مواقف محرجة وأساليب غشّ جديدة في صفوف التعليم عن بعد
آخر تحديث GMT02:20:45
 العرب اليوم -

بعدما فرضت أزمة "كورونا" الاتجاه إلى الدراسة "أونلاين"

مواقف محرجة وأساليب غشّ جديدة في صفوف التعليم عن بعد

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - مواقف محرجة وأساليب غشّ جديدة في صفوف التعليم عن بعد

التعليم عن بعد
واشنطن_العرب اليوم

قد يخيل لك وأنت تصغي إلى مشكلات الأهالي والأساتذة في زمن التعليم «أونلاين» أنك تتابع فيلما سينمائيا من نوع الكوميديا السوداء أو الأميركي المشوق. فمع بداية العام الدراسي الجديد في لبنان كما فرضته الجائحة، ستكتشف أساليب وطرقا وأخبارا تتعلق بهذه الدراسة لم يسبق لك أن سمعت بها.فاللبناني عاش تجارب حياتية مختلفة، بسبب النكبات والحروب التي مر بها عبر الزمن، إلّا أنّه لم يتخيل يوما أنّه سيشهد التعليم المدرسي عبر «الإنترنت» ويتحمّل النتائج المترتبة عنه من دون إيجاد فرصة للإفلات منه. فجائحة «كورونا» لم تكتف بإحداث أسلوب عيش جديد للناس في إيقاعهم اليومي، لا بل تمادت بنتائجها إلى حدّ طالت فيه التعليم المدرسي عن بعد.

تتعدد المواقف والمشاهد المحرجة والمضحكة التي يتداولها اللبنانيون عبر مواقع التواصل الاجتماعي وتتناول ما يفرزه التعليم الافتراضي على الأرض. فهو يشغل أحاديث الأمهات في جلساتهن مع الجيران وفي الصالونات وحتى في مكاتب العمل. غالبية الفيديوهات والصور المتداولة تحكي عن أداء الطّلاب الفوضوي تجاه أساتذتهم وما يتأتى عنها من ردود فعل المعلمين. فهنا تشاهد أستاذة مادة الحساب لصف البكالوريا تضع نظاراتها وتتعامل بجديّة مع طلابها المصطفين أمامها كل من مكان إقامته أمام شاشة «اللابتوب». تبدأ بشرح الدرس لتفاجأ بأنّ أحدهم يتابع حصته الدراسية وهو يأخذ دشّا باردا أو في نزهة يقوم بها في سيارته.

فتعلن إيقاف الحصة حتى إشعار آخر. وفي مكان آخر تجلس الأم إلى جانب ابنها بحيث لا يمكن للأستاذ أن يراها. تمسك بالعصا مهددة إياه بالضرب في حال شعر بالملل أو أراد إحداث فوضى وقت الدرس. ويضع طالب جامعي في صف آخر قناعا مخيفا على وجهه ويثير الضحك بين زملائه وتنهال التعليقات من هنا وهناك محدثة البلبلة في الصف. تقفل الأستاذة الجامعية الكاميرا معلنة انتهاء الدرس.

وأثناء إجراء الامتحانات الافتراضية تكثر أساليب وطرق الغش التي يستخدمها الطلاب في هذا الإطار. فأحد الطلاب الجامعيين قرر بالتعاون مع شقيقه إجراء امتحانه مطبقا تقنية «الميرورينغ» على شاشة التلفزيون. وهذه الطريقة تقضي بنقل ما يراه على شاشة حاسوبه إلى شاشة التلفاز حيث يجلس شقيقه. وهذا الأخير يقوم بعملية الغش عن بعد، مشيرا إليه بواسطة اللايزر إلى الأجوبة الصحيحة التي يجب أن يختارها. وتعلّق الأستاذة الجامعية ماري عطيّة في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «بعد تفاقم هذا الموضوع اضطررنا إلى أخذ إجراءات مغايرة تقضي بخضوع الطلاب إلى الامتحانات في حرم الجامعة.

فهناك من لجأ إلى أساليب غريبة في الغش اكتشفناها بالصدفة، بعد أن نسي أحدهم حاسوبه الآلي مفتوحا. فتفاجأت بعدد من أصدقائه يهنئونه على اجتيازه الامتحان بسهولة بفضل مساعدتهم له». وتتابع عطيّة: «هناك مواقف حرجة كثيرة نتعرض لها كأساتذة كأن يدخل علي أحد أطفالي فجأة راغبا في أن أحضر له الطعام أو دخول صالة الحمام. كما أنّ منزلي تحوّل إلى صفّ دراسي بعد أن اشتريت أقلاما خاصة كي أستطيع كتابة الدرس على زجاج واجهة الصالون. وأحيانا كثيرة وفي حال لا تتوفر مساحة خاصة للطالب المشارك معي في منزله يمكنني أن أسمع صوت والدته تتحدث مع جارتها ووالده يلعب النرد أو صوت المذياع والتلفزيون».

وما يعاني منه الأساتذة في هذا الصدد يبقى نقطة في بحر المشكلات التي يواجهها الأهالي بسبب الدروس الافتراضية. أكثر من نموذج حي التقته «الشرق الأوسط» يروي تجربته مع هذا الموضوع. كارين أم لـ3 أولاد تقول: «لا أعلم من أين أبدأ وكيف أنتهي، فأولادي في أعمار مختلفة ولا أملك ميزانية مادية تسمح لي بشراء جهاز حاسوب لكل واحد منهم. وهذا الأمر يولّد بينهم نقاشات حادة ألجأ مرات كثيرة لإنهائها بقسوة».أما مارلين شمعون فتقول: «ابنتي في الصف العاشر الابتدائي وهي تتابع صفها الافتراضي، معتقدة بأنها تمارس (الشات) مع صديقتها. فتقوم عن كرسيها لتجلب تفاحة من الثلاجة مرة أو لتختبئ وراء «الصوفا» مرة أخرى، محاولة أن تلعب الغميضة مع بقية زملائها في الصف. وهو أمر يخرجني عن طوري».

أمّا المشكلة الكبرى التي يعاني منها الأهل فهي التكلفة المرتفعة التي يتكبدونها بسبب هذه الحصص الافتراضية. وتشرح إيفا بردويل: «لقد أمّنت المبلغ اللازم (نحو مليون ونصف ليرة) لقسط الموسم الأول للمدرسة. وكان علي في المقابل أن أدفع اشتراك إنترنت بقوة مضاعفة، وأن أجد معلمة دروس خصوصية ترافق ابني في فروضه المنزلية لقاء أجر شهري، لأنني أعمل ضمن دوام طويل منذ الصباح حتى الخامسة مساء».بعض المدارس طالبت تلاميذها بارتداء الزي المدرسي، ليشعروا بأجواء الدرس النظامية تماما كما في المدرسة. وطبّقت مدارس أخرى إعطاء جميع المواد الدراسية عبر الإنترنت لتشمل ساعات المسرح والغناء والرياضة ممّا ولّد الفوضى العارمة في صفوفها.

أمّا عدد التلاميذ للصف الافتراضي فلا يتجاوز الـ13 طالبا ويدأب الأستاذ على أخذ العلم بعدد الحضور ويسجّل الغائبين ليدرجهم ضمن تقارير تقدم للمدرسة أو الجامعة.واتبعت مدارس لبنانية خاصة التباعد الاجتماعي في عملية التنقلات والمواصلات لتلاميذها في باصات لا يتجاوز العدد فيها 10 تلاميذ. فيما ألغت أخرى هذه الخدمة مطالبة ذويهم القيام بهذه المهمة يوميا تفاديا للإصابة بالعدوى. وبين إشارتي «أوفلاين» و«أونلاين»، وغياب «الكونيكشن» لبرهة وانقطاع التيار الكهربائي للحظات أخرى، تكون الفوضى سيدة الموقف ويصبح الوضع أصعب لإعادته إلى الصواب من قبل الأهالي.

وتروي نانسي وهي أم لطفلة في الخامسة من عمرها: «كيف يمكن لطفلة بهذا العمر أن تتأقلم مع الدروس الافتراضية. فقد اضطررت مرة أن أتركها للحظات أثناء أحد الصفوف التي تتابعها. وعندما عدت إلى المنزل وجدتها تتابع الحصة من سريرها لأنّها كانت تريد أن يشاهد زملاؤها في الصف لعبتها الجديدة. فكان من معلّمتها أن أدرجتها على لائحة الغياب بين تلاميذها وقطعت الاتصال عنها». وتقول لوريس حوراني وهي معلّمة وطالبة جامعية وأم لولدين: «فوضى كبيرة أعيشها بسبب مهماتي الـ3. كمعلمة أطالب أحيانا أحد تلاميذي المشاغبين أن يتابعني بالصوت فقط بعيدا عن الصورة كي لا أنفعل وأتوتر عندما يتلهى. فالبعيد عن العين بعيد عن القلب، والنتائج يمكن أن تبقى تحت السيطرة. ومرات أضطر أن أتابع حصتي الجامعية في الوقت نفسه الذي يدرس أولادي. فهنا تحدث معضلة كبيرة وأضيع بين أوراقي ومراقبتي لهم. ولأنّ بعض الأهالي رفض إرسال أولادهم إلى المدرسة قررت الإدارة أن أعطي الدروس نفسها في حصتين متوازيتين افتراضية وحقيقية.

ومهما تحدثت عن الأمور التي تواجهني في هذا الموقف فلن أستطيع التعبير عنها كلّها». وتضيف «عندما ألفظ كلمة سكوت من فضلكم لقد بدأنا الدرس أكون كمن يصوّر أحداث فيلم لا أتوقّع بالتمام بدايتها ولا نهايتها. ويمكنني وصف الحالة العامة بـ(حرق أعصاب) إذ إن الأمور مرات كثيرة تخرج عن السيطرة، ولذلك قررت إدارة المدرسة تقصير مدة الحصة الواحدة لتصبح 40 بدلا من 50 دقيقة». وكطالبة جامعية تتابع أليس حوراني «لاحظنا أنّ الوضع السيئ للإنترنت في بلادنا يؤثر بشكل سلبي كبير علينا كطلاب. بعض الأساتذة لجأ إلى تسجيل الحصة عبر تطبيق «واتساب» ممّا يتيح لنا إعادة الدرس في الوقت المناسب. كما أنّ أساتذة كثيرين في الجامعة ليسوا مستعدين بعد للتعامل مع الحصص الافتراضية وهو ما يولّد مشكلة حقيقية بينهم وبين طلّابهم».

قد يهمك أيضا:

الأمير مشعل بن ماجد يطلع على سير التعليم عن بعد عبر منصة مدرستي بجدة
أبرز الحلول التقنية لتحسين تجربة التعليم عن بعد تعرّف عليها

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مواقف محرجة وأساليب غشّ جديدة في صفوف التعليم عن بعد مواقف محرجة وأساليب غشّ جديدة في صفوف التعليم عن بعد



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 21:12 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل
 العرب اليوم - بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل

GMT 08:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته
 العرب اليوم - أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 19:32 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

رانيا فريد شوقي تكشف سبب ابتعادها عن السينما
 العرب اليوم - رانيا فريد شوقي تكشف سبب ابتعادها عن السينما

GMT 07:58 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

اندلاع حريق ضخم في موقع لتجارب إطلاق صواريخ فضائية في اليابان
 العرب اليوم - اندلاع حريق ضخم في موقع لتجارب إطلاق صواريخ فضائية في اليابان

GMT 08:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 02:40 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

القهوة والشاي الأسود تمنع امتصاص الحديد في الجسم

GMT 06:59 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

فلسطين و«شبّيح السيما»

GMT 07:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 09:52 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

كفاءة الحكومة

GMT 06:45 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان يقترب من وقف النار

GMT 10:19 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

جهود هوكستين: إنقاذ لبنان أم تعويم «حزب الله»؟

GMT 16:54 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

روسيا تتعاون مع الحوثيين لتجنيد يمنيين للقتال في أوكرانيا

GMT 02:58 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

11 شهيدًا في غارات للاحتلال الإسرائيلي على محافظة غزة

GMT 06:56 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

فرصة إيرانية ــ عربية لنظام إقليمي جديد

GMT 19:23 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

ميادة الحناوي تحيي حفلتين في مملكة البحرين لأول مرة

GMT 03:09 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

عدوان جوي إسرائيلي يستهدف الحدود السورية اللبنانية

GMT 07:58 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

اندلاع حريق ضخم في موقع لتجارب إطلاق صواريخ فضائية في اليابان

GMT 07:53 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

ألمانيا تحاكم 4 أشخاص بزعم الانتماء لـ "حماس"

GMT 06:54 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

النموذج السعودي: ثقافة التحول والمواطنة

GMT 07:10 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

تحذير أممي من تفشي العنف الجنسي الممنهج ضد النساء في السودان
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab