فريد رمضان يؤكّد أنه تشغله إشكاليات الهوية لبحثه عن ذاكرة مشتركة مع الآخر
آخر تحديث GMT08:55:05
 العرب اليوم -

أوضح أنه لا يوجد شيء يصمد أمام انفجار الهويات

فريد رمضان يؤكّد أنه تشغله "إشكاليات الهوية" لبحثه عن ذاكرة مشتركة مع الآخر

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - فريد رمضان يؤكّد أنه تشغله "إشكاليات الهوية" لبحثه عن ذاكرة مشتركة مع الآخر

الروائي البحريني فريد رمضان
المنامة ـ العرب اليوم

يُعدّ الروائي البحريني فريد رمضان، وهو روائي وسينارست ومنتج سينمائي (مواليد المحرق 1961)، من أبرز الروائيين الخليجيين الذين اشتغلوا بموضوع الهويات الثقافية، خصوصاً في البحرين، حتى أطلق عليه نُقّاد لقب «روائي الهويات».

يبرز هذا الاشتغال في أغلب أعمال رمضان: «البياض» (قصص قصيرة - 1984)، «التنور؛ غيمة لباب البحرين» (رواية - 1994)، التي يبحث فيها في هويات «الهولة» (العرب القاطنين برّ فارس، حيث هاجروا مجدداً إلى أقاليم عربية في الخليج)، ويتناول تحولاتهم من الساحل الفارسي، حتى استقرارهم في الجانب العربي من الخليج.

رواية «السوافح ماء النعيم» (2006)، التي تتقصى المجموعات السكانية التي هاجرت من الجنوب العراقي، ومن شرق السعودية. ورواية «البرزخ» (2000)، حيث يتناول فريد رمضان فيها جذور هويات مواطنين بحرينيين من أصول عمانية وعراقية، تمتد في الهجرة والاستيطان في البحرين، ومثلها كتابه «تلك الصغيرة التي تشبهك» (نصوص - 1991). في حين تبحث رواية «المحيط الإنجليزي» بشكل استقصائي في «هجرة البلوش والأفارقة إلى البحرين، وشبه الجزيرة العربية».

الحوار التالي أجرته «الشرق الأوسط» عبر التواصل الإلكتروني، مع الروائي البحريني فريد رمضان، وينبغي التنويه إلى أن جزءاً من هذا الحوار شارك في إعداد محاوره الناقدان البحرينيان: الدكتور نادر كاظم، والدكتور فهد حسين.

> ما السر وراء تكريس فريد رمضان لـ«إشكاليات الهوية» في رواياته منذ «التنور» حتى «المحيط الإنجليزي»؟

- ربما لأنني أبحث عن ذاكرة مشتركة مع الآخر، ذاكرة تؤسس لفهم أوسع، اشتباك أعمق، وانزياح نحو «الأنا» في ذاتها وذوبانها. مذهبها، ودينها. إيمانها، وكفرها. في حقها وحقوقها. فيما لها وما عليها. هل لنا أن نتحدث بجرأة أكثر، ونتخيل أن شبه الجزيرة العربية بحجمها كانت محمية بين بحرين؛ البحر الأحمر وأفريقيا، والخليج العربي وآسيا على الجانب الآخر. هذا التوسيط كرس عزلة شبه كاملة لها، إلا عبر طريق رحلة الشتاء والصيف، وموسم الحج الإبراهيمي في مكة، حتى تأسست الدولة الإسلامية المتعطشة للتوسع وعبور البحار نحو الآخر. أي آخر؟ حيث الهويات والأعراق واللغات، وحيث العالم وهو يبتلع كل شيء بما فيها حكم الدولة الإسلامية الذي انتهى بهويات وأجناس وأعراق أخرى تحكم باسمه ولا تمت بصلة بشبه الجزيرة العربية أو الرسول محمد (صلى الله عليه وسلم). وهذه صيرورة تاريخية ينبغي أن نعترف بها ونمضي نحو فهم الآخر فهما حضارياً، إذ ليس من المعقول أن نظل نتنادى باسم القبيلة والأصالة والنقاء العرقي ونحن في القرن الحادي والعشرين، حيث العالم قرية صغيرة. وفي غياب كامل لحق المواطنة الكاملة للإنسان العربي. وكأننا خارج التاريخ.> تناولت أعمالك الفئات والقوميات والجاليات، هل ثمة سبب يدفعك لمثل هذا الاشتغال بالهويات المهمشة؟- ينبغي النظر للمعطيات الاجتماعية والفسيولوجية للمجتمعات في المنطقة، هذا الخليج الصغير الذي كان منطقة انتقال حر على أطرافه؛ قوارب صغيرة تقطع الخليج شرقه بغربه، شماله بجنوبه، من أجل لقمة عيش كريمة، أو هرباً من تحولات اقتصادية كبيرة دفعت بالإنسان للتنقل والهجرة دون ورقة مرور، ودون إذن من رجال الجمارك، لأنه ببساطة لم تكن هناك دول ومكاتب جمارك. فجأة وجد نفسه مع تأسيس الدولة الحديثة منتصف القرن العشرين ضمن سياقات مجبَر عليها بحكم سلطة القبيلة والعشيرة العربية من جانب، ونزعة عرقية آرائية فرضها شاه إيران ومن بعده حكم الملالي المتطرف من جانب آخر. وفي الجانبين ثمة شعوب تكافح لقمة العيش، بانضوائها تحت عباءة القبيلة، أو المذهب على حساب دساتير حقيقية غائبة تدفع بالتنمية البشرية نحو واقع أفضل.أما في إشارتك لموضوع الجاليات؛ فهذا موضوع آخر لم أتناوله في تجربتي، وهو يخص مهاجرين عاملين جاءوا من آسيا في مرحلة الطفرة النفطية لحاجة دول الخليج العربية إلى العمالة مع سرعة التنمية الاقتصادية، وتركت آثاراً خطيرة في الوقت الحاضر. انظر معي وقل لي: ماذا ترى؟ أليست ثمة ملامح لسنغافورة أخرى في الخليج العربي، أو صحراء تمتد على طول الخليج. ما شكل دول الخليج بعد مائة سنة من اليوم؟

«المحيط الإنجليزي»> تختلف «المحيط الإنجليزي» عن كل رواياتك وأعمالك الأخرى، في الحجم وفي التكنيك الروائي؛ لماذا هذا النفَس الطويل بعد سلسلة روايات قصيرة أقرب لـ«النوفيلا»؟- هذا الأمر كان واضحاً منذ البداية، مع وضع المعالجة ورسم خريطة الرواية وبناء الشخصيات وتعددها. رواياتي السابقة كانت قائمة على البطل الواحد ومحيطه الاجتماعي والمكان الواحد، وهي إما قرية أو مدينة في البحرين. هنا المسألة أضحت مختلفة مع بناء خطين زمنين مختلفين، تتوالد معهما شخصيات رئيسية كثيرة، تنتقل في فضاء مكاني شاسع ما بين الهند الغربية وأفريقيا الشرقية وشبه الجزيرة وعمان وبلوشستان والبحرين.

> لماذا تخفّفت من الكتابة الفانتازية في «المحيط الإنجليزي»؟ هل هي صحوة روائية متأخرة، أم مجاراة رغبات القارئ العام الذي صار ينتظر رواية بحبكة متماسكة؟

- أنا شخصياً لم أكتب أدباً «فانتازيا» بمعنى المصطلح حتى أتخفف منه، كتاباتي السابقة تميل إلى الاهتمام اللغوي والشعري في بناء جملة السرد الروائي، وهو الأمر الذي ما زلتُ أهتم به عبر اللغة، ومتخففاً من الصورة والجملة الشعرية لصالح طبيعة السرد وحبكتها.> هذه الرواية، «المحيط الإنجليزي»، التي وُصفت مراراً بأنها سرديّة للتعايش، وقد سبقتها تجربتك الروائية الأولى «التنور... غيمة لباب البحرين»، وكل هذه اللوحة التي تم رسمها لمجتمع متعدد ومتنوع في الهويات والأصول والأعراق، إلى أي حد يمكن أن تصمد هذه الصورة الزاهية إذا تعرضت لامتحان انفجار الهويات؟لا يوجد شيء يصمد أمام انفجار الهويات، ويكفي النظر إلى كتب التاريخ لتبيان حجم القتل والاضطهاد بداعي اختلاف الهويات، والمفاضلة بينها على كل المستويات. منذ اشتغال التخيّل عند الإنسان، وضمن صراعه للبقاء أضحى الآخر المختلف عن الجماعة، وهو شخص خارج عنها ويتوجب الخضوع لهم، وإلا يُطرَد أو يُقتل. وهكذا سارت الحضارات القديمة في بناء ذاتها، فهي إما ثمرة النزعة العدمية والميتافيزيقية، أو ثمرة مصالح المجتمع الزراعي الأول. وهكذا سارت بأممها نحو مسارات لفهم ذاتها وفهم محيطها. وهذا أدى إلى حروب بشعة وتمثيل في الآخر المختلِف.ورغم ما وصلنا إليه اليوم من رؤية في فهم التاريخ البشري للإنسان،

فإن النزعات الطائفية ما زالت ماثلة في المجتمعات. وأعتقد أننا نحملها من جين «الأنا» القديم الذي ما زال له موقع قدم في المخ. وبدليل أن ما يجري الآن منذ مقتل الأميركي الأسود، جورج فلويد، يؤكد على حضور الصياغات الإدراكية في تفسير العلاقة الشائكة بين الأميركي الأبيض والأسود، مع أنه في التعريفات للأميركي الأبيض نقول: أميركي فقط. أما إن كان أسودَ فهو أميركي أفريقي وأميركي أصفر للآسيويين. وما زال زلزال «فلويد» يواجه هذا البلد الديمقراطي بكثير من التحديات، فما بالك بالحديث عن واقعنا العربي الذي يغيب فيه كل شيء؟!كتّبتَ مجموعة قصصية واحدة هي (البياض)، ثم كتبتَ أربع روايات؛ ما الأسباب التي دعتك للانتقال من القصة إلى الرواية؟- لم أنقطع عن كتابة القصة القصيرة بعد «البياض»، بل نشرت كثيراً منها في المجلات الأدبية والثقافية، ولكنني لم أجمعها في كتاب، ومع انشغالي بكتابة «التنور» ارتكزت التجربةبعدها على موضوع الهويات، وتكريس المرحلة في الاهتمام بكتابة السيناريو الأمر الذي أبعدني عن كتابة القصة القصيرة. لقد وجدت في كتابة الرواية والسيناريو السينمائي إمكانيات وتحديات صعبة وجميلة.> في ضوء اهتمامك بالسينما، وقد كتبت نحو 16 فيلماً روائياً، ما علاقة السرد بالسينما؟

- السينما كخطاب سردي له مقوماته الخاصة، ولعل أهم هذه العناصر توفر الحكاية أو القصة، عبر بناء الشخصيات بسياقات درامية، والكتابة بطريقة تسمح لنقلها عبر الكاميرا إلى صور متتابعة تحافظ على السرد بصرياً، وتمنحه جمالياته الخاصة.> لك اهتمام بكتابة النص المفتوح، وكذلك النص المسرحي فهل حققتَ ما ترغب فيه من هذا الاهتمام؟- الكتابة مشروع مفتوح على كل الاحتمالات.> كتبت نصوصاً مسرحية، وحصلَتْ مسرحيتك «درب المصل» على الجائزة الأولى في مسابقة التأليف المسرحي لوزارة الإعلام (2005)، لماذا يعاني المسرح دائماً من أزمة النصّ؟

- لا أرى مسرحاً يعاني فيه المسرح، ثمة خلل في الرؤية تجاه المسرح تتحملها الدولة والمؤسسات المسرحية. أعتقد أن المسرح يعاني من أزمة مسرحيين أكثر من أزمة النص المسرحي. ويعاني من افتقار الرؤية لأهميته ودوره في المجتمع من قبل الدولة والمسرحي نفسه.

قد يهمك ايضا :

وليد الأدهم يكشف تفاصيل فيلمه الروائي القصير "سواح"

جائزة "كتارا" تختار الروائي العراقي الراحل غائب طعمة فرمان شخصية العام

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فريد رمضان يؤكّد أنه تشغله إشكاليات الهوية لبحثه عن ذاكرة مشتركة مع الآخر فريد رمضان يؤكّد أنه تشغله إشكاليات الهوية لبحثه عن ذاكرة مشتركة مع الآخر



هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 01:27 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يطالب بإنهاء الصراع الإسرائيلي اللبناني
 العرب اليوم - ترامب يطالب بإنهاء الصراع الإسرائيلي اللبناني

GMT 20:38 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين عبدالوهاب تكشف عن شروطها لتعود إلى التمثيل
 العرب اليوم - شيرين عبدالوهاب تكشف عن شروطها لتعود إلى التمثيل

GMT 04:13 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريش يعرب عن «صدمته» إزاء المعارك في وسط السودان
 العرب اليوم - غوتيريش يعرب عن «صدمته» إزاء المعارك في وسط السودان

GMT 03:26 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

بلينكن يطلب من إسرائيل السماح باستئناف التلقيح لأطفال غزة

GMT 12:54 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

اكتشاف جينات جديدة ترتبط بزيادة خطر الإصابة بالسرطان

GMT 17:43 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

كندة علوش تكشف عن طريقة خروجها من الكآبة

GMT 03:47 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

جيش الاحتلال يعلن إسقاط طائرة مسيرة قادمة من لبنان

GMT 00:13 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

مسيرة مجهولة المصدر تسقط في الأراضي الأردنية

GMT 00:06 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

غارات إسرائيلية جديدة على النبطية في لبنان

GMT 02:21 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

ارتفاع حصيلة قتلى فيضانات إسبانيا إلى 158

GMT 03:40 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

ريال مدريد يتبرع بمليون يورو لضحايا إعصار دانا في إسبانيا

GMT 01:37 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزال بقوة 5 درجات يضرب جزر الكوريل الجنوبية

GMT 03:30 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

ميسي يثير الغموض حول مشاركته في كأس العالم 2026

GMT 08:15 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

عمرو دياب يكشف سبب حذف أغانيه

GMT 20:15 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

انتخاب محمود المشهداني رئيسا للبرلمان العراقي

GMT 00:00 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

يوسف الشريف يتحدث عن عقدته بسبب يوسف شاهين

GMT 07:57 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

نتائج "مايكروسوفت" و"ميتا" تهبط بأسهم "ناسداك" 2.8%
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab