دور النقطة الزرقاء في الدماغ في تنظيم الانتباه والنوم وكيفية تأثيرها على الأرق
آخر تحديث GMT14:07:04
 العرب اليوم -
الجيش الأوكراني يعلن إسقاط 35 طائرة روسية مسيّرة من طراز "شاهد" من أصل 65 أطلقتها روسيا في هجوم في الليل وصباح اليوم أنباء عن اندلاع حريق في مستودع نفايات مصفاة لشركة "مارون" للبتروكيماويات بإيران وزارة الخارجية اللبنانية تتقدم بشكوى لمجلس الأمن ضد خرق إسرائيل للقرار 1701 وإعلان وقف الأعمال العدائية زلزالان بقوة 4.7 درجة يضربان بحر إيجه غرب تركيا الجيش السوداني يفرض حصارا على شرق النيل قبل توغله بالخرطوم تقلبات جوية متوقعة في السعودية اليوم مع سحب رعدية ورياح نشطة وفد إسرائيلي يتوجه إلى الدوحة نهاية الأسبوع بعد لقاء نتنياهو مع ويتكوف ووالتز لمناقشة المرحلة الثانية من اتفاق غزة قوات الاحتلال تعتقل شابين وستة أطفال خلال اقتحام بلدة بيتونيا ومخيم الجلزون في رام الله تركيا تعلن عن وصول 15 أسيرا فلسطينيا تم الإفراج عنهم في صفقة التبادل كجزء من المرحلة الأولى لاستقبال المبعدين من غزة مايكروسوفت تسرّح موظفين في جولة جديدة من التسريحات
أخر الأخبار

دور النقطة الزرقاء في الدماغ في تنظيم الانتباه والنوم وكيفية تأثيرها على الأرق

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - دور النقطة الزرقاء في الدماغ في تنظيم الانتباه والنوم وكيفية تأثيرها على الأرق

النوم
لندن - العرب اليوم

تشكّل النقطة الزرقاء في الدماغ مدخلًا جديدًا ومهمًا للبحث العلمي، نظرًا لدورها الأساسي في تنظيم الانتباه والنوم. ويُدرك كل من يعاني الأرق مدى الإحباط والتعب الناتجين عنه، حيث يكافح المرء لإسكات الأفكار المتلاحقة في ذهنه، متمنيًا لو كان هناك زر أو وسيلة فعالة لتهدئة هذا النشاط العقلي وإعادة التوازن لنومه.

إن فكرة مفتاح التعتيم العقلي ليس أمراً بعيد المنال كما قد يبدو؛ إذ يتفق معظم علماء الأعصاب اليوم على أن يقظتنا قائمة على نوع من الاستمرارية، تنسقها شبكة معقدة في الدماغ، في قلبها مجموعة صغيرة من الخلايا العصبية المعروفة باسم "لوكاس كاوولورياس"، وهي كلمة لاتينية تعني "النقطة الزرقاء".

هذ الكلمة هي وصف حرفي للخلايا العصبية في النقطة الزرقاء المصبوغة بلون الياقوت بسبب إفراز ناقل عصبي معين، وهو هرمون النورإبينفرين أو نُورأدرينالين. وهي أيضاً تعطينا فكرة عن وظيفة النقطة الزرقاء، حيث يتحكم النورإبينفرين في إثارتنا فسيولوجياً ونفسياً.ولفترة طويلة، افترض العلماء أن النقطة الزرقاء تكون خاملة أثناء النوم، لكن بات من الواضح الآن أنها لا تهدأ تماماً على الإطلاق، بل تحتفظ بمستويات منخفضة من النشاط المتقطع الذي قد ينظم نومنا العميق. وقد يساعد فهمنا بشكل أفضل لهذه العملية، في علاج اضطراب النوم المرتبط بالقلق على سبيل المثال.

وتقع النقطة الزرقاء في جذع الدماغ، فوق مؤخرة العنق مباشرة، وتحتوي على نحو 50 ألف خلية، وهذا ما هو إلا جزء ضئيل من 86 مليار خلية عصبية في الجهاز العصبي المركزي المتوسط.

وكان فيليكس فيك دازير، طبيب ماري أنطوانيت ملكة فرنسا وزوجة الملك لويس السادس عشر، أول من لاحظ وجودها في أواخر القرن الثامن عشر، لكنها هذه النقطة فشلت في جذب اهتمام أي أحد آخر لفترة طويلة.

