الجزائر ـ ربيعة خريس
صدرت للكاتب الجزائري، الطيب صالح طهوري، مجموعة قصصية جديدة تحمل عنوان " واصل غناؤك أيها الرمل، واصلي رقصكِ أيتها النار"وقال الكاتب الجزائري إن مجموعته القصصية الجديدة تتحدث إجمالًا وبلغة رمزية مكثفة عما يحدث في عالمنا العربي بما فيه الجزائر، كما تتحدث عن أحلام الناس وآمالهم كما تتحدث عن آلامهم وأحزانهم.
ووفق القراءة النقدية التي أجرتها الأديبة السورية فاديا عيسى قراجة، على المجموعة القصصية الجديدة التي تحمل عنوان واصل غناءك أيها الرمل .. واصلي رقصك أيتها النار، فالعنوان ينقسم إلى شطرين، فالمبدع يأخذ القراء إلى التساؤل .. كيف سيغني الرمل وهو يقبع تحت لظى الشمس، وبين جفون النار ؟ كيف سيتأتى الغناء لمن يحترق، ربما هذا يطابق مقولة : الديك يرقص مذبوحاً من الألم .. وربما من سيقرأ هذه المجموعة سيجد أن الألم الذي ينضح منها كالعرق هو عبارة عن غناء المذبوح من الألم ، لكنه يجيب بالشق الثاني للعنوان .. بأن النار هي من سترقص على ألحان الرمل.
واعتمد الطيب طهوري على الثنائيات المتنافرة "نار .. رمل . جمال .... قبح ... حرية .. قيد.. قبر .. حياة "، وهو بالتالي يعمل بقلم احترافي بين هذه المتناقضات التي تقض مضجع قلمه، فالرمل يغني للنار كي تزداد لهيبًا، والقيد يغني للحرية حتى ينكسر، والقبح يغني للجمال حتى يحضر، والحياة تستحضر الموت كي تبقى متوهجة، والقبر يمر من أمام الحياة كي يهزها .. يمكن أن نضيف جملتا العنوان تبدآن بالأمر " واصل.. واصلي" ..نحس ونحن نقرأ الجملتين بالكثير من التحسر..بالكثير من الألم..كأنه يقول: افعل ما بدا لك أيها الرمل مادمت قد صرت جفافًا في القلوب والعقول..لم نعد نحس ..لم نعد نفكر..ماتت مشاعرنا نحن العرب..مات التفكير فينا .. غن فرحًا أيها الرمل..لقد اتسع مجالك أكثر..لم تعد تتواجد في الأرض وحدها..صرت في الإنسان " العربي أساسًا"..افعلي ما بدا لك أيتها النار..افرحي..لقد امتد لهيبك في كل مكان من أوطاننا نحن العرب..نضبت مشاعرنا..لم يعد فينا ما يطفئك ويحد من امتدادك الذي لا ينتهي..الرمل ريح سافية تدفعكَ إلى الأمام..وأنت لهيب بلونه، يتطاير هنا وهناك ليحرق حياتنا أكثر .
أرسل تعليقك