الخرطوم ـ عبدالقيوم عاشميق
أكد وزير الثقافة السوداني السابق، رئيس مؤسسة "أروقة" للثقافة والعلوم السمؤال خلف الله لـ"العرب اليوم"، أن "المؤسسة معنية بالدرجة الأولى بنشر الوعي الثقافي في السودان، حيث استطاعت في العام 2012 أن تحقق نجاحات كثيرة، ولديها هذا العام خطة طموحة تتمثل في طباعة 100 كتاب، ويمتد نشاطها إلى خارج وداخل السودان، من خلال المشاركة في المهرجانات الخارجية، وإقامة المهرجانات داخليًا، والعلوم كرافد يغذي الجسم الثقافي السوداني".
وفي سؤال لـ"العرب اليوم" عن تفسيره لقرار الحكومة بإدماج وزارة الثقافة في وزارة الإعلام، والتي خرج بعدها من التشكيلة الوزارية، رغم أن حملة الرئيس عمر البشير الانتخابية وعدت بوزارة منفصلة للثقافة، أجاب السمؤال "رأيي الشخصي أنه من الأفضل أن تدمج الثقافة والإعلام في وزارة واحدة، وهذا الرأي قلته أكثر من مرة، فالثقافة مضمون والإعلام ماعون لابد أن يتكاملا، وكان للآخرين رأي مخالف، فالبعض يعتقد أن الحكومة تنصلت من وعدها بإنشاء وزارة للثقافة والمحافظة عليها".
وعن علاقات مؤسسة "أروقة" الخارجية والداخلية، وتوظيفها لصالح المشروع الثقافي في السودان، قال الوزير السابق "هذه العلاقات وصلت إلى مستوى من التعاون الجيد، فقد تكفل وزير الثقافة القطري الدكتور حمد الكواري بطباعة 12 ديوان شعر سوداني"، مشيرًا إلى أن "الحكومة لا تقدم حاليًا دعمًا مباشرًا لمشروعات مؤسسته، لكن بطرق أخرى تدخل فيها العلاقات الشخصية يمكن الحصول على دعم مالي"، في حين عدّد بعض النجاحات التي حققها عندما كان وزيرًا للثقافة، منها إقامة خمسة مهرجات ثقافية وإقامة مهرجانات أخرى كانت معطلة، يُضاف إلى ذلك الحصول على قطعة أرض لصالح مشروع المكتبة الوطنية، وطباعة مجموعة من الكتب باللهجات السودانية المحلية (بالتركيز على شرق وغرب السودان)"، مؤكدًا أن "الوزارة لم تضف له شيئًا، بل كانت خصمًا عليه، فقد كنت في أروقة عندما تم اختياري وزيرًا، وعدت لها ثانية بعد خروجي من الوزارة، وهذا العام 2013م شتطبع المؤسسة حوالي 100 عنوان، مستفيدة من شراكاتها مع البنوك والمؤسسات وشركات الاتصال والجامعات السودانية وهيئة الأعمال الفكرية، فعبر هذه الشراكات أستطيع توفير المال اللازم، فالبنوك والشركات تبحث عن الدعاية والإعلان على صفحات ما نطبع من إصدارات وكتب، مثلا شركة الاتصالات (زين) يمكنها الحصول على إعلان على غلاف مطبوعاتنا، ولدي شراكات أخرى مع محطات إذاعات خاصة وقنوات تلفزيونية سودانية مثل قناة (النيل الأزرق)، وأن طباعة الكتاب بالداخل أفضل من حيث التكلفة المالية من طباعته في الخارج، على الأقل في هذه الحالة يمكننا تفادي الجمارك والضرائب، فمثلاً الكتاب الصغير تتكلف طباعة الألف نسخة منه حوالي 5 ألاف جنيه سوداني، والشراكات التي نقيمها تكون مناصفة أو بنسبة (3 : 1) أو بنسبة تصل أحيانا 75%".
وفي إجابة على سؤال إن كان الاهتمام بالجانب الثقافي قد تراجع في السودان، قال السمؤال، "الأمر ليس كذلك، فأي عمل مقنع سيجد الرعاية والاهتمام والتمويل من المؤسسة، لكننا معنيون بالدرجة الأولى بالثقافة السودانية، ولا يمكن أن نطبع عناوين تبعد عن الثقافة، السبب هو أننا لدينا إمكانات محدودة، ولا يمكن للمؤسسة استيعاب أي عمل في الوقت الحالي بعيدًا عن الثقافة"، مضيفًا أن "رحلة العمل والعطاء لا يقوم بها في (أروقة) لوحده، فهناك كوكبة من قبيلة الإبداع والثقافة تشاركه العطاء والجهد حرصًا على نشر الوعي الثقافي والمحافظة على تراث وإرث السودان الثقافي الغني والمتنوع".
أرسل تعليقك