حذَّر خبراء الصحة من الآثار الضارة لـ"الأكل العاطفي"، الذي يجذب الكثيرين لتناول الطعام المشبَّع بالدهون والسكريات لاسيما الشيكولاتة ورقائق البطاطس، ما يسبِّب زيادة الوزن والشعور بالخجل والذنب، إلى جانب الإصابة بالكثير من الأمراض الخطيرة.
ومن الطبيعي أن يكون تناول الطعام عند الجوع فقط، ولكن الخبراء كشفوا وجود مليون سبب لتناول الطعام لا يكون الجوع سببها، مثل الملل والإحباط والتعب والحزن والتوتر من العمل والإجهاد، وهو ما يسمى بالأكل العاطفي.
وأكدت عالمة النفس والمتخصصة في سلوك الأكل، جوليا بوكاريون، أن الجميع يتعرض إلى الأكل العاطفي في وقت من الأوقات، ففي كل المجتمعات الإنسانية يستخدم الطعام في المناسبات مثل الولادة والجنازة وحفلات عيد الميلاد، والقليل من الناس يأكل بناءً على حاجته الفسيولوجية كالجوع مثلاً في كل الأوقات.
ويتوجب على الأشخاص الذين يخضعون لسيطرة الأكل العاطفي أن يعيدوا النظر في هذه العادة؛ لأنها ستسبب لهم التعاسة على المدى الطويل، فهو يقود إلى زيادة الوزن وبالتالي الشعور بالخجل والذنب.
ويتعرض 45% من الأشخاص اللذين يعانون من السمنة إلى الأفراط في تناول الطعام بسبب مشاعرهم السيئة، ووجدت دراسة من جامعة ماكماستر في كندا أن 97% من النساء يتناولن الطعام لسبب آخر غير الجوع، ويبقى السؤال لماذا يرتبط تناول الأطعمة السكرية والدهنية بالراحة السريعة؟ وأوضح العلماء أن طبيعة الجسم هي المُلامة على الأقل جزئيًّا، فالطعام يشعِر الإنسان بالأمان والهدوء.
وشرح دكتور التغذية كين جوس أن هناك بعض الدراسات المثيرة للاهتمام والتي تشير إلى أن الطعام له نفس تأثير الأدوية المضادة للاكتئاب على الحالة المزاجية، لاسيما الذي يحتوي على كمية عالية من الدهون.
واستخدم العلماء تقنية لمسح الدماغ لإثبات أن تناول السكريات والدهون والملح يرتبط ارتباطًا وثيقًا بالمراكز العاطفية للدماغ، مما يثبت حرفيًا أن الطعام يؤثر على المشاعر ويدعم فرضية الأكل العاطفي، وعلى سبيل المثال، بينما يشعر الإنسان بالذنب عند تناول هذا الطعام إلا أنه يشعر بالراحة على المستوى الكيميائي.
وبيَّنت دكتور جوليا أن الدهون والكربوهيدرات تطلق المواد المخدرة لتهدئة وتخفيف الألم في الدماغ، وهذا ما يجعل الإنسان يشعر بحالة أفضل، والمشكلة أنه كلما اعتمد الإنسان على الطعام ليحصل على هذا التأثير، كلما قلّ اعتماده على نفسه لإيجاد حلول لمشاكله، وهذا ما يجعل الأكل العاطفي صعب التجاوز.
وأوضحت أخصائية التنويم الإيحائي، أورسولا جيمس، أن الأكل العاطفي هو نشاط يفعله الانسان كي لا يتعامل مع مشاكله، وهذا يمكن أن يعود إلى مرحلة الطفولة، فعلى سبيل المثال لو وقع الطفل تطعمه والدته فورًا لإلهائه مثل مصل الآيس كريم والشيكولاتة، وهي طريقة يستخدمها الكبار أيضًا في تهدئة آلامهم وإلهائهم عن مشاكلهم.
وأضافت: بشكل حاسم، يتطلب الأمر التعلم كيف يتعامل الإنسان مع مشاعره وألا يشرك الطعام في هذا سلوكه، وكلما قاوم الإنسان الرغبة في تناول الطعام ردًا على سلوكه العاطفي يعزز مسارات عصبية بديلة تنتهي الرابط بين الطعام والراحة.
وهناك 3 إشارات على تناول الإنسان للطعام العاطفي، أولها مقارنة الإنسان وزنه في فترة زمنية طويلة وممتدة شملت الكثير من التجارب، فإذا خسر الوزن أو زاد في وزنه فهو يعني استجابته لتناول الطعام العاطفي.
والإشارة الثانية شعور الإنسان بأنه لا يستطيع مقاومة الطعام، لاسيما المشبع بالدهون التي تساهم في تهدئة الآلام، أيضًا من تأثيرات الأكل العاطفي، وأخيرًا استخدام الشخص الطعام لتحسين مزاجه أو الأكل بسرعة وعدم مضغ الطعام بشكل جيد، وفي هذه الحالات ينصح العلماء بأن يتخذ الناس مسارًا آخرًا قبل أن يندموا.
أرسل تعليقك