الرباط ـ الحسين ادريسي
اعتبر الفنان التشكيلي المغربي عمر البلغيثي، في مقابلة مع "العرب اليوم"، أن دخوله في "البورصة العالمية للفن التشكيلي" يعني "إحساسًا بالفخر والاطمئنان، على أن أي عمل جدي يقوم به المبدع له مكافأة"، مشيرًا إلى أن "تحقيق طموح الفنان يتحقق بتراكم العديد من المحطات العالمية في مساره"، قائلاً"هنا نستطيع العودة إلى الحديث عن ضرورة أن يصبح التشكيل المغربي عالميًا ليس بالإبداع فقط، بل بالرواج والتحرك والحضور في كل المناسبات والظهور على كل الواجهات".
وأضاف:" أنا شخصيًا مطمئن جدا لأنني انتمي إلى مشهد تشكيلي يلفت الانتباه دائمًا بغناه وتنوعه"، مؤكدًا أن "دخول العديد من الفنانين المغاربة إلى البورصة العالمية للفن التشكيلي سوف يقوي من حضور ووجود الفن المغربي".
وبسؤاله عن اختياره لدخول "البورصة العالمية للفن" في فرنسا، وكيف تلقى الخبر، قال:" لم تكن هناك فقط، بل هو إحساس بالفخر والاطمئنان على أن أي عمل جدي يقوم به المبدع له مكافأة، كما أنني سعيد جدًا، لأن الفن التشكيلي المغربي هو المعني الأول والأخير بهذا الانتقاء، وليس عمر البلغيثي وحده".
وعن محركات هذه البورصة، قال:" يكفي أن نقول إن البورصة العالمية للتشكيل في فرنسا تضم أكثر من 500 ألف فنان تشكيلي من مختلف بقاع العالم، و يكفي أن نقول إن هناك 27 مليون مؤشر أسهم تهم نتائج المبيعات، و يكفي أن نذكر أن اللوحة التي تدخل البورصة يشاهدها أكثر من مليون و 650 ألف مهتم بالتشكيل في العالم، كما أن عدد الشركات التي تدخل في نطاق البورصة 4500 شركة تحرك المزادات العلنية عبر مجموعة من دول العالم".
وأضاف:"كل هذه الأرقام تدل على أن الرواج المادي للوحات عبر العالم يعرف حركة كبيرة، وأن الفنان الذي تحظى لوحاته بالدخول إلى البورصة يستفيد أولاً من حجم المشاهدين، ونسبة زياراتهم ومن تداول كبريات المزادات العالمية، لذلك فإن التشكيل المغربي يستحق أن يكون حاضرًا في مثل هذه المحطات الهامة والأساسية".
وبشأن ما إذا كان الفن التشكيلي المغربي يحتاج إلى القيمة الإضافية لهذه البورصة، قال:" بكل تأكيد، فهذه البورصة واجهة أساسية للفن التشكيلي العالمي، و أعتقد أن المغرب معني مثل باقي الدول بأن يكون حاضرًا في هذا الملتقى الفني الراقي والرائج جدًا، وأظن أن مشهدًا تشكيليًا مغربيًا متميزًا و متحركًا و مبدعًا، وبه العديد من اللحظات المتألقة يجب أن يكون حاضرًا في هذه البورصة".
وأضاف البلغيثي:"هنا أشير إلى ذلك الإحساس بالفخر الذي انتابني عندما صادفت مغربيًا يحتل المرتبة 489، أي أنه من بين الـ500 فنان الأوائل في العالم، وهو الشيء الذي علينا أن نتخده نبراسًا نستضيء به في شق طريقنا نحو العالمية، فنحن نمتلك التنوع والتعدد والتجانس من داخل هذا الكم الهائل من التنويعات والتجاذبات الفكرية واللغوية والثقافية، والتي تشكل في الأخر هذا الوطن الجميل، وهذه المملكة البهية المغربية"، فيما لفت إلى أن هذا هو الفنان التشكيلي المعروف محمد الإدريسي.
وعما إذا كانت المرتبة التي يحتلها نتيجة تصنيف أو غيره، أوضح:" بل هي نتيجة رواج لوحات هذا الفنان، والتي تقدر بـ 163 ألف أورو، وهذا تقدم ملموس، مقارنة مع السنة الماضية التي كان يحتل فيها المرتبة 880".
وأضاف البلغيثي:" التحكم ورواج اللوحات، لا يتم بشكل مباشر طبعًا، فالبورصة لديها قائمون عليها وهي مؤسسة حقيقية، لكن الفنان يستطيع التأثير في مسار لوحاته داخل البورصة بشيء واحد فقط، وهو العمل الدؤوب، ومواصلة المسير على نهج الحضور في مختلف الأروقة والمحافل، وطبعًا أهم ما في الأمر هو الجودة والإبداعية".
وتابع:" أنا شخصيا مطمئن جدا لأنني انتمي إلى مشهد تشكيلي يلفت الانتباه دائمًا بغناه وتنوعه والأكيد أن دخول العديد من الفنانين المغاربة إلى البورصة سوف يقوي من حضور ووجود الفن المغربي".
وبسؤاله عن الرغبة في دخول البورصة، وعما إذا كان المسؤولون يختارون من يدخل إليها، قال البلغيثي:" أولا الرغبة هي الطموح و الطموح مشروع دائمًا وممكن، وعلى الفنان لكي يصل إلى تحقيق هذا الطموح أن يراكم العديد من المحطات العالمية في مساره كفنان يعرض هنا وهناك في هذه الدولة وتلك، وهنا نستطيع العودة إلى الحديث عن ضرورة أن يصبح التشكيل المغربي عالميًا ليس بالإبداع فقط، بل بالرواج والتحرك والحضور في كل المناسبات والظهور على كل الواجهات".
وفي شأن مساواة أسهم البيع لجودة الإبداع، قال البلغيثي:"المقارنة بهذا الشكل قد تبدو بشعة جدا، حيث إنها تقحم الإبداع في السوق.. قيمة الإبداع فوق أي تقدير، واللوحات التشكيلية مهما بلغت أسعارها تبقى قيمتها المعنوية الإبداعية أغلى بكثير، لكن هذا لا يمنع من أن لكل شيء ثمن أو قيمة مادية، لذلك فالعمل على ترويج المنتج الفني مسألة غاية في الدقة و التفصيل".
وأضاف:"أسهم اللوحة المادية سر من أسرار جاذبيتها أما قيمتها الفنية الإبداعية فهي سر وجودها أصلا. وهنا أقول إن المزاوجة بين القيمة الفنية والقيمة المادية أساسي بالنسبة ليوميات التشكيل العالمي".
وعن كيفية الوصول إلى هذا الهدف الكبير، أكد:" بالعمل والمواظبة على الانتشار وجعل اللوحة المغربية عالمية فنيًا و تجاريًا، و ذلك عبر خوض غمار جولات تشكيلية بمعارض عبر مجموعة من الدول في أوروبا و أميركا وآسيا والخليج العربي.. تلك هي الخطوات اللازم اتخاذها من اجل تحقيق هذا المبتغى".
أرسل تعليقك