تناول الطعام وإذا وجدت أنك تشتهي الأطعمة الحلوة بعد تناول الوجبة، فعليك تضمين أكبر عدد من هذه الفئات الخمسة بوجبتك".
العادات، وأضافت "تعلمنا منذ طفولتنا ان الحلوى جزء لا يتجزأ من الوجبة؛ ولكن مع تباطؤ عملية التمثيل الغذائي مع التقدم في السن ، يمكن أن يكون السبب الرئيسي في الرغبة في تناولها يتعلق بزيادة الوزن".
وتقول الدكتورة ناش "إن الكثير من الناس يتوقون إلى تناول شيء حلو لأنهم يتصرفون وفقا لما اعتادوا عليه مسبقا كأن تكون الوجبة ليست كاملة دون عنصر حلو ".
الاحتياجات العاطفية، وتضيف الدكتورة ناش "ثالثًا قد تكون هناك حاجة داخلية لبعض من الاطعمة الحلوة، فقد كانت أوقات الطعام وسيلة رئيسية للتواصل مع أفراد العائلة ، مما جعلنا نشعر بالامتلاء بالحب والرعاية والمرح ونحن الآن أكثر عرضة لتناول الطعام أمام التلفزيون ، بدلاً من مواجهة بعضنا البعض على طاولة الطعام، فقد نبحث عن هذه الحاجة الداخلية لتناول السكريات".
كما تشرح الدكتورة ناش أن كثير من الناس يصلون إلى سن الرشد بعد أن تعلموا مهارة معالجة المشاعر ثم يقومون بالإفراط في تناول الطعام عندما يشعرون بالعاطفة بسبب ارتباط النكهات الحلوة مع الراحة في سن مبكرة ، فالطعام هو الطريقة الوحيدة التي يجب عليهم مواجهتها".
وأخيرًا، شددت الدكتورة ناش أن المشكلة في هذا هي أنه عندما يتم استخدام الطعام لصرف الانتباه عن ذلك، تبقى هذه المشاعر داخلنا ، غير معالجة وغير مفهومة وربما تعلم المزيد عن سلوك تناول الطعام يمكن أن يساعدنا في ذلك.
أرسل تعليقك