ومع ذلك، فقد بدأ هذا الأمر يتغير في القرن العشرين، عندما بات من الواضح أن النقطة الزرقاء تلعب دوراً رئيسياً في إشارات الدماغ.

يزيد هرمون النورإبينفرين من احتمال "إطلاق" الخلايا العصبية تياراً كهربائياً؛ فعندما تنشط الخلايا العصبية للنقطة الزرقاء، تمرر حزماً من هذا الهرمون أو الناقل العصبي إلى مناطق أخرى من الدماغ، ما يعزز الاتصال بين الخلايا العصبية في تلك المنطقة.

وهناك فروق دقيقة في هذه العملية، اعتماداً على أنواع المستقبلات، فبعض الخلايا العصبية تكون أكثر حساسية لكميات أقل من النورإبينفرين، في حين لا تستجيب خلايا أخرى إلا لمستويات أعلى. وهذا يعني أنه مع ارتفاع نشاط النقطة الزرقاء، فإنه يبدأ في التأثير على بعض مناطق الدماغ أكثر من غيرها، ما قد يؤثر بشكل كبير على أمور كالتركيز والإبداع.

في كتابها "الكفاءة الفائقة: تحسين دماغك لتغيير طريقة عملك"، تصف الباحثة والكاتبة في علم الأعصاب ميثو ستوروني النقطة الزرقاء وسيطرتها على إفراز النورإبينفرين بدرجات تمثل صندوق تروس للدماغ، بأوضاع مختلفة تناسب أنواعاً معينة من الأنشطة.

الترس الأول: نشاط خفيف للغاية في النقطة الزرقاء، ومستويات منخفضة من هرمون النورادرينالين، ما يعني تشتيت انتباهنا وأن عقلنا يتنقل بين فكرة وأخرى.

الترس الثاني: نشاط معتدل للنقطة الزرقاء، مصحوب بطفرات من حين لآخر استجابةً للمحفزات الأهم. وتكون قشرة الفص الأمامي التي تشارك في ضبط النفَس والتفكير المجرد، أكثر حساسية لهذا التركيز من النورادرينالين. وفي هذه الحالة العقلية، يكون من السهل التركيز على المهام الفكرية.

الترس الثالث: نشاط مرتفع باستمرار في النقطة الزرقاء، يتسبب في إفراز مستويات عالية من النورادرينالين. ويبدأ هذا في تحفيز النشاط في مناطق الدماغ المرتبطة بـ "المواجهة أو الهروب"، بينما تبدأ قشرة الفص الأمامي في الانغلاق. وبفضل زيادة الاتصال بين الخلايا العصبية، تصبح في غاية الحساسية لما يحدث حولك، لكن قد يكون من الصعب فصل الإشارة عن الضوضاء. ويصبح التركيز أصعب، وقد تبدأ في الشعور بالإرهاق.

وهناك العديد من العوامل المختلفة التي تحدد مستوى نشاطنا، منها الوقت خلال اليوم، حيث يتغير نشاط النقطة الزرقاء مع إيقاعنا اليومي. فهي تميل إلى الانخفاض عند الاستيقاظ لأول مرة، ثم ترتفع أثناء النهار قبل أن تنخفض مع حلول المساء.

نظراً لدور النقطة الزرقاء في درجة الانتباه، فمن المنطقي أن تكون أكثر هدوءاً في الليل أثناء النوم، إلا أنها ليست ساكنة تماماً، بل تعمل بشكل متقطع. وتشير الأبحاث الحديثة التي أجرتها أنيتا لوثي في ​​جامعة لوزان في سويسرا إلى أن هذا النشاط قد يحدد نوعية نومنا.

فخلال الليل، نتناوب بين مراحل النوم المختلفة. فهناك ما يسمى نوم "حركة العين السريعة"، الذي ـ كما يوحي اسمه ـ يتميز بحركة مقلة العين. وهو مرتبط بالأحلام ويُعتقد أنه بالغ الأهمية لمعالجة الذكريات وتعزيزها.

ومع ذلك، نقضي قدراً كبيراً من راحتنا في نوم ليس من نوع "حركة العين السريعة"، حيث قد ينخرط الدماغ في عملية تنظيف عميقة، ويزيل النفايات الخلوية التي قد تؤدي إلى خلل عصبي إذا سُمح لها بالتراكم.

ووجدت لوثي، من خلال قياس نشاط الدماغ لدى الفئران النائمة، أن نوم "حركة العين غير السريعة" كان مرتبطاً بطفرات مؤقتة من نشاط النقطة الزرقاء كل 50 ثانية.

ويبدو أن هذا الأمر يحفز المِهاد أو "الثالامي"، وهما منطقتان على شكل بيضة تقعان في منتصف الدماغ وتشاركان في معالجة الحواس. ونتيجة لهذا، يكون الحيوان أكثر حساسية للمحفزات الخارجية، كالضوضاء، دون اليقظة الكاملة.

وقالت لوثي: "إنه يولّد حالة من اليقظة المتزايدة. ما يعطيك فكرة مفادها أن اليقظة يمكن أن تكون متدرجة في الدماغ".

وترى لوثي أن هذه الفترات المنتظمة من اليقظة المتزايدة للتهديدات المحتملة ضرورية للبقاء في البرية؛ فـ"النوم مهم للغاية، لكن يبنغي أن تضاف إليه آلية تسمح بدرجة معينة من اليقظة، بحيث تظل متفاعلا مع البيئة".

    ماذا نعرف عن الحصبة أو "بوحمرون" الذي ينتشر في المغرب؟

غالباً ما ترتبط بداية نوم "حركة العين السريعة" بنشاط منخفض في النقطة الزرقاء، ما يشير إلى أنها تلعب أيضاً دوراً مركزياً في الانتقال إلى هذه الحالة المليئة بالأحلام.

وقالت لوثي: "يتعين التحكم جيداً في هذا التحول إلى نوم حركة العين السريعة، لأنه في نوم حركة العين السريعة، نصاب بالارتخاء العضلي". وهذا هو الشلل المؤقت لجسدنا، والذي يمنعنا من تفاعل أجسامنا خلال أحلامنا، مضيفة أننا نكون "منفصلين تماماً عن البيئة المحيطة".

وأكدت لوثي أن تجاربها أجريت على القوارض، لذا ما زلنا بحاجة إلى التأكد من أن النقطة الزرقاء تلعب دوراً مشابهاً في نوم البشر. وإذا كان الأمر كذلك، فإنها تشتبه في أن نشاط النقطة الزرقاء المتغير قد يكون ذي صلة بحالات قد تساهم في اضطراب النوم كالقلق.

وقد لاحظت لوثي أن تعريض فئران التجارب لمصادر خفيفة من التوتر، كالطرق على أقفاصها، أدى إلى زيادة نشاط النقطة الزرقاء وزيادة يقظة الفئران طوال الليل، ما أدى إلى نوم متقطع.
البحث على الهدوء العقلي

إن الفهم الدقيق لهذا المسار العصبي قاد بعض العلماء إلى التحقيق فيما إذا كانت أنواع مختلفة من محفزات الدماغ قادرة على تهدئة النقطة الزرقاء لتحسين النوم.

فعلى سبيل المثال، قام فريق في كوريا الجنوبية مؤخراً باختبار سماعة رأس تعمل بتيار كهربائي صغير على أحد الأعصاب في الجبهة المتصلة بالنقطة الزرقاء لتهدئة نشاطها مؤقتاً، على الرغم من عدم معرفة إن كان هذا يقلل من الأرق.

وفي الوقت الحالي، يمكننا أن نحاول التفكير بعناية أكبر قليلاً في نشاطنا في المساء، وتجنب التحفيز المفرط قبل النوم مباشرة.

وكتب ستوروني: "إذا أجبرت نفسك على الاستمرار عندما تكون متعباً، فإن دماغك يتعامل مع الأمر من خلال تشغيل تروسه لتوفير أقصى قدر من قوة آلياته المتعثرة، لدرجة أنه يكاد يتعطل عند مستوى مرتفع".

جدير بالذكر أن السماح لعقولنا بالاسترخاء قبل وقت النوم، بدون تشغيل تلفزيون أو هواتف أو أجهزة لوحية، يُعَد "عادة صحية للنوم".

قد نستفيد أيضاً من حركة المرور في الاتجاهين بين النقطة الزرقاء والجسم. فالنقطة الزرقاء هي جزء من الجهاز العصبي اللاإرادي، الذي يتحكم في الوظائف الفسيولوجية اللاواعية كلتنفس ومعدل ضربات القلب وضغط الدم.

وينقسم الجهاز العصبي إلى نوعين: النظام العصبي الودي، المسؤول عن إثارة الاستجابة للإجهاد، والنظام العصبي اللا وديّ أو الباراسمبثاوي، الذي يُعِد الجسم للراحة والاسترخاء. ويبدو أنه يمكننا تنشيط كل قسم كيفما نشاء بأنشطة بدنية مختلفة.

فقد تؤدي التمارين المعتدلة إلى الشديدة، كالمشي أو الجري أو التجديف أو ركوب الدراجات أو الملاكمة، إلى تحفيز القسم الودّي، ما يؤدي إلى تسريع نشاط النقطة الزرقاء وزيادة إثارتنا العقلية. وهي أمر مفيد إذا كنت تشعر بالخمول في الصباح وتحتاج إلى الاستيقاظ، لكنها أقل فائدة عندما تحاول تهدئة عقلك بعد يوم شاق.

وربما يكون في اعتقادك أن المجهود البدني سيؤدي إلى إرهاقك ويساعدك على النوم، لكن على العكس، فإذا كنت تعاني من مشكلات في النوم، فاعلم أن زيارتك الصالة الرياضية في وقت متأخر من الليل فكرة سيئة.

من ناحية أخرى، يمكن لتمرينات الاستطالة الهادئة أن تعزز استجابة الاسترخاء في الجهاز العصبي اللا وديّ، ما يهدئ أفكارنا ومشاعرنا في الوقت نفسه.

وتمارين التحكم في التنفس، مثل البراناياما، وهي تقنية قديمة ترجع إلى تمارين اليوغا، وتكون بالتحكم في تنفسك بأنماط وأطوال مختلفة، يبدو أنها قادرة على أداء المهمة ذاتها، حيث تعمل إيقاعات التنفس الأبطأ على الحد من الإثارة أو النشاط.

وتشير العديد من التجارب إلى أن التأمل الواعي، يمكن أن يقلل من الوقت الذي قد تستغرقه للنوم، وأن يحسن جودة نومنا بشكل عام، بالإضافة إلى أدوية اللأرق المعتادة.

والخلاصة أننا لا نملك مفتاحاً مادياً قادراً على إيقاف نشاطنا العقلي متى شئنا، لكن من خلال إدارة روتيننا اليومي، والاستفادة من العلاقة بين العقل والجسد، ستتاح لنا فرصة أفضل بكثير للحصول على الراحة العميقة التي نحتاج إليها.

قـــد يهمــــــــك أيضــــــاُ : 

النوم لفترة أطول في العطلات يزيد خطر النوبة القلبية والسكتة الدماغية

نوعية النوم السيئة والنوم المتقطع مرتبطان بتسارع شيخوخة الدماغ

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

دور النقطة الزرقاء في الدماغ في تنظيم الانتباه والنوم وكيفية تأثيرها على الأرق دور النقطة الزرقاء في الدماغ في تنظيم الانتباه والنوم وكيفية تأثيرها على الأرق



هيفا وهبي تعكس الابتكار في عالم الموضة عبر اختيارات الحقائب الصغيرة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 05:31 2025 الثلاثاء ,04 شباط / فبراير

نتنياهو يسعى لتعطيل المرحلة الثانية من اتفاق غزة
 العرب اليوم - نتنياهو يسعى لتعطيل المرحلة الثانية من اتفاق غزة

GMT 10:27 2025 الثلاثاء ,04 شباط / فبراير

سهر الصايغ تكشف الصعوبات التي تواجهها في رمضان
 العرب اليوم - سهر الصايغ تكشف الصعوبات التي تواجهها في رمضان

GMT 12:15 2025 الأحد ,02 شباط / فبراير

زلزال بقوة 4.1 درجة يضرب جنوب شرق تايوان

GMT 03:37 2025 السبت ,01 شباط / فبراير

6 قتلى في حادث طيران جديد شرقي أميركا

GMT 12:00 2025 السبت ,01 شباط / فبراير

مقتل 18 جندياً في باكستان على يد مسلحين

GMT 01:59 2025 الأحد ,02 شباط / فبراير

من وحي تهنئة رئاسية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab