الشارقة - العرب اليوم
اختارت إدارة متحف الشارقة العالمي، شعار "أطفال اليوم علماء الغد"، وطرزته بحروف من أمل على صدر واجهة قاعة الاستقبال، انطلاقاً من إيمانها الوارف بأن كل طفل بداخله عالِم كامن، يحتاج إلى أدوات وأساليب للتنقيب عنه، وتحصينه، وإحاطته بمقومات الرعاية والاهتمام، ومساعدته في اختيار المجال الذي يستهويه، ويداعب ميوله ورغباته، ويكون بمثابة نواة بذرة تميزه ونبوغه.
ويسعى المتحف الذي يتوسط متحف الآثار ومؤسسة الشارقة للإعلام في منطقة حلوان، إلى خلق بيئة تعلم واستكشاف تفاعلية، تقدم الحقائق العلمية وافكارها، بطريقة مختصرة وميسرة، وربطها بالحياة العملية، عبر أكثر من 50 زاوية صممت لتحفيز تفكير الزوار وتوجيههم نحو الابتكار، ومساندتهم في فهم العلوم، من خلال تجارب وشروحات تخيلية، وورش عمل وعروض، تديرها وتقدمها نخبة من الرائدات العلميات، المتمرسات في تبسيط الفكرة، وتأصيلها في الأذهان بأسلوب سهل وممتع.
ويتكون المتحف من قسمين رئيسيين يفصل بينهما مقهى لبيع الوجبات والمشروبات الخفيفة، ومتجر للهدايا التعليمية التي تناسب فئة الصغار، الأول عبارة عن مركز تعليمي متقدم، يضم مختبراً للعلوم، وآخر للحاسب الآلي، ومنطقة استكشاف مخصصة للطلبة الصغار، تعقد فيها مجتمعة اكثر من 30 ورشة عمل، لإكساب المشاركين خبرة في مختلف المناحي العلمية والتكنولوجية، ناهيك عن ان مركز الحاسب الآلي يوفر خدماته للزوار الراغبين في استخدام الشبكة العنكبوتية، حتى في ايام عطلة نهاية الأسبوع. أما الشطر الثاني من المتحف فهو عبارة عن قاعة كبيرة تحتوي عشرات الأجهزة والنماذج والمجسمات التعليمية، الموجهة للصغار والكبار، وقاعة محاضرات توضيحية، وقبة سماوية لاستكشاف الكواكب والنجوم، اضافة إلى ركن خاص للألعاب المفيدة التي تنمي ذكاء الطفل.
ويقدم المتحف الذي افتتح عام 1996، تجربة استثنائية في اكتشاف أصل العلوم والمعارف، ويطلق العنان لخيال الطلبة، ويشبع فضولهم، و«شقاوتهم» في استكشاف الكثير من الظواهر والموضوعات العلمية من حولنا، لا سيما في الحقول الفيزيائية، والجسمية، والفضائية، والتكنولوجية، والسحرية، كل ذلك وسط اجواء من الألفة والتسلية والمرح، وبعيداً عن اسلوب التلقين المتبع في بعض المدارس.
وفي رحلة تعلم مثيرة، مبنية على أساسيات التلقي وهي المشاهدة والاستماع والتجربة والتفاعل والاستنتاج، سيجد الزائر مساحة واسعة لاختبار الكثير من التفاصيل العلمية، وسيكتشف اسرارها، وفكرة عملها حتى تبدو له سهلة ومقنعة، ككيفية طيران المناطيد، وماهية التوازن في الجسم، وتنوع الطبقات الصوتية، والتعرف إلى اجزاء جسم الإنسان، ونظريات الاحتمالات والجاذبية وغيرها، وسيتعرف إلى الخدع البصرية، وتكوّن الأجسام ثلاثية الأبعاد، وفكرة عمل المجهر، وسيستمتع وهو يشارك في عدد من ورش العمل وعروض الليزر، ويقلع في رحلة فضائية عبر القبة السماوية، ويتعرف إلى هذا الكون الواسع.
كما يظفر الزائر بفرصة حضور بعض العروض اليومية، مثل عروض الكهرباء الساكنة، وفيزياء الحرارة المنخفضة، وكذا العرض السحري الذي يبين كيفية احتفاظ الكوب بالماء داخله حتى وهو مقلوب، والبالون الذي ينتفخ ذاتياً، وتغير لون السوائل، بجانب عرض الفضاء الذي يتيح فرصة التمتع بالنجوم ومشاهدة الكواكب التي يمكن رؤيتها بالعين المجردة، في سماء الشارقة، والوقوف على تفاصيل كثيرة عن هذا الكون البديع.
ولأن الكثير من الطلبة درسوا بعض العلوم والظواهر الفيزيائية والكهربائية وغيرها من الحقائق العلمية الرابضة على صفحات الكتب في ظروف جافة، قد تخلو من التفاعل والتجربة والحركة، يبقى متحف الشارقة العلمي وجهة تعليمية مميزة، يحصلون فيها على المعلومة على طبق من المتعة والتسلية والمرح، في ظلال بيئة كل محتوى فيها يحرض على الإبداع والابتكار، ونهضة العقل والتفكير.
أرسل تعليقك