أمل العموي تشكف عن رسمها خفية عن والدها
آخر تحديث GMT02:12:51
 العرب اليوم -

صرّحت لـ"العرب اليوم" بأن الفن حلم الطفولة

أمل العموي تشكف عن رسمها خفية عن والدها

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - أمل العموي تشكف عن رسمها خفية عن والدها

الفن التشكيلي
مراكش - ثورية إيشرم

كشفت الفنانة التشكيلية أمل العموري عن أن الفن التشكيلي حلم راودها منذ الطفولة، مشيرة إلى أن بدايتها كانت عندما بلغت 17عامًا، فقدمت أول معرض لها مع خالتها التي تعتبرها قدوتها في المجال الفني. 

وأكدّت، في حديث خاص لـ "العرب اليوم"، "أنا لا أجد نفسي إلا وأنا أرسم، وجسد مختلف الصور على لوحاتي التي اعتبرها رفيقة دربي  وبمثابة أولادي الذين لا أستطيع أن لا أراهم كل لحظة أو أجلس معهم وأحدثهم".

وأردفت أمل العموري: "كانت خالتي فنانة تشكيلية تشجعني وتمنحني الدعم المعنوي والنصائح حتى تمكنت من اتقان قواعد الفن التشكيلي، دون ان ألج أي معهد أو أتخصص في دراسة هذا المجال الذي كان والدي يرفضه بشدة باعتباره مضيعة للوقت، كجميع الأباء الذين يفتقرون لثقافة الفن التشكيلي في الوسط المغربي."

وأضافت أن "ممارستي للفن التشكيلي كانت في السر لمدة تزيد عن 10 سنوات، فكنت أتجه إلى الورشة عند خالتي، وأرسم هناك وأبدع وأجسد مختلف الصور والمواقف التي  أصادفها وأراها مهمة لتصل إلى المتلقي، بالرغم من أنني لم أكن أشارك في المعارض خوفًا من أن يعلم أبي بالموضوع. فقط كنت أرسم وأرسم دون توقف إلى أن أصبحت امتلك رصيدًا كبيرًا من اللوحات التي قدمتها للجمهور بعد وفاة والدي بسنة تقريبًا، إذ توقفت فترة طويلة بعد وفاته، لأعود من جديد بتشجيع من خالتي ومجموعة من الأصدقاء الذين ساندوني، وأسرتي الصغيرة، ما زادني فخرًا واعتزازًا، لاسيما عندما لاحظت ردود فعل الجمهور بعد عرض لوحاتي لأول مرة في معرض مشترك وكان عمري لا يتجاوز 17 عامًا."

وأشارت التشكيلية أمل إلى أن "الفن التشكيلي هو غذاء للروح ولا يمكنني إلا ان أرسم دون توقف، حتى بعد زواجي وعملي كأستاذة في مادة الاجتماعيات، إلا أني لا أجد نفسي مرتاحة إلا وأنا أفرغ ما بداخلي من أحاسيس ومشاعر على اللوحة التي لا أتوقف إلا بعد ان أنتهي منها"، موضحة: "أنا لا أختار المواضيع التي أجسدها، بل استوعبها فقط عندما أنتهي من رسمها في مرسمي الخاص الذي أدخله ولا أشعر بالوقت. فقد أقضي النهار بكامله دون الأحساس بالوقت، وأنا مقتنعة جدًا أنه ليس هناك مجد فني بل هناك مسار يتبعه الفنان لتحقيق ذاته وشخصيته الفنية من خلال أعماله، وأنا أحب الفن الذي يعبر عن فكرة معينة، تفرض أسلوب وتقنية العمل، والفن يجب أن يخاطب العقل والإحساس والوجدان ويرقى بذوق المتلقي الذي يعتبر ذو ثقافة ومستوى راقٍ."

وأكدت أمل العموري أن "الفن التشكيلي من الفنون الراقية التي تتميز بتجسيد مواقف عدة إما خاصة بالفنان أو بالمحيطين به أو حتى خاصة بأناس ساخرين لا تربطهم به أي صلة، فقط يصادفهم في الشارع ويرى منهم مواقف قد تكون من أجل الصور المميزة التي يجسدها على لوحته. وما زلت أتذكر موقفًا صادفته وأنا آتية من عملي وقمت بتجسيده على إحدى لوحاتي التي نالت إعجاب إحدى الشخصيات المرموقة في المجتمع المراكشي،  فقام باقتنائها بمجرد رؤيتها، وكانت من أكثر اللوحات التي تعلقت بها والتي بعتها بثمن مميز، لم أبع أي لوحة بهذا الثمن مرة أخرى، وهو موقف طفل يبلغ حوالي 7 سنوات وفي يده علبة سيجارة وفي عينيه نظرة حزن لم أفهم سببها. فقمت بتجسيد الصورة مع إضافة رؤيتي الخاصة بها، والتي حققت نسبة إعجاب كبيرة عندما قمت بعرضها لأول مرة وكانت الأولى والأخيرة التي قمت بعرضها ."

ولفتت الفنانة أمل إلى أن "من أكثر المشاكل التي تصادف الفنان التشكيلي في المغرب بصفة عامة، هي قلة الأروقة وقاعات العروض، فضلًا عن الإقبال الذي يقل يومًا بعد يوم، إذ يكون كثيفًا فقط في يوم الافتتاح، يقل يومًا بعد يوم ليجد الفنان التشكيلي نفسه وحيدًا مع لوحاته، ما يشكل تهميشًا له في جميع الأبعاد والمستويات، لكن هذا لا يمكن أن يقف حاجزًا أمام الفنان لا سيما إذا كان عاشقًا لهذا الفن، وممارسًا له كعاشق أكثر، من ممارسته واعتماده عليه كمدخول مادي في حياته، إذ يكون همه الوحيد هو تحقيق الربح المادي ما يجعله يقدم فنًا لا يمت إلى الجودة والمعايير الفنية المتميزة و المتفق عليها بصريًا وجماليًا بصلة."

ونفت أن يكون "الفن التشكيلي مهنة يمكن اعتماد مدخولها للعيش، فهو ليس كالغناء أو التمثيل بالرغم من أنه لا يمكن تجريده من الدور الإسمي الذي يضاهي باقي الفنون ويقوم بها كذلك كباقي الفنون العالمية ، فبمجرد أن يدخل الفنان التشكيلي في دوامة الربح المادي، إلا وتجده يدخل في أزمة نفسية قد تجعله يكف عن الإبداع والابتكار، إذ يجد نفسه يتخبط وسط بركة من المعاناة وخيبات الآمال بسبب الأحلام التي تحطمت والمدخول الذي لم يكن متوقعًا. هنا أقول أن الفنان الحقيقي لا يمكن أن ينتظر المقابل على عمله الفني، لاسيما المقابل المادي، كونه يقدم فنًا يعبر عن شخصيته، فنًا راقٍ يهديه للجمهور دون انتظار المقابل، ودون الوقوف أمام العراقيل والحجز عن تجاوزها، هنا فقط يمكن أن يبدع ويتفنن في تجسيد مختلف الصور التي تقاس كعمل إبداعي مميز."

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أمل العموي تشكف عن رسمها خفية عن والدها أمل العموي تشكف عن رسمها خفية عن والدها



GMT 00:35 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

لبنان يتعهد بالتعاون مع "الإنتربول" للقبض على مسؤول سوري
 العرب اليوم - لبنان يتعهد بالتعاون مع "الإنتربول" للقبض على مسؤول سوري

GMT 21:53 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

زينة وباسم سمرة معاً في الدراما والسينما في 2025
 العرب اليوم - زينة وباسم سمرة معاً في الدراما والسينما في 2025

GMT 20:36 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الأمير الحسين يشارك لحظات عفوية مع ابنته الأميرة إيمان

GMT 02:56 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

النيران تلتهم خيام النازحين في المواصي بقطاع غزة

GMT 17:23 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إنتر ميلان الإيطالي يناقش تمديد عقد سيموني إنزاجي

GMT 16:59 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نتنياهو يتوعد الحوثيين بالتحرّك ضدهم بقوة وتصميم

GMT 17:11 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

اتحاد الكرة الجزائري يوقف حكمين بشكل فوري بسبب خطأ جسيم

GMT 02:52 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

مقتل 10 ركاب وإصابة 12 في تحطم طائرة في البرازيل

GMT 06:45 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

انفجار قوي يضرب قاعدة عسكرية في كوريا الجنوبية

GMT 17:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

.. قتلى في اصطدام مروحية بمبنى مستشفى في تركيا

GMT 11:24 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab