وديعة بوطابة لـالعرب اليوم الفنان التشكيلي سفير فوق العادة لبلاده
آخر تحديث GMT13:32:21
 العرب اليوم -

وديعة بوطابة لـ"العرب اليوم": الفنان التشكيلي سفير فوق العادة لبلاده

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - وديعة بوطابة لـ"العرب اليوم": الفنان التشكيلي سفير فوق العادة لبلاده

الرباط ـ يسرى مصطفى

انبهرت الفنانة التشكيلية المغربية وديعة بوطابة بعالم الألوان ونسجته داخل حكاياتها وورشاتها ومعارضها، وعشقت الفن التشكيلي فأصبح منحى واختيارًا لحياتها. متعطشة للتراث، ودرست فن التصميم، كما عملت في مجال الأزياء. استقت تجربتها من التاريخ ومن التقاليد والذاكرة المغربية، تقيم في لندن، وتزور المغرب باستمرار، وتوظف ما تراه كله من خبايا وآثار تراثية في مجالها الإبداعي، تصنع من خلاله عالمًا جديدًا تسخره للتعريف بحضارة المغرب. ولدت بوطابة في بريطانيا من أبوين مغربيين يتحدران من مدينة الناظور. شرعت منذ نعومة أظافرها في تشكيل لوحاتها، وأعمالها الفنية، التي تسعى من خلالها للتعريف بغنى المغرب وتنوع مخزونه الحضاري والتراثي، ولتغيير الصورة النمطية، التي ظلت في أذهان الأوروبيين عن المغرب والمرأة المغربية. نهج حثيث للتعريف بالتراث المغربي في بريطانيا بعد سنوات من البحث والاجتهاد ورسم عشرات اللوحات المتنوعة عن المغرب وتراثه العريق، وباعتبارها من الفنانات التشكيليات القلائل في بريطانيا، تمكنت بوطابة من وضع أقدامها على الساحة الفنية في بريطانيا، ومن كسب احترام النقاد والجالية العربية، لاسيما بعد أن خصصت ريع معرضها الأول لجمعية مصرية تساعد سكان غزة في محنتهم، فانتشرت أعمالها، كما تعاونت مع عدد من الوكالات اللندنية، التي منحتها فرصة عرض أعمالها في معرض في لندن، إذ نظمت ،أيضًا معرضًا لفائدة رابطة المهاجرين، حضرته الكثير من الشخصيات والتمثيليات الدبلوماسية، إلى جانب حضور أبناء الجالية المغربية المقيمة في لندن وعدد من المواطنين البريطانيين الراغبين في اكتشاف تراث المغرب وعاداته من خلال أعمالها". وتسعى بوطابة من خلال تجربتها في الفن التشكيلي، إلى إيجاد جمهور واعٍ بمحيطه وإلى إيجاد نسق تمتزج فيه الصورة بالواقع الحسي وتقول لـ"العرب اليوم": "لا ننتج اللوحات من فراغ فنحن نعمل على تربية الذوق وتجسيد رؤية، لاسيما أننا نعيش زمن الغربة والصراع بين الثقافات ما يجعلنا في حراك دائم مع هذا الواقع واستشراف المستقبل". وتهتم وديعة بوطابة دائمًا بتقريب صورة المرأة ودورها في المجتمع المغربي، وتعتبرها دعامة أساسية لتماسكه واستمراره، فهي تتحدث في حواراتها الصباغية عن آلامها وآمالها وتضحياتها، وهو هوس إنساني يحمل دلالات عميقة، وتؤكد لـ"العرب اليوم": "أعبر دائمًا عن سعادة المرأة وعن آلامها من خلال الألوان المتعددة والمنسجمة، في المعارض والأروقة العربية كلها في لندن، فهم هناك يعشقون الألوان التي أوظفها في لوحاتي، التي كونت من خلال لوحاتي صوتًا للمرأة ونضالاتها وأحاسيسها وأحلامها والتضحيات كلها التي تقوم بها في سبيل خدمة الأسرة والأبناء في المجتمع المغربي. ولا أدخر أي جهد في تسخير الفن لخدمة القضايا الاجتماعية والإنسانية، وهو الأمر الذي يجعل أعمالي كلها تلقى إقبالًا كبيرًا، كما أوظف لوحاتي لمنحى آخر هو الإحساس بآلام الآخرين وبالعمل الخيري والأهداف والقيم الإنسانية النبيلة، فقد عملت إلى جانب فنانين في هذا الإطار، وخصصنا ريع أعمالنا لأطفال غزة منذ خمس سنوات، كما أعمل جاهدة، انطلاقًا من قناعاتي، لتصحيح الصورة السيئة للإسلام، التي ظل الغربيون يروجونها عنا عبر صحافتهم، وأسعى حاليًا لإنجاز معرض حول موضوع الأزمة وأعمال العنف الدامية في سورية". وتعتبر بوطابة أن الفن التشكيلي في المغرب تطور كثيرًا، ما أسهم في ظهور الكثير من التجارب والمدارس المتنوعة، كما أن مجموعة من الفنانين اكتسبوا صبغة العالمية باشتغالهم على تنوع المواضيع، التي تجعل أي فنان منهم يخدم قضايا المجتمع ويعبر عن حقيقته وتصوراته، فيسهم بهذا في بث روح التلاقح المفروض بين الثقافات في بعديها الإنساني والتراثي. وتقول بوطابة لـ"العرب اليوم": "أعتقد أن الفنان التشكيلي سفير فوق العادة بنهجه الفني، فهو واجهة تضمن الانفتاح على تجارب وعادات المجتمعات الأخرى، فالمغرب ظل دائمًا وجهة مفضلة للبريطانيين، الذين يهتمون كثيرًا بالتعرف على ثقافة الآخرين، كما يبدو ذلك جليًا من خلال زياراتهم المتكررة للمدن المغربية العتيقة ذات البعد التراثي. كما أنهم معجبون بالصناعة التقليدية وبالأشكال الهندسية البديعة التي يكتشفونها في المغرب، وهذا ما يدفعني للاجتهاد في عملي لأحمل إليهم هذه الثقافة في قالب فني خاص، فهذه الصورة تسهم في رصد دقيق لواقعنا الاجتماعي، وبإمكانها أن تحسن من تصورهم ونظرتهم لواقعنا. لقد أردت أن أفتح عيونهم على جوانب مختلفة من حياتنا وأدفعهم إلى التفكير في ذلك، وبالفعل كان تواصل الأوروبيين إيجابيًا مع لوحاتي بغض النظر عن نظرتهم السلبية لواقعنا. ولدي رغبة قوية لعرض أعمالي في المغرب والاعتراف بي في بلدي، وهو الأمر الذي سيكون بمثابة حلم ظل دائمًا يراودني، وهو الأمر الذي يجعلني أسعى إلى التعرف على الفنانين التشكيليين المغاربة، لتعزيز التقارب والتواصل معهم والإسهام في أعمال مشتركة تنحو منحى الأصالة وتعريف الآخرين بما يزخر به مجتمعنا".  

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

وديعة بوطابة لـالعرب اليوم الفنان التشكيلي سفير فوق العادة لبلاده وديعة بوطابة لـالعرب اليوم الفنان التشكيلي سفير فوق العادة لبلاده



GMT 10:34 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
 العرب اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 13:32 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
 العرب اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 10:29 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
 العرب اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 20:21 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

غارة إسرائيلية تقتل 7 فلسطينيين بمخيم النصيرات في وسط غزة

GMT 16:46 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

صورة إعلان «النصر» من «جبل الشيخ»

GMT 22:23 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

إصابة روبن دياز لاعب مانشستر سيتي وغيابه لمدة شهر

GMT 06:15 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط وإزالة الحواجز إلى قصرَين

GMT 18:37 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مصر تحصل على قرض بقيمة مليار يورو من الاتحاد الأوروبي

GMT 10:01 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الزمالك يقترب من ضم التونسي علي يوسف لاعب هاكن السويدي

GMT 19:44 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

هزة أرضية بقوة 4 درجات تضرب منطقة جنوب غرب إيران

GMT 14:08 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

استشهاد رضيعة فى خيمتها بقطاع غزة بسبب البرد الشديد
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab