تلميذة أعجزت أساتذة الباكالوريا وأصبحت حديث الشارع في تونس
آخر تحديث GMT18:13:53
 العرب اليوم -

آمنت بالنجاح وبأن العلم سلاح المرء لإثبات نفسه

تلميذة أعجزت أساتذة الباكالوريا وأصبحت حديث الشارع في تونس

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - تلميذة أعجزت أساتذة الباكالوريا وأصبحت حديث الشارع في تونس

تلميذة أعجزت أساتذة الباكالوريا
تونس - العرب اليوم

كثر الحديث في تونس خلال الآونة الأخيرة عن التلميذة التي حطّمت رقما قياسيا في قائمة المتفوقين في دورة الباكالوريا لسنة 2019 بعد حصولها على معدل 20 من 20 في مادة الفلسفة في سابقة علمية فريدة.

أميرة النموشي، صاحبة الـ 19 ربيعًا، أصيلة محافظة نابل في الشمال الشرقي لتونس، هناك ترعرعت بين أحضان أسرة آمنت بالنجاح وبأن العلم سلاح المرء لإثبات نفسه.

حدثتنا أميرة عن سر تفوقها وإنجازها الباهر الذي أعجزت به أساتذة الفلسفة، قائلةً إن شغفها بقراءة الكتب منذ الصغر زادها في التحصيل المعرفي وخاصة اللغوي، وهو ما مكّنها من التفوق في كل الاختبارات حتى الأدبية منها والفكرية.

اقرأ ايضا : 

زوج الطالبة صاحبة واقعة التبوّل في الامتحان يفجّر مفاجأة

ورغم التشدد المعتمد في تقييم اختبارات شعبة الآداب، تؤكد أميرة أنها لم تجد صعوبة كبرى في اجتيازها لهذا الامتحان الوطني نظرًا لمتابعتها المستمرة لما يقدّم من دروس، مشددة في هذا الصدد على ضرورة عدم الاكتفاء بالتعليم الأكاديمي على أهميته، بمواد جانبية.

وتضيف أميرة في حديثها "أبي قارئ نهم للكتب ولحسن الحظ ورثت عنه هذه العادة المستحبة وأنصح جميع التلاميذ بها".

الفيلسوفة الصغيرة

وعن علاقتها بالأدب والفلسفة، تقول محدثتنا إنها سلكت في البداية الطريق إلى شعبة العلوم طمعًا في مستقبل أفضل لنفسها وضمانا لوظيفة معتبَرة تعيد بها سنوات من السهر والتعب أمضاها والداها في تعليمها، وتستدرك أميرة قائلة إن حبها للغة الضاد ولعوالم الفلسفة قادها إلى تعديل مسارها واختيار شعبة الآداب وهو ما كلفها مغادرة المعهد النموذجي الذي يضم التلاميذ المتفوقين ويشترط حصولهم على معدل سنوي يفوق الـ15 للتمكن من دخوله.

وهنا تؤكد أميرة النموشي أن الأفكار الرائجة عن شعبة الآداب والتي يلجأ إليها أصحاب التحصيل العلمي المتدني هي أفكار خاطئة وجاءت نتيجة لتراكمات ثقافة قديمة ومتوارثة تختصر هذه الشعبة في تحصيل مستوى جد من اللغات فقط، مضيفة أن الآداب غيرت حياتها وفتحت لها نوافذ أعمق في تعاملها مع الحياة وحتى مع المحيطين بها.

وتتابع أميرة: "لا يجب أن ينسى التونسيون تاريخهم المشرق مع الآداب والفكر والفلسفة وأن تونس ولّادة لأكبر المفكرين والشعراء"، وتستحضر منهم محدثتنا شاعر الخضراء أبو القاسم الشابي (أصيل محافظة توزر بالجنوب التونسي) وابن خلدون مؤسس علم الاجتماع وغيرهما ممن حفظتهم ذاكرة العالم بما قدموه للفكر والحضارة.

حملة تشكيك

تحصّل أميرة النموشي عن شعبة الآداب من معهد شارع علي بلهوان بنابل على معدل 18.21 خلال الدورة الرئيسية لامتحان الباكالوريا لسنة 2019، وعلى معدل 20 في مادة الفلسفة و 16.5 في مادة العربية، قاد شريحة كبرى من المجتمع التونسي إلى التشكيك في مصداقية عملية التقييم وحتى الحديث عن تسريب الاختبار قبل موعده.

كما امتلأت صفحات التواصل الاجتماعي بتعليقات ساخرة من عدم عقلانية المعدل، على اعتبار أن الآداب عامة والفلسفة خاصة علم شامل ومطلق ولا يخضع لقواعد علمية ثابتة على عكس الشعب الأخرى، وأن إسناد هذا المعدل أمر مبالغ فيه.

حملة تشكيك هذه دفعت وزير التربية حاتم بن سالم إلى اتخاذ قرار بنشر ورقة امتحان التلميذة أميرة النموشي  للعموم للتأكد من جدارتها واستحقاقها لهذا المعدل، وأشاد بن سالم بالمستوى المتميز لهذه التلميذة التي تمثل وفقا له نموذجا للتلامذة المتفوقين ودليلا على رفاعة مستوى التعليم في البلاد.

من جانبها علقت أستاذة مُصلحة لاختبار الباكالوريا آداب: "أنها أشرفت على إصلاح اختبار أميرة النموشي الذي تضمن 16 صفحة أنجزتها التلميذة في ظرف وجيز (4 ساعات) وبأسلوب وفكر عميقين وهو ما اعتبرته الأستاذة اعجازًا علميًّا".

وعن هذه الحملة، ردت أميرة النموشي إنها تحترم آراء الجميع، وتؤكد في الآن نفسه أن "إرضاء الناس غاية لا تدرك"، وأن المعايير اللغوية والعلمية المعتمدة في إصلاح اختبارات الباكالوريا مضبوطة ولا تقبل التشكيك.

تراجع المستوى التعليمي

وتدرك أميرة النموشي رغم صغر سنها، أن منظومة التعليم في تونس ما تزال تنتظر إصلاحات جذرية للنهوض بها وتحسين مستوى التلاميذ، خاصةً وأن طالبي العلم في تونس من سلالة المدرسة الصادقية التي أثمرت  مفكرين قدّموا لبلادهم الكثير وتستحضر أميرة بفخر تخصيص بلادها زمن ما بعد الاستقلال ثلث ميزانيتها للتعليم.

وكانت تونس قد سجلت في السنوات الخمس الأخيرة أعلى مستوى في تراجع المستوى التعليمي وفقا لمؤشر التنافسية الدولية الذي يعدّه المنتدى الاقتصادي العالمي سنويا، فبعد أن كانت تحتل المرتبة الأولى عربيا والثلاثين عالميا في تقرير موسم 2010/2011، تدحرجت تونس اليوم إلى المركز 76 عالميا بفارق 46 نقطة، بعد عصر ذهبي عرفه التعليم في تونس طيلة العقود الماضية.

قد يهمك ايضا : 

إثيوبيا تحجب الإنترنت لمواجهة الغش في الامتحانات

9 نصائح لا غنى عنها للمراجعة النهائية تساعدك قبل الامتحان

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تلميذة أعجزت أساتذة الباكالوريا وأصبحت حديث الشارع في تونس تلميذة أعجزت أساتذة الباكالوريا وأصبحت حديث الشارع في تونس



الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 06:53 2024 الخميس ,26 كانون الأول / ديسمبر

إيران تتراجع عن تسمية شارع في طهران باسم يحيى السنوار
 العرب اليوم - إيران تتراجع عن تسمية شارع في طهران باسم يحيى السنوار

GMT 09:35 2024 الخميس ,26 كانون الأول / ديسمبر

طريقة طهي الخضروات قد تزيد خطر الإصابة بأمراض القلب
 العرب اليوم - طريقة طهي الخضروات قد تزيد خطر الإصابة بأمراض القلب

GMT 08:49 2024 الخميس ,26 كانون الأول / ديسمبر

بوستر أغنية مسابقة محمد رمضان يثير الجدل
 العرب اليوم - بوستر أغنية مسابقة محمد رمضان يثير الجدل

GMT 09:35 2024 الخميس ,26 كانون الأول / ديسمبر

طريقة طهي الخضروات قد تزيد خطر الإصابة بأمراض القلب

GMT 18:25 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

إخلاء تجمع سكني في تل أبيب بعد وقوع حادث أمني

GMT 08:49 2024 الخميس ,26 كانون الأول / ديسمبر

بوستر أغنية مسابقة محمد رمضان يثير الجدل

GMT 12:55 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

شمس البارودي تتحدث للمرة الأولى عن رحيل زوجها وابنها

GMT 10:40 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

الكرملين ينفي طلب أسماء الأسد الطلاق أو مغادرة موسكو

GMT 06:53 2024 الخميس ,26 كانون الأول / ديسمبر

إيران تتراجع عن تسمية شارع في طهران باسم يحيى السنوار

GMT 10:27 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

عيد بيت لحم غير سعيد

GMT 10:33 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

نيولوك الإخوان وبوتوكس الجماعة

GMT 10:34 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

لِنكَثّف إنارة شجرة الميلاد

GMT 06:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 08:41 2024 الخميس ,26 كانون الأول / ديسمبر

ماجد الكدواني يواصل مُغامراته في"موضوع عائلي"

GMT 22:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أحمد حاتم يكشف مفاجأة حول إطلالاته الأخيرة

GMT 23:00 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

حقيقة زواج سمية الخشاب في العام الجديد

GMT 08:44 2024 الخميس ,26 كانون الأول / ديسمبر

رامي صبري يوجّه رسالة لتامر حسني وهو يردّ

GMT 22:56 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

تامر حسني يمازح الجمهور بعد مروره بموقف طريف
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab