اللغات الأجنبية تبطئ وتقلل شيخوخة الدماغ
آخر تحديث GMT20:51:33
 العرب اليوم -

اللغات الأجنبية تبطئ وتقلل شيخوخة الدماغ

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - اللغات الأجنبية تبطئ وتقلل شيخوخة الدماغ

كبار السن
واشنطن - العرب اليوم

يتسبب التقدم الطبي في زيادة تدريجية في متوسط العمر المتوقع. ولكن في الوقت نفسه، يتزايد عدد حالات الخرف والأمراض التنكسية العصبية الأخرى مع تقدم العمر. مؤخرًا، توصل باحثون من جامعة HSE الروسية وجامعة نورثمبريا البريطانية إلى أن ثنائية اللغة يمكن أن تبطئ وتقلل من مسار التغيرات المرتبطة بالعمر في الدماغ البشري، بحسب ما نشره موقع Neuroscience News نقلًا عن دورية Frontiers in Psychology.

يبدأ الدماغ البشري في الأداء بشكل أسوأ مع التقدم في العمر، حيث تنخفض سرعة معالجة المعلومات الإجمالية وتتدهور الذاكرة قصيرة المدى والعرضية وتتراجع السيطرة على المهارات اللغوية والوظائف التنفيذية والوظائف البصرية المكانية. ويُطلق على هذه العملية تسمية "الشيخوخة المعرفية". على المستوى العصبي، تتجلى حالة "الشيخوخة المعرفية" من خلال التغيرات التشريحية في المادة الرمادية والبيضاء في مناطق معينة من الدماغ.

لكن تختلف سرعة حدوث الشيخوخة وتعتمد على الاحتياطي المعرفي للشخص، أي قدرة الدماغ على التعامل مع آثار تلف الدماغ المرتبط بالعمر والحفاظ على الأداء الأمثل. يتم بناء هذا الاحتياطي على مدار حياة الشخص، حيث يقوم الدماغ بتقوية الشبكات العصبية استجابة للمنبهات الخارجية المختلفة.
المخزون الاحتياطي المعرفي

وكلما كانت الشبكات العصبية أكثر تعقيدًا، زاد الاحتياطي المعرفي للشخص، وكلما كانت التغييرات المرتبطة بالعمر أكثر اعتدالًا. لقد ثبت بالفعل أن الاحتياطي المعرفي يتأثر بالتمارين البدنية والتغذية والوظيفة وعادات الترفيه ومستوى التعليم والوضع الاجتماعي والاقتصادي والعديد من العوامل الأخرى.

أجرى باحثو جامعتي HSE ونورثمبريا دراسة حول تأثير ثنائية اللغة على أداء أدمغة كبار السن وكيفية ارتباطها بجوانب أخرى من الاحتياطي المعرفي.

شارك في التجربة 63 بالغًا تبلغ أعمارهم 60 عامًا أو أكثر، يتمتعون بصحة جيدة وليس لديهم تاريخ من الاضطرابات النفسية أو التنكسية العصبية. تضمنت متطلبات المشاركة في الدراسة معرفة جزئية على الأقل بلغة ثانية (تشير "ثنائية اللغة" في هذه الحالة إلى القدرة على التحدث بلغتين، بغض النظر عن مدى إتقانها).

قبل التجربة، قام جميع المشاركين بالإجابة عن أسئلة استبيان يتناول الاحتياطي المعرفي لكل منهم (بما يشمل أسئلة حول الحالة الاجتماعية للمشاركين ومستوى التعليم والمهنة والعلاقات الاجتماعية والأنشطة الرياضية، وما إلى ذلك). كما قام المشاركون بالإشارة إلى المدة التي عرفوا فيها لغة ثانية، وعدد المرات التي استخدموها فيها، ومدى إجادتهم لهذه اللغة.

شملت التجربة اختبارا تقليديا لقياس القدرة على التحكم التنفيذي المثبط يسمى "مهمة الجناح"، حيث يتم عرض صف من خمسة أسهم للمشاركين؛ ويمثل السهم "الهدف" المركزي الحافز الرئيسي.منحت ثنائية اللغة ميزة إنجاز المهمة بسهولة ويسر، بل وكلما طالت مدة دراسة الأشخاص للغة ثانية، كلما كان أداؤهم أفضل في التجربة.

تجدر الإشارة إلى أن مستوى المهارات اللغوية للمواضيع قد لعب دورًا أكبر من طول الفترة التي قضاها في تعلم لغة ثانية، حيث يفسر الباحثون تلك النتيجة من خلال ملاحظة أن المتحدثين بلغتين يواجهون باستمرار صراعات مماثلة في الحياة اليومية، حيث يتعين عليهم اتخاذ الخيارات والتبديل بين نظامين لغويين.

يقول فيديريكو غالو، باحث في العلوم العصبية المعرفية بجامعة HSE: إنه "على عكس العوامل الأخرى التي تشكل الاحتياطي المعرفي، تعد ثنائية اللغة فريدة من نوعها من حيث أنها موجودة باستمرار في حياتنا. يمكننا أن نتخلى عن التمارين البدنية، أو أن نتبع نظامًا غذائيًا أو آخر، أو نغير وظائفنا، لكن تبقى اللغة مستخدمة طوال الوقت للتواصل ومشاهدة الأفلام وقراءة الكتب، وتعمل مراكز اللغات باستمرار في أذهاننا".

وأضاف أنه تم رصد ظاهرة مثيرة للاهتمام أثناء إجراء الدراسة تتمثل في أنه مع وجود مستوى عالٍ من الكفاءة اللغوية، اختفت العلاقة بين حل النزاع الناجح والمكونات الأخرى للاحتياطي المعرفي. مما يشير إلى أن فوائد ثنائية اللغة في الاحتياطي المعرفي ربما تكون أقوى من فوائد العوامل الأخرى المعروفة. ويؤدي إتقان لغتين أو أكثر إلى تحسين أداء الدماغ ليس فقط لدى الأشخاص الأصحاء، ولكن أيضًا لدى الأشخاص المصابين باضطرابات تنكسية عصبية مختلفة مثل الخرف ومرض الزهايمر ومرض باركنسون والسكتة الدماغية".
بديل علاجي "غير دوائي"

في مقال آخر، نُشر في دورية Frontiers in Human Neuroscience، قدم فيديريكو غالو وزملاؤه لمحة عامة عن أحدث الأبحاث حول ثنائية اللغة والشيخوخة، مؤكدين أن ثنائيي اللغة النشطين يتم تشخيصهم بأمراض تنكسية عصبية بعد 5-7 سنوات من المتحدثين أحاديي اللغة. يعتقد الباحثون أن ثنائية اللغة لا تحسن فقط الأداء التنفيذي للدماغ، ولكن أيضًا الذاكرة العرضية والعملية والذاكرة الدلالية، بل وتزيد من الذكاء الكلي للسوائل.

لا توجد أدوية فعالة متاحة بالوقت الحالي لمنع أو إبطاء شيخوخة الدماغ. ويتطلب تطوير علاجات صيدلانية موارد مالية هائلة. لذلك، يجب أن يصبح البحث عن طرق بديلة غير دوائية لإبطاء الشيخوخة المعرفية والبحث عنها أولوية في العلوم.

قد يهمك ايضا 

علماء يطورون اختبارا يكشف ألزهايمر في مراحله الأولى من التطور خلال دقيقتين

تكنولوجيا جديدة قد تتنبأ مبكراً بالإصابة بمرض ألزهايمر

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

اللغات الأجنبية تبطئ وتقلل شيخوخة الدماغ اللغات الأجنبية تبطئ وتقلل شيخوخة الدماغ



GMT 13:32 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
 العرب اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 20:44 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
 العرب اليوم - زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 03:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مخبول ألمانيا وتحذيرات السعودية

GMT 06:15 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط وإزالة الحواجز إلى قصرَين

GMT 04:01 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الثكنة الأخيرة

GMT 20:58 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الجيش الأميركي يقصف مواقع عسكرية في صنعاء

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

موسكو تسيطر على قرية بمنطقة أساسية في شرق أوكرانيا

GMT 14:19 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

إلغاء إطلاق أقمار "MicroGEO" الصناعية فى اللحظة الأخيرة

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

وفاة جورج إيستام الفائز بكأس العالم مع إنجلترا

GMT 17:29 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

سائق يدهس شرطيا في لبنان

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

إصابات بالاختناق خلال اقتحام الاحتلال قصرة جنوبي نابلس

GMT 07:06 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مقتل 6 في غارة إسرائيلية على مدرسة تؤوي نازحين بغزة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab