جنيف ـ العرب اليوم
حذّر المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس، أمس (الثلاثاء)، من أن الدول بحاجة إلى الاستعداد لمرض أكثر فتكاً من «كورونا». وحسب صحيفة «الإندبندنت» البريطانية، فقد أخبر تيدروس جمعية الصحة العامة (الجمعية العامة السنوية لمنظمة الصحة العالمية)، في جنيف، أن الوقت قد حان لدفع المفاوضات بشأن منع الجائحة التالية.
وقال المدير العام للمنظمة: «لا يمكننا تأجيل هذه المفاوضات»، محذراً من احتمالية ظهور وباء «أكثر فتكاً قريباً».
وأضاف: «إن خطر ظهور متغير آخر من الفيروس يتسبب في اندلاع موجات جديدة من المرض والوفاة ما زال موجوداً. كما أن خطر ظهور مرض آخر أكثر فتكاً ما زال قائماً أيضاً».
وحثّ مدير عام منظمة الصحة العالمية كل الدول على الانخراط بشكل بنّاء وعاجل في مفاوضات صياغة اتفاقية لمكافحة الأوبئة.
وتابع قائلاً: «إن التزام هذا الجيل باتفاقية لمكافحة الأوبئة هو أمر مهم للغاية، لأن هذا الجيل هو الذي اختبر مدى فظاعة فيروس صغير مثل كورونا».
وتأتي تحذيرات تيدروس بعد أسابيع فقط من إعلان منظمة الصحة أن «كورونا» لم يعد يشكّل حالة طوارئ صحية عالمية.
وقال تيدروس في ذلك الوقت: «أعلن انتهاء (كوفيد-19) كحالة طوارئ صحية دولية»، مضيفاً أن نهاية حالة الطوارئ لا تعني أن «كورونا» قد انتهى كتهديد صحي عالمي.
وقدّر تيدروس أنَّ الجائحة قتلت «ما لا يقلّ عن 20 مليون شخص»، وهي حصيلة أعلى 3 مرات من التقديرات الرسمية.
لم يكد العالم يتنفس الصعداء بعد إلغاء منظمة الصحة العالمية في 5 مايو (أيار) الجاري حالة الطوارئ الخاصة بـ«كوفيد-19»، وهو القرار الذي أعطى رسائل إيجابية بأن «الأمور تحت السيطرة»، حتى أطلق المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، (الاثنين)، تصريحاً «بدا خطيراً وغريباً»، حينما حذر من وباء قادم «من المرجح أن يحدث قريباً».
وتباينت ردود الفعل إزاء هذا التصريح، فبينما عبَّر متابعون على مواقع التواصل الاجتماعي، عن «قلقهم وخوفهم»، بدا باحثون ومتخصصون «أكثر هدوءاً». ورأوا أن ما قاله غيبريسوس «حقيقة علمية، تم التعبير عنها بشكل صريح وصادم من أجل لفت الانتباه إليها».
أمجد الخولي، رئيس فريق متابعة وتقييم اللوائح الصحية الدولية بالمكتب الإقليمي لشرق المتوسط بمنظمة الصحة العالمية، قال لـ«الشرق الأوسط»: «تاريخياً، العالم إما يعيش في جائحة وإما يستعد لجائحة قادمة، لأن الفيروسات تعيش معنا وتتطور». وشرح: «ليس معنى ما أشار إليه المدير العام للمنظمة من أن الوباء القادم بات قريباً، أنه يُمكن التكهن بالموعد، أو حجم الوباء؛ لكن من المؤكد أنه سيحدث»، لافتاً إلى أن «التصريح ليس هدفه التخويف أو بث الرعب؛ لكن تأكيد أهمية الاستعداد للمواجهة».
والاستعداد للمواجهة، حسب الخولي، «يفرض تحديات تتعلق بتعزيز أنظمة التأهب والكشف المُبكر عن مسببات الأمراض، وتعزيز القدرات في مجال الإنتاج السريع للأدوية واللقاحات، والاهتمام بمسببات الأمراض الحيوانية ودراسة فُرص انتقالها للبشر، لأن أغلب الفيروسات التي أصابت البشر وسببت جوائح عالمية، هي في حقيقتها حيوانية».
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
أرسل تعليقك