إعجاب متزايد في أوروبا بلوحات فنان يمني رسمها خلال فترة الحجر الصحّي
آخر تحديث GMT16:59:46
 العرب اليوم -

كشف أنّه لم يمسك ريشة أو ألوانًا قبل انتشار "كورونا" الذي فجّر موهبته

إعجاب متزايد في أوروبا بلوحات فنان يمني رسمها خلال فترة الحجر الصحّي

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - إعجاب متزايد في أوروبا بلوحات فنان يمني رسمها خلال فترة الحجر الصحّي

الرسم التشكيلي
باريس ـ العرب اليوم

اكتشف المخرج والناقد السينمائي اليمني حميد عقبي، المقيم في فرنسا، موهبة جديدة تفجرت أثناء فترة الحجر الصحي المرتبطة بجائحة كورونا، ألا وهي الرسم التشكيلي.يكشف الفنان اليمني عن أنه لم يمسك ريشة أو ألوان قبل فترة الحجر الصحي التي فرضت في مختلف أنحاء العالم، إلا أنه استطاع أن يرسم أكثر من 70 لوحة خلال هذه الفترة، ولقيت أعماله الكثير من الردود الإيجابية وصدى لدى الأوساط الفنية في فرنسا والعالم العربي.ويصف عقبي تجربته بأنها تبحث في اللاشعور وفي عمق الذات الإنسانية، وعلى الرغم من كونه معروف كفنان سينمائي له 8 أفلام قصيرة وكتب 27 كتابا حول السينما والنقد الأدبي، بالإضافة إلى الكثير من المقالات والكتابات في الصحف والمجلات العربية، إلا أنه بدأ الرسم فقط في 24 أبريل/ نيسان.تجربة جديدة يعترف المخرج والناقد السينمائي بأنه أمسك الألوان وورقة عادية خاصة بالأطفال، وعليها رسم لوحاته الأولى، قبل أن تظهر لديه رغبة حقيقية بالرسم لم يتوقعها هو نفسه، فذهب واشترى أدوات وأوراق الرسم وألوان زيتية وبدأ رسم اللوحة تلو الأخرى، ويقول عن هذه المرحلة: كنت أنشر أعمالي على "فيسبوك" وكانت ردود الأفعال جيدة جدا، بدأ هذا النشاط عبر ساعتين إلى ثلاث خلال الأيام الأولى، ثم تطور حتى أصبحت أقضي أوقات تصل إلى 10 ساعات في اليوم من الرسم المتواصل، وانتقلت من العمل على الورق إلى القماش مع أدوات احترافية أكثر.ويكمل عقبي: الحمد لله توجت هذه التجربة بمعرض في مختبر الفن في النورماندي في فرنسا، جاءت ردود الفعل إيجابية جدا من حيث الزيارات والأصداء لهذا المعرض، ورأيت ذلك من خلال النقاشات مع زائري هذا المعرض، خاصة أن هذا المختبر متخصص بالفن وهو ليس مفتوح للجمهور بشكل عام، إنما جمهور خاص ونوعي من فنانين معروفين.ويبين الناقد اليمني أنه كان شغوفا بالفن التشكيلي منذ بداية دراسته للفن عام 1993، من خلال دارسته وزيارته المتعددة للمعارض الفنية، وبأنه كتب سلسلة من المقالات التحليلية لبعض أعمال الفنانين العرب، ويتابع حديثه:

هذه التجربة لها مذاق ونكهة خاصة، وأنا استفدت كثيرا كسينمائي وناقد تشكيلي لأني فهمت كيفية التعامل مع اللون، وكيف يمكن أن تعيش لحظات ولادة عمل فني، وهذه اللحظات يبقى لها مذاق خاص، فعندما يقف الفنان أمام اللوحة وهي بيضاء ويتلمسها وينظر إلى الألوان والفرشاة، ومع أول بقعة او خط لوني يبدأ ميلاد لوحة جديدة.ويضيف: أنا لم أخطط لأي لوحة إنما دائما أقف أمام الألوان وأدوات الرسم حينما أكون وحيدا، ولوحاتي كما فسرها صديقي الفرنسي بأنها حلم يقظة لأنني أرسم والناس نيام، فهي حلم يتجسد ويتشكل في عمل يتطور، وهذه من الأشياء التي أشعر بلذتها في هذه التجربة.ولادة في فترة حساسة ويعتبر الفنان التشكيلي بأن هذه التجربة جاءت في فترة حساسة جدا، حيث كانت الإنسانية بشكل عام مهددة مع الكثير من أخبار الوباء والموت، وهوما يعطي هذه التجربة انطباعا عن أنها كانت دفاعا عن النفس والحياة، ويكمل: يمكن ملاحظة المنشور الخاص بالمعرض حيث كتب بعض النقاد بأن حميد يحب الحياة وأن هذه اللوحات فرحة في الحياة، وهي دفاع عن النفس في هذه الفترة العصيبة جدا، التي شعرنا بها بأننا مهددين بالموت وبفقدان أحبة. ويكمل: إذا أردنا أن نفهم هذه التجربة يمكن القول إنها تجربة تبحر في اللاشعور، وإذا قلنا عن هذه من ناحية التشريح ونظرية الفن التشكيلي فنحن سندخل في الكثير من المتاهات، لأن هذه النظريات ليست معيار، فهناك فنانين كبار لا يهتمون بالتفاصيل الدقيقة للأشياء. ويواصل: المعاني والدلالات والرموز التي تولد في هذا العمل هو الشيء المهم، والذي يصل إلى الروح وهي ليست مسألة أكاديمية أو نظرية، على الرغم من أهمية هذه المسائل والتقنيات، وتتطور لدي هذه المسائل والتقنيات عبر الممارسة الطويلة والمتكررة، حيث أصبح لدي سهولة في تطبيق هذه التقنيات ونوع من تجاوز الصعوبات التي واجهتها في الأيام الأولى.ويتحدث الفنان اليمني عن ردة فعل الأوروبي والتي ظهرت من خلال زيارات المعرض، حيث كان هناك نظرة خاصة للألوان وللمواضيع، ويقول: قال عنها أحد الأصدقاء بأنها تنقلنا إلى حكايات ألف ليلة وليلة وحكايات سبأ واليمن السعيد والحكايات التي لا نفهمها ولم نسمع بها كأوروبيين، فهو شيء جديد على العين الاوروبية، حيث أن لدى الرسم الأوروبي أو الفرنسي نوع أو نموذج معين.ويكمل عقبي: في لوحاتي ومن دون أن أقول بأنني يمني أو عربي يعرف الشخص عندما يقف أمام هذه الأعمال بأن الفنان رجل شرقي عربي يمني، ويجد من خلالها تدفق من المشاعر والاستكشاف، فترى شخص يقف أمام لوحتك لمدة ربع أو نصف ساعة فقط لرؤية الألوان أو التفاصيل ويحاول فك وقراءة ما تحكيه اللوحة، لأن هذه اللوحات تحوي نوع من الدراما والحكايات والقص والسرد، وذلك بسبب لأنني سينمائي في المقام الأول.بمن تأثر عقبي يكشف المخرج حميد عقبي بأن تأثره الأول هو بالسينما كونه محور دراسته واختصاصه، ويعترف بأنه متأثر بالمدرسة التعبيرية والتجريدية، ويتابع: أستطيع أن أقول إني من محبي بيكاسو وسلفادور دالي وأعمالهم، ومن خلال دراستي للفن التشكيلي هناك الكثير من الفنانين العرب الذين أحبهم ومدمن على مشاهدة أعمالهم، لربما تكون هذه التجربة خلاصة لهذه المحبة.

ويضيف: أنا في الحقيقة عاجز عن رسم شجرة أمامي أو ما يعرف بالرسم التشريحي، ولكن قادر بأن أعبر عن الذي أحس به بشكل خاص، مثلا توجد عدة لوحات سميتها منامات شجرة دم الأخوين وهي شجرة معروفة في اليمن وجزيرة سوقطرة، وأرى أنها شجرة مقدسة ومباركة فيها الكثير من الإحساس والإيحاءات، فعندما رسمتها رسمتها بطريقة أخرى كأنها جسد إنسان ولديها أذرع وأطراف، وقدمتها بشكل أنثوي وبشكل حساس وليس بشكلها الطبيعي التشريحي.ويواصل الناقد وصفه لأعماله: هذه التفاصيل لست معنيا بها، بل المهم هنا ماذا نستطيع أن نعكس من إحساسات وأن يكون الفن التشكيل سفرا في العمق الإنسان، لأننا نعيش في عالم نتأثر فيه بما حولنا، فما بالك في تجربة ولدت في فترة وباء كان يهدد البشرية ولا زال يهددها.ويعترف الفنان بأن الحنين إلى اليمن أيضا يظهر في هذه اللوحات، فهو لم يزر اليمن منذ 11 سنة، فتظهر تفاصيل العمارة اليمنية بطريقته الخاصة وأسلوبه الطفولي، ويقول عن ذلك: فأنا أتمسك بعفويتي وأرسم من دون تكلف، فأنا لأ أرسم اللوحات لكي تعجب الجمهور أو لكي أبيعها أو أستفيد منها ماديا، رغم أني استطعت أن أبيع بعض اللوحات خلال المعرض وهذا كان شيئا مفرحا جدا بالنسبة لي.

ويسهب عقبي بحديثه عن الفن التشكيلي ويقول: ممارسة الفن التشكيلي تجعلك تغير نظرتك للكون، فأنا كفنان وسينمائي كثير التأمل في الوجوه والأشياء والطبيعة والكون، وأيضا تأمل في الذات الشخصية وذات الفنان نفسه، والفن يمنحك الرغبة في كثرة التأمل، وهناك نوع من التحرر في أعمالي التشكيلية حيث أملك نظرة خاصة للجسد وخاصة الأنثوي، ولا يوجد فيها قيود حيث يمكن أن تجد جزء من الجسد الأنثوي عاريا.ويوضح: ربما هذا بسبب إقامتي الطويلة في فرنسا وأوروبا، حيث يوجد نوع من الانعتاق والرقابة هنا، ربما الفنان العربي في البلاد العربية يكون لديه تحرج ضد هذه المواضيع، حيث يقابل هذا النوع من الأعمال بالنقد والنقد الجارح أحيانا، لكن هنا يوجد حرية متاحة منحت هذه التجربة الكثير من الأكسجين بحيث أنها تتنفس بحرية دون أي قيد أو رقابة الخططوبالنسبة لخططه المستقبلية في هذا المجال، يكشف عقبي بأنه يرسم ولا يزال يرسم كطفل، بنفس العبق وبنفس الروح التي بدأت فيها التجربة من يومها الأول، ويكمل: لا أحاول أو أنوي التخلي عن هذه العفوية ولا أتمنى أن تتحول إلى صناعة تكلفيّة.ويكشف عقبي بأن هناك حديث مع سفير جمهورية اليمن في باريس ودعوة منه لإقامة معرض تشكيلي في السفارة اليمنية في فرنسا في شهر سبتمبر/ ايلول القادم، وانشالله يكون بمناسبة احتفالات 26 سبتمبر، ولدي عدد من الاتصالات لإقامة أكثر من معرض في منطقة النورماندي وما حولها، كونها منطقة فنية فيها الكثير من المعارض الخاصة والعامة.ويتابع: مع بداية الخريف القادم سيكون هناك العديد من الخطوات، وأتمنى بيع بعض اللوحات لأكمل المسيرة، لأنني الآن استخدم أدوات احترافية وهي غالية الثمن، والتجربة مبشرة في الحقيقة حيث أن مبيعات لوحاتي غطت ربع تكلفة ما أنفقته تقريبا، وهو شيء إيجابي جدا، وأتمنى أن يكون هناك بيع أكثر في المعرض الثاني، وربما هي مسألة فقط حتى تعرفني الناس أكثر وتحس أكثر بأعمالي.ويختم حديثه قائلا: أنا لا أنوي التخلي عن الفن التشكيلي أو التخلي عن مهنتي كسينمائي وكناقد، وأريد الاستمرار في مشاريعي، لكن كما يعرف الجميع الانتاج السينمائي صعب ويحتاج تكلفة مرتفعة، وتجربتي التشكيلية تتطور بشكل مستمر أحسها بذاتي، وأنا لا أهوى الصناعة أو التقليد أو النقل، بل ما أرغبه هو التعبير عن الطفل الذي بذاتي عن العالم والكون وعني أنا شخصيا، فهو يكتشفني أكثر مما اكتشفه.

قد يهمك ايضا

هيفاء آل قبقب حصلت على المركز الأول في مسابقة الرسم التشكيلي

ترقب في الأوساط الفنية لـ"ديانا"    

 

 

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إعجاب متزايد في أوروبا بلوحات فنان يمني رسمها خلال فترة الحجر الصحّي إعجاب متزايد في أوروبا بلوحات فنان يمني رسمها خلال فترة الحجر الصحّي



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:35 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 العرب اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 07:55 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 العرب اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 07:54 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً

GMT 07:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامين سي يعزز نتائج العلاج الكيميائي لسرطان البنكرياس

GMT 05:57 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

مشكلة العقلين الإسرائيلي والفلسطيني

GMT 07:39 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

نجاة نهال عنبر وأسرتها من موت محقق

GMT 22:56 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل 3 جنود لبنانيين في قصف إسرائيلي

GMT 09:48 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

بيب غوارديولا يوافق على عقد جديد مع مانشستر سيتي

GMT 18:37 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

واشنطن تفرض عقوبات على 6 قادة من حركة حماس

GMT 16:42 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

جماعة الحوثي تعلن استهداف سفينة في البحر الأحمر
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab