تشير دراسة جديدة إلى أن تغير المناخ يمكن أن يؤثر على وظائف الدماغ البشري، بما في ذلك القدرات المعرفية والصحة العقلية.وقد وجد الباحثون أن التغيرات البيئية الناجمة عن تغير المناخ، مثل الأحداث المناخية المتطرفة وتلوث الهواء، يمكن أن تؤدي إلى تغيرات في نمو الدماغ ووظيفته.
ويشعر الباحثون بالقلق بشكل خاص بشأن آثار الأحداث المناخية القاسية والتلوث على القدرات المعرفية والصحة العقلية.
وقال الباحث الرئيسي، الدكتور كيمبرلي سي دويل، من جامعة فيينا: “لقد عرفنا منذ فترة طويلة أن العوامل في بيئتنا يمكن أن تؤدي إلى تغيرات في الدماغ. ومع ذلك، فقد بدأنا للتو في النظر في الكيفية التي قد يغير بها تغير المناخ، وهو أكبر تهديد عالمي في عصرنا، أدمغتنا”.
مضيفا: “بالنظر إلى الأحداث المناخية المتطرفة المتكررة بشكل متزايد التي نشهدها بالفعل، إلى جانب عوامل مثل تلوث الهواء، والطريقة التي نصل بها إلى الطبيعة والتوتر والقلق الذي يعاني منه الناس بشأن تغير المناخ، فمن المهم أن نفهم التأثير الذي يمكن أن يحدثه كل ذلك على أدمغتنا. عندها فقط يمكننا البدء في إيجاد طرق للتخفيف من هذه التغييرات”.
ومنذ الأربعينيات من القرن العشرين، عرف العلماء من دراسات الفئران أن العوامل البيئية المتغيرة يمكن أن تغير بشكل عميق تطور الدماغ ومرونته. وقد شوهد هذا التأثير أيضا لدى البشر في الأبحاث التي تدرس آثار النمو في الفقر، والتي وجدت اضطرابات في أنظمة الدماغ، بما في ذلك نقص التحفيز المعرفي، والتعرض للسموم، وسوء التغذية، وزيادة التوتر في مرحلة الطفولة.
ويدعو الباحثون إلى إجراء دراسات لاستكشاف تأثير التعرض لأحداث مناخية أكثر تطرفا على الدماغ البشري، مثل موجات الحرارة والجفاف والأعاصير وما يرتبط بها من حرائق الغابات والفيضانات. ويعتقدون أن مثل هذه الأحداث قد تغير بنية الدماغ ووظيفته والصحة العامة، ويتطلع الفريق أيضا إلى إجراء المزيد من الأبحاث لتقييم كيفية تفسير ذلك للتغيرات في الرفاهية والسلوك.
وتستكشف الورقة البحثية أيضا الدور الذي يمكن أن يلعبه علم الأعصاب في التأثير على طريقة تفكيرنا بشأن تغير المناخ، وكيفية استجابتنا له.
ويشير الدكتور ماثيو وايت، من جامعتي إكستر وفيينا: “إن كلا من وظائف المخ وتغير المناخ مجالان معقدان للغاية. ونحن بحاجة إلى البدء في رؤيتهما مترابطين، واتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية أدمغتنا من الحقائق المستقبلية لتغير المناخ، والبدء في استخدام أدمغتنا بشكل أفضل للتعامل مع ما يحدث بالفعل ومنع أسوأ السيناريوهات”.
الآثار المحتملة لتغير المناخ على الدماغ البشري
يمكن أن تؤدي التغيرات البيئية الناجمة عن تغير المناخ إلى مجموعة متنوعة من الآثار المحتملة على الدماغ البشري، بما في ذلك:
الاضطرابات في نمو الدماغ ووظيفته، مثل انخفاض القدرات المعرفية، وزيادة خطر الإصابة بأمراض الدماغ، مثل الخرف. التغيرات في السلوك والصحة العقلية، مثل زيادة القلق والاكتئاب. التأثيرات السلبية على الرفاهية العامة، مثل انخفاض جودة الحياة والإنتاجية.
العوامل البيئية التي يمكن أن تؤثر على الدماغ
تشمل العوامل البيئية التي يمكن أن تؤثر على الدماغ ما يلي:
الأحداث المناخية المتطرفة، مثل موجات الحرارة والجفاف والأعاصير. تلوث الهواء، بما في ذلك الجسيمات الدقيقة والغازات السامة. تغيرات في مستويات الضوء والظلام. التعرض للسموم البيئية، مثل المبيدات الحشرية والملوثات الصناعية.
خاتمة
تشير الأبحاث الحديثة إلى أن تغير المناخ يمكن أن يؤثر على وظائف الدماغ البشري بعدة طرق. ومن المهم إجراء المزيد من الأبحاث لفهم هذه التأثيرات بشكل أفضل وتطوير استراتيجيات للتخفيف منها.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
الحفاظ على البيئة يحمي صحة البشر
دراسة تُحذر من أشعة الحاسوب والموبايل على صحة البشرة
أرسل تعليقك